هل يساعد التنويم المغناطيسي في الإقلاع عن التدخين؟

  • 5/21/2024
  • 21:16
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  ليس التنويم المغناطيسي إخراجًا للذهن عن السيطرة وإخضاعه لأوامر شخص ما كما قد تظن، بل إنّه يُستخدِم من قِبل المُعالجِين النفسيين في علاج كثير من المشكلات الصحية. ومن استخداماته المساعدة في الإقلاع عن التدخين بإسداء المشورة للإنسان بينما يكون أكثر تقبّلًا لها مع التنويم المغناطيسي، كما أنّه يُساعِد أيضًا في السيطرة على أعراض الانسحاب بعد الإقلاع عن التدخين، لكن ما مدى فاعليته الحقيقية في الإقلاع عن التدخين؟ حالة من التغيُّر في وعي الإنسان، يعتمد فيها المُعالِج على إشارات لفظية تقود الإنسان إلى حالة تأملية شديدة مع تركيز مُكثّف بما يجعله أكثر انفتاحًا على قبول المشورة، والتنويم المغناطيسي يُساعِد أيضًا في علاج بعض المشكلات الجسدية والنفسية، فمن استخداماته التحكُّم في الألم، واضطرابات الكلام، ومشكلات الإدمان. حسب مراجعة منهجية عام 2017 في "Neuroscience of Consciousness"، فإنَّ هناك جدلاً حول كيفية عمل التنويم المغناطيسي، إذ يعتقد بعض الناس أنّ التنويم المغناطيسي يساعد على الاسترخاء، ويجعل الإنسان أكثر قبولاً للاستماع إلى المقترحات، مثل الإقلاع عن التدخين مثلاً إن كان مُدخِّنًا. وحسب دراسةٍ أخرى أُجريت عام 2021، فإنّ 86% من الأشخاص لم يعودوا يُدخِّنون بعد مرور 6 أشهر من خضوعهم للتنويم المغناطيسي، ومع ذلك، فبعد الأشهر الستة الأولى، لم يبدأ 32% فقط في التدخين مرة أخرى وهذا يعني أنّ التنويم المغناطيسي فعّال في الإقلاع عن التدخين، لكنّ فاعليته أشد على المدى القصير منها على المدى الطويل، إذ عاد بعضهم إلى التدخين مرة أخرى. وأشارت مراجعة بحثية أُجريت عام 2019 إلى أنّ التنويم المغناطيسي الذاتي للإقلاع عن التدخين، ارتبط بالامتناع عنه لمدة 6 أشهر بنسبة 20 - 35%. ولا تُوجَد أدلة كافية للقول بأنّ التنويم المغناطيسي أكثر فاعلية من الأنواع الأخرى من الاستشارات، أو الإقلاع عن التدخين بمفردك، وإن أظهر فاعلية حسب الدراسات.   يتخيّل الإنسان في أثناء التنويم المغناطيسي استجابته للاقتراحات التي يقترحها عليه المُعالِج أو من حوله بشأن الإقلاع عن التدخين، وقد وجد التصوير العصبي أنّه في خضم تخيُّل الإنسان شيئًا ما في أثناء التنويم المغناطيسي، فإنّ مناطق الدماغ النشطة نفسها تنشط عندما يكون لدى الشخص تلك التجارب في الواقع. ويعتقد بعض الباحثين أنّ التنويم المغناطيسي قد يكون فعّالاً؛ لأنّه يعتمد على التواصل من خلال الصور والرموز، ويسمح للاقتراحات بالوصول إلى العقل اللاواعي، ولو لم يكن التنويم المغناطيسي فعّالاً وحده في الإقلاع عن التدخين، فإنّه يظلّ مفيدًا لمن يُحاوِلون الإقلاع عنه بشتّى الطرق. كذلك قد يُساعِد التنويم المغناطيسي الإنسان في السيطرة على أعراض الانسحاب التي قد تُصِيبه حال الإقلاع عن التدخين، مثل القلق، فيتأقلم سريعًا مع التغيُّرات الجديدة بعد الإقلاع عن التدخين. قد يستخدم المُعالِج التنويم