نتذوّق كل يوم أصنافًا مختلفة من الطعام، ونتلذّذ بمذاق كل طعامٍ شهيٍ على حدة، والأمر لا يسير بالطريقة نفسها مع من يُعانُون طعمًا معدنيًّا بالفم، إذ قد يتلبّس ذلك الطعم المريع بكلّ ما يتناوله الإنسان أو بعضه، حسب سبب ذلك الطعم الغريب الذي طرأ على حاسة التذوق، ولذلك الأمر أسباب تتراوح بين عدم نظافة الفم وتناول الأدوية، وقد تصل إلى المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي، فكيف تتخلّص من ذلك الطعم الغريب وتستعيد مذاق الطعام الشهي؟ تختلف أسباب الشعور بطعم معدني في الفم من إنسانٍ لآخر، وقد تضمُّ واحدًا من الأسباب الآتية أو بعضًا منها: عدم نظافة الفم أو إهمال تنظيفه باستمرار من أبرز أسباب الطعم المعدني بالفم، إذ غالبًا ما يُفضِي ذلك إلى التهاب اللثة، كما أنّ عدم تنظيف الأسنان بانتظام سواء بالفرشاة أو الخيط، قد يجعل الطعم المعدني يتسلّل إلى الفم. وعادةً ما ينشأ الطعم المعدني عقب نزيف اللثة، ولأنّ الدم غنيٌ بالحديد، فإنّه يخلف وراءه طعمًا معدنيًا في الفم، ما يجعله من العلامات المؤكِّدة لمرض اللثة. لذلك ينبغي الحرص على نظافة الفم معظم الوقت، وعلاج أمراض اللثة التي تُعانِيها كي لا تتسبَّب في ذلك الطعم المعدني، أو في أي مضاعفات أخرى في الفم أو الأسنان. تتسبَّب هذه المتلازمة في معاناة الإنسان من إحساس حارق في اللسان أو الأغشية المخاطية داخل الفم دون سببٍ واضح، وغالبًا يتبع ذلك طعم مرارة أو مذاق معدني بالفم، بل قد تصحب هذه المتلازمة أعراضًا إضافية، مثل جفاف الفم وزيادة العطش، وربّما فقدان حاسة التذوّق. تُوصَف بعض الأدوية لعلاج متلازمة الفم الحارق، المُسبِّبة للطعم المعدني، مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثل أميتريبتيلين، أو غابابنتين. قد ينشأ الطعم المعدني بالفم إثر تناول مكملات الفيتامينات والمعادن، خاصةً تلك التي تحتوي على: عادةً يحدث ذلك مع السيدات اللاتي يتناولن فيتامينات قبل الحمل، وذلك لغنى تلك الفيتامينات بالحديد خصيصى، كما قد يشعر بعض الناس بطعم معدني مع تناول بعض الأطعمة المُحمّلة بالفيتامينات والمعادن، مثل الحديد والزنك، ومن أبرز هذه الأطعمة: قد تتسبَّب مشكلات الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد، أو عدوى الجيوب الأنفية، أو التهاب الأذن الوسطى في تغيُّرات في حاسة الشم، بما قد يُؤثِّر أيضًا في التذوق، ويُسبِّب طعمًا معدنيًا بالفم. كذلك قد تُؤدِّي الحساسية تجاه أنواعٍ مُعيّنة من الطعام إلى الشعور بطعم معدني بالفم، مثل حساسية المحار، بل قد يكون الطعم المعدني في بعض الأحيان عرَضًا مبكرًا لرد فعلٍ تحسسي خطير، إذ يسبق الطعم المعدني الأعراض الأخرى الخطيرة التي قد تشمل الحكّة وتورُّم الجلد، وصعوبة التنفس. اقرأ أيضًا:إجابات أشهر الأسئلة التي تراودك عن تقويم الأسنان الفم مُتصِل بالجهاز الهضمي، بل هو بدايته، وبعض اضطرابات الجهاز الهضمي قد تُنشِئ طعمًا معدنيًا بالفم، مثل: تسبَّب هذه الاضطرابات في ارتجاع حمض المعدة الفم، وبمرور الوقت قد تُؤثِّر أحماض