فيما تحدد 28 يونيو المقبل موعدا لانتخاب رئيس إيراني جديد، ما زال الإعلام الغربي يطرح السؤال الصعب: هل كانت وفاة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته ورفاقه، قضاء وقدرا نتيجة الظروف الجوية القاسية.. أم حادث اغتيال مدبر؟ المثير للدهشة، أن التساؤلات جاءت من البلد المتهم بالضلوع في المؤامرة ـ في حال وجودها ـ وهي إسرائيل، وبالتحديد من صحيفة «معاريف»، التي تجاوزت ذلك للسؤال: من يريد القضاء على رئيسي؟ ولفتت إلى أن التكهنات المحتملة حول الحادث الغامض»، ترددت بشكل واسع فور الإعلان عن الحادث، الذي قضى فيه رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ومسؤولان كبيران آخران، مشيرة إلى أنه من المؤكد أن هناك تساؤلات حول: «من الذي لا يريد اغتيال رئيسي»، ورصدت بعض التقديرات حول الحادث. ضغط العقوبات السبب الأول الذي استعرضته الصحيفة، في إطار تلك التقديرات، كان «الإرهاق المادي»، موضحة أن إيران لديها مجموعة متنوعة من المروحيات، إلا أن العقوبات الدولية تجعل من الصعب الحصول على قطاع غيار لها، خاصة أن جزءا كبيرا منها يعود إلى ما قبل الثورة عام 1979. وبالتالي، فإن جزءا كبيرا من الرحلات الجوية التشغيلية ينطوي على مخاطر عالية. وقالت الصحيفة، إن رئيسي البالغ من العمر (63 عاما)، ليس زعيما شعبيا، وخسر الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2017 أمام المرشح حسن روحاني، وبعد 4 سنوات فاز بالانتخابات الرئاسية، بأقل نسبة إقبال في تاريخ إيران. أعداء الداخل أشارت الصحيفة إلى أن رئيسي زعيم صارم، قاد سابقا النظام القضائي في إصدار أحكام الإعدام بأساليب وحشية، في نهاية الحرب الدموية بين إيران والعراق عام 1988، وأصبح له كثير من الأعداء بسبب تورطه في الإعدام الجماعي لآلاف السجناء السياسيين. ووفقا للصحيفة، يُنظر إلى رئيسي على أنه منافس للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، لافتة إلى أن المعلقين الذين زعموا أنه يستطيع الحلول محل الزعيم البالغ من العمر (85 عاما) بعد الوفاة أو الاستقالة، أشعلوا الصراعات على السلطة التي ربما حرص في إطارها أحد معارضيه على القضاء عليه، فضلا عن أن عهد رئيسي شهد احتجاجات حاشدة عام 2022 بسبب وفاة الشابة مهسا أميني. وأفادت، بأن من بين المشتبه بهم المباشرين: إسرائيل والغرب، وسرعان ما انضم إليهم مسؤولون أوكرانيون، بسبب تسليح إيران للروس في الحرب الأوكرانية. مستطردة: «بالطبع لم تغب إسرائيل، ودائما يحدث هذا بعد اغتيال قادة إيرانيين، بسبب تخصيب اليورانيوم، أو في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي استهدف إسرائيل، أو بسبب دعمهم حزب الله والحوثيين في اليمن». وبالتواكب، ذكر تقرير إخباري أنه تم تحديد 28 يونيو المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية الإيرانية، لانتخاب رئيس جديد للبلاد إثر وفاة الرئيس آية الله إبراهيم رئيسي. وفي اجتماع رؤساء السلطات الثلاث، باستضافة النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، تم التباحث وتبادل الآراء حول تطبيق المادة 131 من الدستور، بشأن إجراء عملية الانتخابات الرئاسية خلال 50 يوما. بدء الترشيح تمت دراسة توقيت العملية الانتخابية، بما في ذلك موعد تشكيل المجالس التنفيذية، وتسجيل المرشحين، والحملات الانتخابية، وعملية إجراء الانتخابات. وتقرر أنه بناء على الاتفاق المبدئي لمجلس صيانة الدستور، يتم إجراء الانتخابات لتحديد الرئيس الجديد في 28 يونيو. وحسب التقويم الانتخابي المعتمد، سيتم تسجيل المرشحين خلال الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو، وستكون فترة الحملة الانتخابية من 12 يونيو حتى صباح 27 منه. يذكر أن الرئيس الإيراني يتم انتخابه بالشكل المباشر لفترة ولاية مدتها 4 سنوات. وجرى انتخاب رئيسي في يونيو 2021، ويعمل الرئيس رئيسا للحكومة ولكن ليس رئيسا للدولة. ويملك المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي القول الفصل في جميع الأمور الاستراتيجية. حضور شعبي وسط حضور شعبي مهيب، جرت أمس مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ومرافقيهما في مدينة تبريز عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية، حسبما أوردته وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء. وتجمع المواطنون في ساحة شهداء تبريز لتوديع الرئيس الإيراني ووزير الخارجية، إضافة إلى محافظ أذربيجان الشرقية، مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز، آية الله آل هاشم، وغيرهم من المسؤولين. وذكرت «تسنيم»، أنه جرى تشييع الـ8 بحضور عدد كبير من المواطنين والشخصيات المدنية والعسكرية. تحدث محمد جواد علي أكبري رئيس مجلس أئمة الجمعة في البلاد، وأحمد وحيدي وزير الداخلية، واستمر المراسم لبعضهم حتى اليوم وغدا بالعاصمة طهران. دقيقة صمت وقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت، حدادا على مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وركاب آخرين في حادث تحطم مروحية. وفي بداية جلسة مجلس الأمن، طلب سفير موزمبيق لدى الأمم المتحدة بيدرو كوميساريو أفونسو، الذي ترأس الاجتماع، من جميع الحاضرين في قاعة مجلس الأمن الوقوف دقيقة صمت، حدادا على مقتل الرئيس الإيراني والمرافقين له، وتقديم التعازي والمواساة لعائلاتهم وللشعب الإيراني. وقال، إن دقيقة الصمت طلبتها روسيا والصين والجزائر، وأعلن التلفزيون الإيراني الرسمي وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما في حادث تحطم مروحية. تطورات إيرانية: تم انتخاب محمد موحدي كرماني، بغالبية 55 صوتا، رئيسا لمجلس خبراء القيادة الإيراني لعامين. قالت أمريكا، إنها لم تتمكن، لأسباب لوجستية، من تلبية طلب إيراني للمساعدة في أعقاب تحطم طائرة رئيسي. أكدت صحيفة «واشنطن بوست» إن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى لن تغير سياسة طهران. وصف خبراء نوعية الطائرة الهيلوكوبتر التي تحطمت بالرئيس الإيراني بأنها «دبور الجحيم».
مشاركة :