(وسائط متعددة) تحليل إخباري: هل تتأثر سياسة إيران الخارجية بمصرع رئيسي؟

  • 5/21/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أشخاص ينعون ضحايا حادث تحطم المروحية، الذي وقع بالقرب من مقاطعة ورزقان، في طهران بإيران في 20 مايو 2024. وتم تأكيد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وبعض أعضاء الفريق المرافق له، من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، صباح الاثنين، بعدما تم العثور على حطام المروحية التي كانت تقلهم عقب تحطمها بسبب سوء الأحوال الجوية يوم الأحد، بالقرب من مقاطعة ورزقان. (شينخوا) القاهرة 20 مايو 2024 (شينخوا) رأى محللون سياسيون عرب أن حادث مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لن يدفع إيران إلى تغيير سياستها الخارجية تجاه ملفات الشرق الأوسط المختلفة. وأكد المحللون، أنه إذا أخذنا في الاعتبار منظومة الحكم في إيران، فإن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الإيرانية فيما يتعلق بكل الملفات الإقليمية بما فيها ملف غزة ودول الخليج سوف تستمر بنفس النمط. ولقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مصرعه في حادث تحطم طائرة مروحية أمس (الأحد) في منطقة ورزقان بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران. وكان على متن المروحية أيضا وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي والعميد سيد مهدي موسوي رئيس وحدة حماية الرئيس، وعنصر من عناصر الحرس الثوري من فيلق أنصار المهدي، والطيار ومساعد الطيار ومسؤول فني. -- مصرع رئيسي.. وسياسة إيران الخارجية قال الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية الأمريكية بالضفة الغربية، إن مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان "لن يؤثر كثيرا على السياسة الخارجية الإيرانية ولا حتى على السياسة الداخلية، لسبب بسيط هو أن كل هذه الأمور تقريبا بيد المرشد الأعلى آية الله الإمام السيد علي الخامنئي، الذي يكاد أن يكون ممسكا بكل هذه الخيوط داخليا وخارجيا". وأضاف يوسف في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "خيارات إيران في هذه المرحلة ربما قليلة، فهي في حرب مباشرة وتماس مباشرة مع إسرائيل وأمريكا، وبالتالي هي معنية بأن تخرج من هذه العزلة التي فرضها عليها الغرب تحديدا أمريكا وإسرائيل وأوروبا الغربية، وبدأت تبحث عن بدائل من خلال تطوير علاقاتها المباشرة مع السعودية ودول الخليج وباكستان وحتى أذربيجان، كما أنها حافظت على شكل من أشكال التوازن حتى في صدامها المباشر مع إسرائيل واكتفت بالاعتماد على الأجنحة المناصرة لها خاصة في لبنان وسوريا واليمن وقطاع غزة". واستبعد الخبير الفلسطيني أن يكون هناك تغيير في السياسة الخارجية لإيران، ربما يحدث تغيير في الوجوه والتكتيكات الصغيرة فقط، دون الاستراتيجيات الكبرى، خاصة أن إيران تحت قيادة الخامنئي ترغب في أن تكون جزءا من توازنات منطقة الشرق الأوسط والمنظومة الدولية. وتابع أن "سياسة المرشد الأعلى في إيران لا تتحكم بها شخصيات، لذلك اعتقد أن إيران سوف تستمر في سياستها، وأيضا انفتاحها وإعادة ترتيب علاقاتها مع السعودية ودول مثل الإمارات وغيرها، واعتقد أن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الإيرانية فيما يتعلق بكل الملفات الإقليمية بما فيها ملف غزة والخليج سوف تستمر بنفس النمط". وشاطره الرأي السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية بقوله إنه أخذا في الاعتبار منظومة الحكم في إيران، فإن طهران سوف تستمر في سياستها الخارجية تجاه ملفات الشرق الأوسط، لاسيما في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس. وقال سعد لـ ((شينخوا)) إنه ليس من