ابوظبي - سيف اليزيد - عواصم (الاتحاد) جرت في مدينة تبريز في شمال غرب إيران، أمس، مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي تُوفي الأحد في حادث تحطم مروحية في منطقة جبلية وعرة. وأظهر التلفزيون الإيراني الحكومي آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في وسط مركز محافظة أذربيجان الشرقية حاملين صور الرئيس والضحايا السبعة الآخرين في الحادث. ونُقلت النعوش الثمانية مغطاةً بالعلم الإيراني على متن شاحنة وسط الحشود. وبعد مراسم التشييع في تبريز، نُقل جثمان رئيسي إلى مدينة قم في وسط إيران، قبل نقله مجدداً إلى طهران حيث ستتم مراسم وداع رسمية في العاصمة اليوم الأربعاء. وسينقل جثمان رئيسي بعدها إلى محافظة خراسان الجنوبية في شرقي البلاد، ثم يوارى الثرى مساء غد الخميس في مسقط رأسه مدينة مشهد.وبدأت إيران إجراءات انتقال السلطة بعد الإعلان عن وفاة الرئيس رئيسي، وتسلَّمَ النائب الأول محمد مخبر مقاليد الرئاسة الإيرانية لمدة 50 يوماً اعتباراً من أول أمس الاثنين، استناداً للدستور الذي يفوض صلاحيات الرئيس لنائبه الأول باعتباره الرئيس الفعلي للبلاد خلال فترة انتقالية مدتها 50 يوماً، على أن يعمل خلال هذه المدة بالتعاون مع رئيسيْ السلطتين التشريعية والقضائية، من أجل تنظيم انتخابات رئاسية جديدة. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الانتخابات ستجرى في 28 يونيو المقبل.وبموجب صلاحياته الجديدة فقد أصدر الرئيس المؤقت للبلاد محمد مخبر، قراراً بتعيين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري وزيراً للخارجية بالإنابة، خلفاً لأمير عبداللهيان الذي توفي ضمن من كانوا على متن المروحية المنكوبة.وفي سياق نقل السلطة، فقد انتخب موحدي كرماني، رئيساً لمجلس خبراء القيادة في إيران، أمس، بأغلبية 55 صوتاً، بحسب ما أوردته وسائل الأعلام الإيرانية. وبحسب النظام الداخلي لمجلس خبراء القيادة في إيران، فمن المقرر أن يتولى آية الله موحدي كرماني رئاسةَ المجلس لمدة عامين. وعُقدت الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، أمس، بحضور محمد مخبر الرئيس المؤقت للبلاد ورئيسيْ السلطتين التشريعية والقضائية وشخصيات حكومية. ويذكر أن مجلس خبراء القيادة هو إحدى مؤسسات الحكم في إيران، ومهمته الأساسية اختيار قيادات البلاد ومراقبة أدائها. ومدة ولاية المجلس ثماني سنوات ويتم انتخاب أعضائه من قبل الإيرانيين.وقد فُقد الاتصال بالمروحية التي توفي كل من كانوا على متنها، وأبرزهم الرئيس رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان، أثناء توجهها بعد ظهر الأحد إلى تبريز، بعد مشاركة الوفد الإيراني في مراسم تدشين سدّ عند الحدود مع أذربيجان. وبعد عملية بحث طويلة وشاقة في ظروف مناخية صعبة، شاركت فيها عشرات فرق الإنقاذ الإيرانية بمساعدة فرق تركية مزودة بأجهزة مخصصة للرؤية الليلية والحرارية، عُثر في وقت مبكر من صباح الاثنين على حطام الطائرة عند سفح جبلي في منطقة وعرة. وأعلنت الحكومة الإيرانية بعيد وقت وجيز أن الرئيس إبراهيم رئيسي وجميع مرافقيه توفوا في الحادث. وضم الوفد، إلى جانب رئيسي نفسه ووزير الخارجية أمير عبداللهيان، كلا من إمام الجمعة في مدينة تبريز علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
مشاركة :