موريتانيا محور منافسة غربية روسية مع افتتاح سفارة أوكرانيا

  • 5/23/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نواكشوط - أعلنت موريتانيا الخميس بدء عمل أول سفارة أوكرانية على أراضيها، وسط تزايد الحضور الروسي بمنطقة الساحل الإفريقي ما يثير قلق الدول الغربية التي تحاول ترسيخ التعاون مع موريتانيا لاسيما بعد اكتشاف الغاز الطبيعي فيها بكميات كبيرة. وقالت وكالة الأنباء الموريتانية، إن أوكرانيا افتتحت رسميا سفارة بنواكشوط، ونظم حفل بهذه المناسبة حضره عدد من المسؤولين الحكوميين ودبلوماسيون أجانب. وأفاد القائم بأعمال سفارة كييف لدى نواكشوط فيكتور بورت، إن موريتانيا “تعتبر بلدا صديقا، وشريكا اقتصاديا واعدا في منطقة الساحل”. واعتبر أن فتح السفارة بنواكشوط “سيمكن من إنشاء مشاريع مشتركة ورفع التبادلات التجارية بين البلدين”. وأضاف أن موريتانيا “باعتبارها دولة رئيسية بمنطقة الساحل، وتترأس حاليا الاتحاد الإفريقي، تلعب دورا هاما في تحقيق الاستقرار وفض النزاعات بالطرق والوسائل السلمية”. ولفت إلى أنه في الآونة الأخيرة “اكتسب التعاون الثنائي ديناميكية إيجابية جديدة، إذ تم تكثيف الحوار السياسي والتعاون البناء بين البلدين على الساحة الدولية”. ويأتي افتتاح أول سفارة أوكرانية بموريتانيا، في وقت يتزايد فيه الحضور الروسي بمنطقة الساحل الإفريقي. ويثير الحضور الروسي المتصاعد في المنطقة وفرض نفوذها في مالي والتقارب مع بوركينا فاسو، قلق الغرب الذي يخشى أن تتمكن موسكو من الحصول على موطئ قدم في موريتانيا وحسم الصراع في المنطقة لصالحها ما يهدد الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (ناتو). ويقيم حلف "الناتو" شراكة استراتيجية مع موريتانيا في التصدي لمخاطر الإرهاب وتهريب المخدرات والهجرة، كما يعول على نجاح مقاربتها الأمنية ضد انتشار الجماعات المسلحة، وسيطرتها على كامل أراضيها، في ظل سياق أمني معقد تمر به المنطقة. وتعزز الاهتمام الغربي بموريتانيا بعد اكتشاف الغاز الطبيعي بكميات كبيرة تبلغ نحو 100 ترليون قدم مكعب، حيث من المرتقب أن تشرع نواكشوط في تصدير أولى شحناتها من الغاز المسال نهاية العام الجاري. ويرى محللون أن موريتانيا باتت بمثابة حلقة ثمينة من عقد انفرط تحت وطأة الانقلابات العسكرية والحضور العسكري الروسي عبر مرتزقة فاغنر، ويتعين تكثيف الجهود لدعم استقرار البلد الذي يتوزع سكانه على جغرافيا صحراوية مترامية بين شمالي أفريقيا وغربها، ويعيش نحو 40 في المائة من سكانه في فقر مدقع. ووقع الإتحاد الأوروبي مؤخرا اتفاقية للتعاون في ميدان الهجرة والتنمية الاقتصادية، وأكدت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية وبيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني خلال زيارة في فبراير/آذار الماضي إلى نواكشوط أن الاتحاد الأوروبي سيقدم مساعدات قيمتها 200 مليون يورو، ضمن خطة شاملة تتضمن نصف مليار يورو مساعدات لإقامة مشاريع بنيات تحتية وفي قطاع الطاقة. وتمتلك موريتانيا احتياطات ضخمة من الغاز تقدر بـ110 تريليونات قدم مكعب، ما يضعها في المرتبة الثالثة أفريقيّا بعد نيجيريا (207 تريليونات قدم مكعب)، والجزائر (159 تريليون قدم مكعب). وتتفوق موريتانيا على مصر التي تملك مخزونا يُقدر بـ63 تريليون قدم مكعب، وليبيا بنحو 55 تريليون قدم مكعب. وينفرد حقل "بير الله" الموريتاني بالنصيب الأكبر من هذا الغاز، إذ يقارب احتياطاته 80 تريليون قدم مكعب، أما حقل "السلحفاة" فيبلغ احتياطيه 25 تريليون قدم مكعب. ويتطلع الموريتانيون أن تسهم عائدات ثروة البلاد من الغاز في تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص للشباب العاطلين عن العمل، إذ تبلغ نسبة البطالة 30 بالمئة في هذا البلد العربي البالغ عدد سكانه نحو 4 ملايين نسمة. وأشارت توقعات اقتصادية سابقة إلى أن مشروع "السلحفاة آحميم" الكبير وحده سيدر مداخيل مهمة على خزينة موريتانيا تقدر بـ100 مليون دولار سنويا في المرحلة الأولى من الإنتاج ليصل في المرحلة الثانية والثالثة إلى مليار دولار سنويا.  

مشاركة :