المنتظر أن يكون هناك تغيير مهم في العلاقات بين إيران ودول الخليج بعد حادث مصرع الرئيس الإيراني، خاصة أن الجهات التي تشارك في عملية صنع القرار في إيران لا ترجح أن يكون هناك تغيير في هذا الملف. وأوضح أن التقارب السعودي الإيراني لن يتأثر بالحادث، لأن هذا التقارب فرضته اعتبارات دولية وإقليمية مازالت قائمة. وأشار إلى أن ملف المفاوضات النووية الإيرانية ظل يراوح مكانه خلال السنوات والشهور الأخيرة، والقرار في هذا الملف قرار جماعي في أيدي المرشد الأعلى والحرس الثوري، ولا أرى أن مصرع الرئيس الإيراني يمكن أن يؤدي إلى أى تغيير جوهري في هذا الملف. -- الدعم الإيراني لغزة وقال الخبير السياسي أيمن يوسف "اعتقد أن الدعم الإيراني سوف يستمر لغزة وتحديدا لقوى المقاومة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولن تسمح إيران للفلسطينيين في هذه المرحلة بأن يتراجعوا، خاصة أنهم في قلب المعركة، كما أن إسرائيل لا تزال ترتكب كل الجرائم وغير مهتمة بالتفاوض لإنهاء الحرب". وأردف يوسف أن "الدعم الإيراني للفلسطينيين تحديدا قوى المقاومة سيستمر لأن هذا يخدم إيران استراتيجيا وعلى الصعيد التفاوضي، حيث أن وجود قوى ممانعة ومعارضة في المنطقة لأمريكا وإسرائيل، ولا تزال تحارب، فهذا يحسن من الموقع التفاوضي لإيران، لذلك وقفة إيران (مع المقاومة الفلسطينية) سوف تستمر". وأشار إلى أن "حرب غزة والإبادة التي تمارسها إسرائيل تقريبا خلطت كل الأوراق، حيث لا توجد تحالفات أخر سبعة شهور، فقبل أحداث 7 أكتوبر الماضي كان هناك ربما تقارب أمريكي خليجي عربي مع إسرائيل، وكان هناك حديث عن بناء تحالف حتى أبعد من الشرق الأوسط يصل إلى الهند، لكن اعتقد أن أحداث 7 أكتوبر خلقت أرضيات جديدة وأصبحت دول الخليج والدول العربية غير راضية عما يجري". بينما أوضح الخبير في الشئون السياسية عبد الفتاح رمضان أن حادث مصرع الرئيس الإيراني سوف يؤثر بشكل ما على سير الحرب فى قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس وعلى مستجدات المفاوضات مع حماس. وقال الخبير المصري لـ ((شينخوا)) إن مصرع رئيسي ربما يؤثر على تزود حماس بالسلاح لأن إسرائيل تتهم إيران بتزويد حماس بالسلاح. -- حادث عرضي أم مدبر ورأى عبد الفتاح رمضان أن حادث مصرع الرئيس الإيراني ووزير خارجيته ومرافقيه "ما هو إلا جريمة اغتيال مكتملة المعالم والأركان تقف وراءها دولة معادية لايران حتى تنشغل إيران بترتيب بيتها الداخلى لفترة زمنية معينة وتبتعد عن بؤرة الأحداث فى المنطقة خاصة فى غزة وجنوب لبنان والبحر الأحمر. في المقابل، رأى السفير عزت سعد أن هناك سيناريوهات كثيرة يجرى تداولها حول حادث مصرع الرئيس الإيراني، قبل أن يضيف "ابحث عن صاحب المصلحة في وفاة الرئيس الإيراني الذي ينتمي للتيار المحافظ، والتقديرات سوف تذهب إلى إسرائيل بحكم انتماء الرئيس الراحل". وتابع أن "الجزم بوقوف هذه الدولة أو تلك وراء الحادث أمر متسرع، وفي هذه المرحلة أنا لست في وضع يسمح لي بتوقع وجود دور أمريكي أو إسرائيلي في الحادث، وهذا سوف يتكشف في الفترة القادمة". واستدرك "لكن ربما تغذي التطورات في علاقات إسرائيل وإيران في الأشهر الأخيرة ارتباطا بالحرب في غزة الشعور بأنه قد يكون لإسرائيل دور في الحادث". أما الدكتور محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، ومقره القاهرة، فقد رأى أنه "حتى الآن، من الصعب التنبؤ بأن الحادث مدبر من عدمه، لكن وجود كل هذه الشخصيات المهمة على متن طائرة واحدة في مدينة حدودية قريبة من منطقة نفوذ عملياتي للموساد يجعل من اصطيادهم بضربة واحدة أمر شديد الإغراء للحكومة الإسرائيلية". ووفق تقارير إعلامية، نفى مسؤول إسرائيلي علاقة بلاده بحادث مصرع الرئيس الإيراني.■

مشاركة :