المغناطيسي أداةً للعلاج، أو يمكن للمرء تعلُّم التنويم المغناطيسي الذاتي للإقلاع عن التدخين، وتشمل طرق التنويم المغناطيسي ما يلي: ثمّة أنواع مختلفة من العلاج بالتنويم المغناطيسي، ويتخذ المُعالِج مع صاحب الشأن القرار معًا في تحديد أفضل طريقة للعلاج، وخلال التنويم المغناطيسي، يقوم المُعالِج بما يلي: وحسب الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة "NHS"، فإنّ كثيرًا من الناس يشعرون بالراحة والانتعاش بعد التنويم المغناطيسي، ونصّت أيضًا على أنّ الناس يظلّون في كامل سيطرتهم على قواهم العقلية في أثناء التنويم المغناطيسي، ولا يُجبَرون على اتّباع مقترحات المُعالِج، وإنَما الأمر كله تهيئة بصورةٍ أفضل للإنسان لقبول المقترحات بشأن الإقلاع عن التدخين، كما يُمكِن للإنسان إخراج نفسه من حالة التنويم المغناطيسي إذا لم يكُن مرتاحًا. اقرأ أيضًا:التهاب الرئة..هذه العلامات تنبئك بالإصابة هنا يُحفِّز الشخص نفسه للدخول في حالة من الاسترخاء العميق والتركيز دون الاستعانة بمُعالِج - قد يُساعِد المُعالِج في تدريبك على كيفية التنويم المغناطيسي الذاتي - وبصورةٍ عامّة، يتضمّن التنويم المغناطيسي الذاتي:   نظرًا لغياب الأدلة السريرية الواقعية، فمن الصعب تحديد نسب نجاح التنويم المغناطيسي في الإقلاع عن التدخين، فقد وجدت بعض الدراسات أنّه لم يتوقّف أي من الأشخاص الذين خضعوا للتنويم المغناطيسي عن التدخين، بينما رصدت دراسات أخرى نجاحه في إقلاع بعض الناس عن التدخين. وقد وجدت مراجعة للعديد من الدراسات أنّ مُعدّلات النجاح للتنويم المغناطيسي في الدراسات القديمة تفاوتت بدرجةٍ كبيرةٍ بين 4 - 88%، وكانت عمومًا غير خاضعة للرقابة وقليلة الجودة. بينما وجدت دراسات أخرى أنّ نسبة نجاح التنويم المغناطيسي في الإقلاع عن التدخين تصل إلى 20 - 35%، رغم أنّ مؤلفي المُراجَعة أشاروا إلى أنّ هذه الدراسات كانت غير موثوقة؛ لذلك لا تزال هناك حاجةٌ إلى مزيد من الأبحاث عالية الجودة لتحديد نسبة نجاح التنويم المغناطيسي في إبعاد الإنسان عن التدخين. حسب موقع "healthline"، فإنّ هناك أدلة قليلة جدًا على أنّ العلاج بالتنويم المغناطيسي له آثار سلبية خطيرة، وأدنى ذلك أنّ هناك احتمال الإصابة ببعض الآثار الجانبية، مثل الصداع والقلق، وفي حالات نادرة اضطرابات نفسية، مثل الذهان. ومع ذلك، ففي معظم الحالات المعروفة، كان من الصعب فهم ما إذا كان السبب في الآثار الجانبية هو التنويم المغناطيسي، أو عوامل طبية، أو بيئية، أو ما إذا كان هناك خطأ من الممارِس أو المُعالِج. ويُفضّل حال استخدام التنويم المغناطيسي في الإقلاع عن التدخين أن يكون جزءًا من استراتيجية أكبر تتضمّن الطرق الأخرى أيضًا المُساعِدة على الإقلاع عن التدخين. يختلف عدد جلسات التنويم المغناطيسي المناسبة للإقلاع عن التدخين من إنسانٍ لآخر، ولم تُظهِر الأبحاث أنّ عددًا مُعيّنًا من الجلسات يحمل الفاعلية الأكبر. إلى جانب التنويم المغناطيسي، يُمكِن الاعتماد على وسائل أخرى تُساعِد على الإقلاع عن التدخين، مثل:

مشاركة :