الإيسيسكو تسعى من الرباط لإصدار معاجم ترتقي باللغة العربية عالميا

  • 5/23/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - تسعى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) للنهوض بمعجم اللغة العربية واستخداماته في مجالات التعليم والتكوين للناطقين بها وبغيرها، وذلك من خلال إصدار معاجم متخصصة ومتنوعة ومواكبة الباحثين في المجال، وفق ما أكده المدير العام للمنظمة سالم بن محمد المالك. وأشار المالك في افتتاح مؤتمر دولي حول "المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها: تقييم وتطوير"، تنظمه الإيسيسكو بمقرها في الرباط بالتعاون مع مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، إلى أن المنظمة تعبئ كل هياكلها من أجل تعزيز مكانة اللغة العربية، لاسيما حضورها على الصعيد العالمي، عبر الاهتمام بمجالات التربية والتكوين فيها. وتعمل المنظمة بالتعاون مع مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، على النهوض بالمعجم العربي، على اعتبار أن المعجم يشكل الرصيد اللساني لكل لغة بأنظمته البنيوية وقواعده التشكيلية ومساحاته الدلالية، كما أنه يعد مجالا خصبا للباحثين من مختلف التخصصات العلمية، وفق المالك. واعتبر أنه ينبغي التساؤل عن مدى قدرة المعجم العربي المتداول في المستويات التربوية والثقافية الرسمية على الاستجابة للحاجات الفكرية والثقافية والعلمية والتواصلية المتغيرة في ظل الثورة الرقمية التي يعيشها العالم، داعيا، في السياق ذاته، إلى تضافر الجهود من أجل الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتعزيز دور معجم اللغة العربية، خاصة في تعليم هذه اللغة للناطقين بها وبغيرها على حد سواء. وقال المالك في تغريدة على حساب الإيسيسكو بموقع إكس "المعجم هو أحد أكثر أنظمة اللغة ومكوناتها قبولا للتطور وانسياقا مع التغيير وانفتاحا على الجديد الوارد من جيل إلى آخر ومن حضارة إلى أخرى، وفي ظل الثورة الاتصالية والرقمية، لا بد أن نتساءل عن مدى قدرة المعجم على الاستجابة للحاجات الفكرية والثقافية والعلمية لجيل الشباب؟". وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، د.عزالدين البوشيخي، في كلمته، أن المؤتمر يشهد مشاركة علماء وباحثين من مختلف أقطار العالم، لمناقشة 28 بحثا محكما، في عدة محاور، مبرزا ما يقوم به المعجم من جهود لإتمام مواد حروفه والتي يبلغ عدد كلماتها مليار كلمة. ويشكل المؤتمر مناسبة مهمة لإبراز دور معجم اللغة العربية واستخداماته، خاصة في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها، وتبادل الخبرات بغية تطوير المناهج التعليمية واستراتيجيات البحث العلمي في المجال، بحسب البوشيخي. ولفت إلى أن دور مؤسسة معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في نهضة اللغة العربية والارتقاء بها إلى مصاف اللغات العالمية، وذلك عبر العمل على إصدار معجم تاريخي يضم جميع الألفاظ المستعملة في لغة الضاد على مدى 20 قرنا في النقوش والنصوص. ووفق وكالة المغرب العربي للأنباء، أشار البوشيخي إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التحولات التي طالت مباني ومعاني اللغة عبر الزمن، مؤكدا أن المؤسسة ستعمل، بشراكة مع منظمة الإيسيسكو، على إصدار معجم للغة العربية ضمن بوابة إلكترونية متعددة الخدمات مع بيبليوغرافيا للإنتاج الفكري العربي في شتى مجالات المعرفة والعلوم ذات الصلة باللغة العربية. وأضاف أن المؤسستين بصدد إصدار مدونة رقمية تضم أمهات المصادر والوثائق المرقونة والقابلة للبحث والتخزين والاسترجاع، والتي يبلغ عدد كلماتها مليار كلمة، وذلك بهدف تعزيز اللغة العربية وتعليمها بشكل فعال وواضح للناطقين بها وبغيرها. ويكتسي المعجم أهمية بالغة في حفظ اللغات والعناية بها، باعتباره المدخل اللساني الأول والأساسي لكل لغة، وفق رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، المصطفى أبومعروف، مسجلا أن "علماء