رغم شُهرته في إزالة التجاعيد واستعادة شباب الوجه، فإنّ استخداماته غير مقتصرة على ذلك، فقد أظهر البوتكس فعالية كبيرة في تخفيف التعرُّق المُفرِط للإبط، الذي قد يُحرِج الإنسان في تعامله مع الناس، والذي قد يُزعِجه هو شخصيًا كُلّما همّ بنشاطٍ ما، ومع فشل مضادات التعرُّق في وقف ذلك العرق المنهمر بغزارة، كيف ستُساعِدك حقن البوتكس في التخلُّص من ذلك العرق؟ مادة مُستخلَصة من بكتيريا البوتولينيوم، وهي آمنة للاستخدام الطبي، والبوتكس مشهور في الإجراءات التجميلية، مثل إخفاء تجاعيد الوجه، كما يُمكِن استخدامه أيضًا في علاج التعرُّق المُفرِط. وتُناسِب حقن البوتكس الذين جرّبوا مُضادات التعرُّق ولم تُفلِح معهم في كبح التعرُّق، وقد أقرّت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" استخدام البوتكس لمن يُعانُون تعرُّق الإبط المُفرِط. بدايةً لنفهم آلية عمل الجسم مع العرق، كي نصل إلى كيفية عمل البوتكس، والبداية أنّه مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، يُنشِّط الجهاز العصبي الغدد العرقية لتبريد حرارة الجسم، وفي حالات فرط التعرُّق، فإنّ الأعصاب المُحفِّزة للغدد العرقية تكون مُفرِطة النشاط، ما يُؤدِّي إلى العرق بغزارة. تمنع حقن البوتكس إطلاق مادة الأستيل كولين، التي تتّحد - في الظروف العادية - مع الغدد العرقية لتحفيزها على إفراز العرق. ومع حقن البوتكس مباشرةً في المنطقة التي تعاني تعرّقًا مُفرِطًا، فإنّه يُلجم الأعصاب عالية النشاط، ما يُؤدّي إلى منع وصول إشارات عصبية إلى الغدد العرقية، ممّا يُؤدّي إلى منع التعرّق. تتمتّع حقن البوتكس لعلاج التعرُّق المفرط بمزايا عديدة، مثل: اقرأ أيضًا:نظام غذائي لكبح التعرق وتفادي الجفاف خلال الصيف لا يستغرق حقن البوتكس وقتًا طويلاً، بل يُجرَى بيُسرٍ وسرعة في عيادة الطبيب، لكن ينبغي للمريض التزام بعض التعليمات للتهيئة قبل حقن البوتكس، مثل: تستغرق المقابلة مع الطبيب لحقن البوتكس نحو 40 دقيقة، أما حقن البوتكس للتعرق، فيتراوح وقتها بين 20 - 30 دقيقة، إذ يضع الطبيب علامات على الجلد باستخدام حبر، ثم يحقن البوتكس أسفل البشرة باستخدام إبرة رفيعة، وفي النهاية يتلقى الشخص 15 - 20 وخزة في شكل نمط شبكي حول منطقة التعرق. بالطبع يسبق ذلك استخدام الطبيب مادة مخدرة موضعيًا لمنع الشعور بالألم في أثناء حقن البوتكس، ويمكن للشخص العودة إلى ممارسة أنشطته بصورة طبيعية بعد انتهاء جلسة حقن البوتكس. ينبغي انتظار 2 - 4 أيام حتى تبدأ بملاحظة نتائج حقن البوتكس، ويظهر التأثير الكامل للحقن في غضون أسبوعين بالتمام، لكن تأثيرات حقن البوتكس مؤقتة، ما يعني أنّ الإنسان سيكون بحاجةٍ إلى مزيدٍ منها مستقبلاً لاستدامة منع التعرُّق. وفي حالة تعرُّق الإبط، ينبغي أن يحصل المرء على جرعات إضافية من حقن البوتكس كل 7 - 16 شهرًا. جديرٌ بالذكر أنّ استخدام حقن البوتكس في أماكن أخرى، مثل اليدين أو القدمين، سيحتاج إلى تكرار الحقن كل 6 أشهر، فالتأثير هنا أقل استدامةً من تأثير حقن البوتكس في الإبط. تختلف فترة استمرار نتائج حقن البوتكس من إنسانٍ لآخر، لكن كما ذكرنا فإنّه قد تكون هناك حاجةٌ إلى تجديد حقن البوتكس في غضون 7 أشهر على الأقل بعد الحقن أول مرة، وبعض الناس قد يحتاجون إلى حقن البوتكس مجددًا لتعرُّق الإبط بعد مرور فترةٍ أطول من ذلك. وبصورةٍ عامة، فعِندما يُحقَن البوتكس بشكلٍ صحيح للتغلّب على تعرُّق الإبط المُفرِط، فإنّ نتيجة العلاج قد تستمر حتى 12 شهرًا. يُمكِن للإنسان العودة إلى منزله على الفور بعد حقن البوتكس، واستئناف أنشطته كافة دون أدنى مشكلة، ويُفضّل اتّباع بعض النصائح بعد حقن البوتكس للحفاظ على النتائج: اقرأ أيضًا:لماذا نتصبَّب عرقًا بعد تناول الأطعمة الحارة؟ أفاد موقع "healthline" أنّ حقن البوتكس يتحمّلها أغلب الناس حسب العديد من الدراسات، وذلك مع دراسة حقن البوتكس للإبط أو أسفل الذراع، لكن لم تتناول كثيرٌ من الدراسات مدى أمان استخدام حقن البوتكس لمنع التعرُّق في أماكن أخرى من الجسم. وقد يكون لحقن البوتكس آثار جانبية بالطبع، مثل: ونادرًا جدًا ما تُسبِّب حقن البوتكس أعراضًا خطيرة، فهي لا تحدث إلّا مع تأثير البوتكس على كامل الجسم، وهذا مُستبعد تمامًا مع حقنه موضعيًا، ومن المشكلات الخطيرة النادرة التي قد تحدث: نعم، البوتكس مفيد في أمورٍ أخرى كثيرة بخلاف تعرُّق الإبط المُفرِط، مثل:
مشاركة :