رفض المتمردون بجنوب السودان، خطة حكومية لإنهاء الخلاف حول المعتقلين، بنقل محادثات أديس أبابا إلى جوبا؛ حتى يتسنى للمحتجزين المشاركة في المباحثات ثم العودة إلى المعتقل مساء، واقترح رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت على وسطاء "إيقاد" نقل محادثات السلام إلى مقر الأمم المتحدة في جوبا، وهو ما يمكن المحتجزين من حضور المفاوضات خلال النهار والعودة للحجز في المساء. وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان، أتينج ويك أتينج، إن "المعتقلين رفضوا ذلك فيما يبدو". وقال رئيس وفد المتمردين في محادثات أديس أبابا تعبان دينق، إن جوبا ليست مكانا جيدا للمحادثات. وأضاف "لا أعتقد أن ذلك سيكون مقبولا من هذا الجانب لأن جوبا سجن كبير". وعاد وسطاء "إيقاد" إلى أديس أبابا بعد أن حاولوا دون جدوى إقناع سلفاكير بجوبا بالإفراج عن المحتجزين. إلا أن رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، أعرب عن تفاؤله بتوصل وساطة "إيقاد" لاتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع في جنوب السودان. وأعلنت الخارجية الأميركية، تحقيق "تقدم" في محادثات السلام الجارية بأديس، ونقل عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكى، قولها "نعتقد بوجوب الإفراج فورا عن المعتقلين السياسيين بحيث يكونوا حاضرين فى مفاوضات إيقاد". وأضافت بساكى أن المفاوضات تقدمت فيما يتصل باقتراح لوقف الأعمال العسكرية. فيما أعلنت واشنطن أمس، أنه لا أدلة على محاولة انقلاب حصلت في منتصف ديسمبر الماضي في جنوب السودان. ميدانيا، أكد المتحدث العسكري باسم المتمردين، لول رواي كوانج، أن قوات المتمردين هاجمت القوات الحكومية قرب بور القريبة من جوبا، وقال كوانج إن قواته قريبة من جوبا وستنتظر الأمر من الزعماء السياسيين لمهاجمة البلدة إذا انهارت محادثات السلام. وزاد "نحن مستعدون وسنتحرك ما إن يصدر الأمر لنا". إلى ذلك، فر آلاف السكان من مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة وسط مخاوف من هجمات القوات الحكومية، التي تواصل تقدمها باتجاه المدينة الغنية بالنفط. وقال شهود عيان، إن أعدادا كبيرة من السكان لجأت إلى مقر الأمم المتحدة، وأضاف أنه يعتقد أن القوات الحكومية تبعد نحو 25 كلم عن بانتيو. من جانبه، أعلن وزير خارجية جنوب السودان برنابا بنجامين للصحفيين عقب لقائه الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم أمس، أن جوبا لن تسمح بتوقف إنتاج النفط مؤكدا أن كل مناطق الإنتاج خاضعة لسيطرة القوات الحكومية. في سياق مختلف، أعلن الجيش السوداني تحرير منطقة "ملكن"، الاستراتيجية بجبال الأنقسنا بولاية النيل الازرق، التي تمثل مدخلا للجبال من الناحية الجنوبية، كما أعلن تصديه لمتمردين هاجموا قافلة تجارية بوسط دارفور. وأكد أنه أحبط محاولة للجبهة الثورية لاجتياح دلامي بجنوب كردفان، بعد قصفها للمدينة ما أدى لمقتل نساء وأطفال. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، إن الهجوم المشار إليه من قبل المتمردين تم في عملية استهداف واضحة لممتلكات المواطنين وأرواحهم، وأكد تصدي القوات المسلحة للمتمردين وتكبيدهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى، واستيلاءها على 14 عربة لاندكروزر مسلحة براجمتين و26 مدفعا من مختلف الأنواع، وبعض الأسلحة الصغيرة.
مشاركة :