اللغة العربية، على مر التاريخ، أولوا عناية كبيرة لحفظ اللغة ومعانيها ومصطلحاتها من خلال معاجم لغوية بدءا من الرائد في هذا المجال الخليل بن أحمد الفراهيدي وانتهاء بالجهود العلمية المعاصرة". وتابع أبومعروف أن الجامعة المغربية بكل مكوناتها تعمل على تعزيز دورها في هذا المجال، إذ تساهم باقتراحات وتصورات علمية من شأنها جعل كل المشاريع "حقيقية وفعالة" لضمان التنمية اللسانية والعلمية للمجتمعات، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة إلى المعاجم في عملية التعلم. وشدد على أن جامعة السلطان مولاي سليمان عازمة على الانضمام بشكل فعلي إلى المشاريع المعززة لمكانة اللغة العربية وطنيا ودوليا، مضيفا أن الجامعة تضع جميع إمكاناتها اللوجستية والعلمية رهن إشارة كل المشاريع التي من شأنها الإسهام في تعليم ونشر اللغة العربية على نطاق واسع. ويهدف المؤتمر الدولي، المنظم على مدى يومين، إلى إبراز دور المعجم واستخداماته في تعليم اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها، والارتقاء به عالميا، بالإضافة إلى العمل على تجميع المصطلحات والمعاني لحفظ هذه اللغة وصيانة مكوناتها اللسانية. ويشمل المؤتمر تنظيم ست ورشات وجلسات للنقاش، تتمحور حول المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في اللغة واللسانيات. وقالت المنظمة في تغريدة على حسابها بموقع إكس إن خطط الإيسيسكو المستقبلية في مجال اللغة العربية تشمل الضلوع بالإنتاج المعجمي تأليفا وبحثا، فضلا عن إصدار العدد الأول من "مجلة الإيسيسكو للغة العربية" قريبًا، وأن المنظمة قطعت شوطا كبيرا في إنشاء مركزين وثيقي الصلة باللغة العربية، وهما "مركز الخط العربي" و"مركز الشعر العربي". وناقش المؤتمر في يومه الأول عدة محاور في ثلاث جلسات، تركزت على المعاجم واستخداماتها التعليمية للناطقين بالعربية وبغيرها. وأدار الجلسة الأولى للمؤتمر الدكتور عمر حلي مستشار المدير العام للإيسيسكو لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، بمشاركة عدد من الخبراء والباحثين الدوليين، قدم خلالها د. عبداللطيف عبيد من تونس، مداخلة بعنوان "الرصيد اللغوي الوظيفي، تقييم تجربة معجمية تربوية"، استعرض خلالها أبرز مراحل مشروع الرصيد اللغوي الذي تم إنجازه من أجل المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي في بلدان المغرب العربي، كما أبرز الدكتور مصطفى قنبر من قطر في مداخلته التي جاءت تحت عنوان "استخدامات المعجم في تعليم وتعلم اللغة العربية للناطقين بها في دولة قطر: عرض وتقييم"، أن المعجم أضحى يسهم بنصيب وافر في تنمية الرأسمال البشري الذي يتصل اتصالا وثيقا بأهداف التنمية المستدامة التي تنشدها. وفي مداخلة حول "استخدامات المعاجم في مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها: الواقع والمأمول"، لفت الدكتور خالد أبوعمشة من الأردن إلى أن ورقته البحثية تهدف إلى قراءة واقع توظيف المعاجم العربية في مناهج تعليم العربية للناطقين بغيرها، ودراسة فعاليتها، وتوعية العاملين في مجال تعليم، واستعرض الدكتور عبدالمنعم حرفان من قطر، في مداخلة تحت عنوان "نحو حل لتداخل مواد المعجم لغايات تعليمية"، أبرز مظاهر التداخل ومنها: دخول لفظ أعجمي على جذر عربي، وقدم الدكتور رشدي طاهر من تايلاند، عرضا حول دراسة ميدانية على متعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها في تايلاند وماليزيا، تحت عنوان "اتجاهات متعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها، نحو استخدام المعجم الإلكتروني". وشهدت الجلسة الثانية للمؤتمر الدولي والتي أدارها السفير خالد فتح الرحمن مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري، مناقشات ثرية بين خبراء في المجال ومنها: مداخلة للدكتور محمد مصطفى. أما الجلسة الثالثة، فقد أدارها الدكتور محمد علوي إسماعيلي من جامعة السلطان مولاي سليمان بالمملكة المغربية.

مشاركة :