وإنزيمات المعدة على عمل براعم التذوق في اللسان. وللتغلب على الطعم المعدني في هذه الحالة، يحتاج الإنسان إلى التعامل مع ارتجاع المريء، أو الحمض المُرتد إلى الفم بدءًا من تقليل تناول الدهون والمقليات والأطعمة الحارة، وتقليل كمّ وحجم الوجبات الغذائية، وربّما قد يحتاج بعض الناس إلى تناول أدوية ارتجاع المريء، أو مضادات الحموضة. قد تُؤدِّي بعض اضطرابات الجهاز العصبي، مثل مرض ألزهايمر إلى اختلال عمل الدماغ في تفسير الإشارات العصبية القادمة من براعم التذوق في اللسان، ما يُؤدِّي إلى فقدان الشهية، والشعور بطعم معدني في الفم. لكنّ مرض ألزهايمر ليست هو السبب العصبي الوحيد للطعم المعدني، بل قد يحدث مع اضطرابات عصبية أخرى أيضًا، مثل: أحد الأسباب الخطيرة للطعم المعدني بالفم هو القصور الكلوي "الفشل الكلوي"، إذ إنه مع الحالات الشديدة تتراكم سموم اليوريا في الدم، ما قد يُغيِّر تذوق الإنسان للطعام، لكن ذلك يصحبه عادةً أعراض أخرى تدل على القصور الكلوي، مثل التورم، والغثيان والقيء، وغيرها. اضطراب مناعي يتسبَّب في انخفاض إنتاج اللُّعاب في الفم، وقد يُعانِي بعض المُصابين بمتلازمة شوغرن طعمًا معدنيًا في الفم. ربّما يكون السر وراء الطعم المعدني في الفم هو تناول دواءٍ ما، فكثيرٌ من الأدوية المُتداولة بين الناس قد تُخلِّف وراءها طعمًا معدنيًا لتفاعلها مع أحاسيس التذوق في الدماغ، ومن الأدوية الشائعة في ذلك الأمر: اقرأ أيضًا:ما فوائد الحليب للجسم؟ فوائد غير متوقعة للعظام والأسنان والرجال تشكو بعض السيدات خلال فترة الحمل من وجود طعمٍ معدني بالفم، وهذا قد يحدث بفِعل التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل، إذ تتسبَّب أحيانًا في تغيُّرات في الشم والتذوق، ويُعدّ تغيُّر الطعم أو حاسة التذوق من الأمور الشائعة بين السيدات، خاصةً في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل. تتضمّن الطرق المُتّبعة في علاج الطعم المعدني في الفم والوقاية منه ما يلي: ينبغي تنظيف الأسنان بانتظام، والحرص على نظافة الفم بعد تناول الطعام، والتخلُّص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان؛ لأنّ إهمال نظافة الفم من أبرز الأسباب وراء بقاء الطعم المعدني فيه. قد يكون تناول الأدوية والمكملات هو السبب وراء الطعم المعدني؛ لذلك يُفضّل استشارة الطبيب لاستبدال الدواء أو المكمل، أو ضبط الجرعة بما لا يُسبِّب ذلك الطعم. يُنصَح بشُرب الماء بكميات مناسبة يوميًا؛ لمنع جفاف الفم، الذي قد يُفاقِم الطعم المعدني، كما أنّ ترطيب الجسم مُنعِش له ومُفيد للصحة على الأصعدة كافة. يُفضّل الابتعاد عن الأطعمة التي تحمل لك طعمًا معدنيًا، وتناول الأطعمة التي لا تُفاقِم ذلك الطعم، مثل الفواكه والخضراوات. يُنصَح بالمضمضة، أو غسل الفم قبل الأكل باستخدام محلول صودا الخبز والماء الدافئ، إذ يستعيد ذلك درجة حموضة الفم، بما يُساعِد في تجنُّب الطعم المعدني. قد يُؤدِّي التدخين إلى تفاقم الطعم المعدني في الفم؛ لذلك ينبغي تجنُّبه في أقرب وقتٍ ممكن.
مشاركة :