يعد السيد كامل صالح أحمد نجدي أقدم مؤذني الحرمين الشريفين حاليا، حيث بدأ الأذان منذ أكثر من خمسين عاما بعد تعيينه مؤذنا للمسجد النبوي عام 1378هـ، إذ اشتهرت أسرته بتخريج المؤذنين، فصدح بالأذان لأول مرة بطلب من السيد إبراهيم نجدي. نجدي والذي يتولى حاليا الأذان الأول لصلاة الفجر، تكونت له قصة مع هذا الوقت، إذ أوضحت الروايات أن مصابيح المسجد النبوي كانت تضاء قبل وصول الكهرباء بواسطة ماكينة تعمل على الفحم، وعند وصول نجدي للمسجد النبوي لرفع الأذان الأول يجد المسؤول عن الماكينة نائما فكان ييقظه ويساعده فيبدأ في تحريك المشغل وعندما يشاهد لهيب النار يغلق الفرن ويضع عليه قليلا من الطين لسد الفراغات منعا لتسرب الحرارة من الفرن. يؤكد الباحث في أدب وتاريخ المدينة المنورة الدكتور عاصم حمدان الأستاذ في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بأن الريس السيد كامل نجدي هو أقدم المؤذنين، وصوته مميز خصوصا في أذان صلاة الفجر ويمتد تاريخ أذانه إلى فوق الخمسين عاما، ولم يتغير صوته طوال هذه السنين، مضيفا: كان يختار المؤذن الأول من الأكفاء. قائلا: نجدي معروف بطيبة نفسه وكرم خلقه واستقامة سلوكه وعفة لسانه ويده وله قبول وهو زاهد في الدنيا، كما كان يرافق في التسعينات الهجرية كبار المؤذنين الشيخ عبدالستار بخاري (رحمه الله) وتعرف هذه الرفقة بالرفاقة وهي إنابة المؤذن حال تعبه أو مرضه.
مشاركة :