ريدموند (الولايات المتحدة)- كشف رئيس مايكروسوفت ساتيا ناديلا عن فئة جديدة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية تتميز بوجود أدوات ذكاء اصطناعي توليدي مدمجة مباشرة في ويندوز، نظام التشغيل الرائد عالميا للشركة. وتتوقع شركة التكنولوجيا العملاقة بيع أكثر من 50 مليون جهاز خلال الاثني عشر شهرا المقبلة، نظرا للإقبال على الأجهزة التي تعمل بهذه التقنية على شاكلة برمجية تشات جي.بي.تي. وقال ناديلا في حفل إطلاق هذه الأجهزة الاثنين الماضي، بمقر الشركة في ريدموند بولاية واشنطن “نقدّم فئة جديدة تماما من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز والمصممة لإطلاق العنان لقوة” الذكاء الاصطناعي على الجهاز. وأضاف “نطلق على هذه الفئة الجديدة اسم ‘كوبايلوت+’، وهي أسرع أجهزة كمبيوتر تعمل بنظام ويندوز وأكثرها استعدادا للذكاء الاصطناعي على الإطلاق”. دان آيفز: الذكاء الاصطناعي سيضيف 30 مليار دولار إلى الشركة دان آيفز: الذكاء الاصطناعي سيضيف 30 مليار دولار إلى الشركة ومن بين عمالقة التكنولوجيا كانت مايكروسوفت الأكثر اندفاعا على صعيد دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها، متخطية منافستها شركة غوغل في هذا المجال. ويتوفر نظام ذكاء اصطناعي شبيه ببرمجية تشات جي.بي.تي، تطلق عليه مايكروسوفت اسم “كوبايلوت”، عبر منتجات الشركة، بما يشمل برنامجي تيمز وأوتلوك ونظام التشغيل ويندوز الخاص بها. كما حاولت مايكروسوفت، من دون جدوى حتى الآن، تجديد محرك البحث على الإنترنت “بينغ” ذي الأداء الضعيف مقارنة بمحرك غوغل المنافس، من خلال تزويده بقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية. وقال نائب رئيس مايكروسوفت يوسف مهدي إن “هذه التحسينات تشكّل السبب الأكثر إلحاحا منذ وقت طويل” لدفع المستخدمين إلى اعتماد النسخة الأحدث من جهاز الكمبيوتر الخاص بهم. وتؤكد الشركة أن أجهزة كوبايلوت+، المبنية بشرائح قوية قادرة على تشغيل برمجيات الذكاء الاصطناعي، أسرع بنسبة 58 في المئة من جهاز أم 3 ماكبوك أير. وكشفت شركات، من بينها لينوفو وديل وإيسر وأتش.بي، أنها ستطلق أيضاً أجهزة كمبيوتر تعمل على برنامج كوبايلوت+ الجديد. ووفق مايكروسوفت فإن ميزات الذكاء الاصطناعي ستظهر مباشرة على الجهاز، لذلك لن يُضطر المستخدم إلى انتظار إرسال البيانات من وإلى مراكز البيانات البعيدة أو الدفع مقابل الاشتراك. وستتضمن عروض الذكاء الاصطناعي الترجمة المباشرة وتوليد الصور وقدرة متطورة على التفاعل مع جهاز الكمبيوتر من خلال محادثات وتفاعلات كلامية بسيطة بدلاً من النقر على الملفات أو القوائم المنسدلة. وأثار تحول مايكروسوفت نحو الذكاء الاصطناعي ارتياحا في بورصة وول ستريت، وأصبحت المجموعة العملاقة حاليا أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، بعد أن أطاحت بأبل. كما أن الشركة هي المستثمر الرئيسي في أوبن أي.آي، وضخت 13 مليار دولار في شكل أرصدة حوسبة سحابية بما يلبّي الاحتياجات الضخمة للشركة المطورة لتشات جي.بي.تي. وتعتمد على نماذج أوبن أي.آي مثل جي.بي.تي 4 للنص أو دال – إي للصور من أجل تغذية الذكاء الاصطناعي المستخدم في منتجاتها. الذكاء الاصطناعي سيضيف ما بين 25 و30 مليار دولار إلى مبيعات مايكروسوفت بحلول عام 2025 ويأتي إعلان ناديلا بشأن الذكاء الاصطناعي عقب إعلانات مشابهة أصدرتها غوغل وأوبن أي.آي الأسبوع الماضي. وعرضت المجموعتان تحديثات لروبوتات الدردشة الخاصة بهما، تتيح مزيدا من التفاعلات الشبيهة بالبشر، فضلا عن قدرات جديدة لفهم البيئة المحيطة عبر الفيديو. وأعلنت غوغل أيضا أنها ستضيف إجابات الذكاء الاصطناعي إلى محرك البحث الرائد عالميا، رغم المخاوف من أن ذلك قد يؤدي إلى تآكل عائدات إعلاناتها أو يقلل من معدلات تصفح المواقع الإلكترونية. ويعتقد المحللون أن التعطش إلى منتجات الذكاء الاصطناعي يساعد على تعزيز أعمال الحوسبة السحابية التابعة لمايكروسوفت وغوغل، مع استعداد الزبائن لدفع مبالغ أكبر للحصول على برمجيات تتمتع بقدرات شبيهة بما تقدّمه تشات جي.بي.تي. وقال المحلل في شركة ويدبوش سيكيوريتيز دان آيفز في مذكرة للزبائن إن “الذكاء الاصطناعي سيضيف ما بين 25 و30 مليار دولار إلى مبيعات مايكروسوفت بحلول عام 2025”. وأشار إلى أن “الإنفاق على الذكاء الاصطناعي غير مسبوق في عالم التكنولوجيا، وهذه ليست سوى المرحلة الأولى من ثورة الذكاء الاصطناعي”. ويتسابق عمالقة التكنولوجيا على إنتاج منتجات مزودة بالذكاء الاصطناعي، رغم المخاوف من أن يشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي تهديداً للمجتمع. وتعكف مختلف حكومات العالم، ومن ضمنها التي في الولايات المتحدة، على إقرار تشريعات لضبط الذكاء الاصطناعي، ما قد يشمل وضع قيود على استخدامه.
مشاركة :