يسير التوتر بين الجزائر وفرنسا من حلقة إلى أخرى، فبعد الاتهامات لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بالإساءة إلى الرئيس الجزائري بعد نشر صوره مريضًا، اتهم وزير السكن والعمران والمدينة، عبد المجيد تبون، مجمع بناء فرنسي بالقيام بحملة ضد مشروع الجامع الأعظم، بسبب "فشله في الحصول على المشروع". وقال الوزير في لقاء صحفي نهاية الأسبوع الماضي، إن مجمع البناء الفرنسي "بويغ" يقود حملة شرسة ضد في الإعلام الفرنسي ضد المشروع، وذلك بعد انتقاد وسخرية بعض وسائل الإعلام الفرنسية من هذا مشروع الجامع الأعظم الذي ترغب الجزائر في أن يكون ثالث أكبر مسجد في العالم وصاحب أكبر مئذنة في العالم. وأضاف الوزير إن "أطرافًا فرنسية يسوؤها أن تغيّر الجزائر اسم الحي الذي يبنى فيه هذا المشروع، وتحوّله من اسم رجل دين مسيحي استعماري إلى اسم النبي محمد"، مستطردًا: "لا يريدون أن تقوم الجزائر المستقلة ببناء صرح يلقي بظلاله على كل الأرجاء ليكون بذلك منارة للعالم الإسلامي، فهم يرغبون في أن تبقى الجزائر تحت حماياتهم، فيما ينتظر الجزائريون هذا المشروع بشغف كبير". وتأتي اتهامات الوزير الجزائري للأطراف الفرنسية المعنية بعد انتقادات كبيرة من مسؤولين جزائريين لفالس إثر الصورة الشهيرة التي ظهر بوتفليقة شاحب الوجه، فقد قال أحمد أويحي، مدير ديوان الرئاسة الجزائر، إن ما قام به فالس يعدّ "مؤامرة وعمل شنيع ومناورة مدبرة ومنسقة في باريس وفي الجزائر". وقاطعت وسائل إعلام فرنسية زيارة فالس إلى الجزائر احتجاجًا على منع السلطات الجزائرية صحفيين فرنسيين من السفر إلى ترابها بسبب "وثائق بنما" والسخرية من بوتفليقة، كما قامت الجزائر باحتجاج رسمي لدى السلطات الفرنسية ضد جريدة "لوموند" التي وضعت صورة بوتفليقة ضمن قائمة الحكام المعنيين بتسريبات وثائق بنما.
مشاركة :