من عيد الغدير إلى السقيفة فالفتوى المباركة ويوم الشهيد.. العراق يغرق في سجالات العطل

  • 5/22/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - تتوالى دعوات إقرار عطل رسمية جديدة في العراق وآخرها المطالبة بإعلان ما يعرف بيوم "الفتوى المباركة" عطلة، وسط سجالات طائفية وسياسية تفجرت بعد مطالبة الشيعة بإعلان "يوم الغدير" يوم عطلة، فيما يبدو أن البرلمان العراقي قد يفتح الباب واسعا في وجه الأقليات للمطالبة بعطل مماثلة في حال استجاب لإحداها. ولا تقف مخاطر هذه المعارك العبثية عند حدود إثارة الفتنة الطائفية في البلاد، بل تمتد تداعياتها إلى الاقتصاد العراقي، في حال توسعت قائمة العطل الرسمية، مع ما يترتب على ذلك من ضغوط إضافية على خزينة الدولة. ونقل موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي عن عضو اللجنة القانونية النيابية محمد الخفاجي تصريحه أن "هناك مقترحا لإضافة يوم الـ13 من يونيو/حزيران الذي يعتبر يوم "الفتوى المباركة" إلى العطل العامة". وبحسب المصدر نفسه سيصوت البرلمان العراقي اليوم الأربعاء على قانون العطل الرسمية الذي يضم العديد من مقترحات إعلان عطل جديدة من بينها عطلة "يوم الغدير". وفي سياق متصل أعلن رئيس الكتلة التركمانية النيابية النائب أرشد الصالحي عن "جمع تواقيع نيابية لإدراج مقترح لأعلان يوم "الشهيد التركماني" عطلة رسمية ضمن مشروع قانون العطلات الرسمية". ويحيي تركمان العراق بمدينة كركوك وأربيل في الـ16 يناير/كانون الثاني من كل عام "يوم الشهيد التركماني" وهي ذكرى إعدام نظام الرئيس الراحل صدام حسين أبرز قياداتهم عام 1980 بالعاصمة بغداد. وكان مقتدى الصدر زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) قد أطلق الشهر الماضي حملة لإعلان "عيد الغدير" الذي يحتفل به الشيعة في الـ18 من ذي الحجة كل عام يوم عطلة وطنية، في واحدة من محاولاته المتكررة لإنهاء انكفائه السياسي، بعد أن أرسل إشارات عديدة تؤكد أنه عائد لا محالة إلى الساحة على أمل استعادة زمام المبادرة بعد نكسات في مواجهة خصومه من القوى الشيعية. ووجه الصدر بأن تركز كافة خطب الجمعة خلال الفترة الحالية على دعم مطلب إعلان يوم الغدير عطلة رسمية، في مسعى للضغط على البرلمان العراقي للتصويت على مشروع القانون.  وذهب الصدر إلى حد تحذير النواب العراقيين من أن "من يرفض إقرار عيد الغدير عطلة رسمية سيكون محمد وعلي خصومه"، فيما اعتبر أن هذا الطلب "يأتي تفعيلاً للتعايش السلمي ومن أجل إتمام الدين". وترفض مكونات السنة في العراق إقرار عطلة رسمية بمناسبة يوم الغدير باعتبارها لا تهمّ سوى الشيعة، بينما حذّر إمام وخطيب جامع أبي حنيفة في بغداد عبدالوهاب السامرائي في خطبة الجمعة الماضية من إثارة الفتنة الطائفية في البلاد، ملمّّحا إلى أنه من حقّ أهل السنة المطالبة بعطلة مماثلة تكون يوم "سقيفة بني ساعدة وتنصيب عمر بن الخطاب بالخلافة" في حال تمت الاستجابة لطلب الشيعة. وكان السياسي السني مشعان الجبوري قد اعتبر في منشور سابق على منصة "إكس" أنه "من حق الشيعة الاحتفال بعيد الغدير كما يشاؤون لكن تحويله إلى عيد وطني وفرضه حتى على من تكفرهم السردية الدينية الشيعية التي تتعلق بالإمامة - الولاية وهم نصف الشعب العراقي سيؤدي إلى مشاكل وحساسيات الشعب العراقي في غنى عنها". ويتجاوز عدد أيام العطل الرسمية في العراق 10 عطل، بالإضافة إلى عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت، فيما يعطي القانون لمجلس الوزراء صلاحية إلغاء عطلة يوم السبت عند الضرورة.

مشاركة :