مصر تجري مناورة بالذخيرة الحيّة في غمرة توتر مع إسرائيل

  • 5/23/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - أعلن الجيش المصري اليوم الخميس تنفيذ مناورة عسكرية بالذخيرة الحية، مؤكدا قدرته على "مواجهة أي تحديات ومساندة مصر للقضية الفلسطينية"، فيما يأتي هذا التطور في غمرة توتر بين القاهرة وإسرائيل على خلفية عمليتها العسكرية في مدينة رفح، فيما تبادل الجانبان اتهامات بشأن المسؤولية عن تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني. ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أعربت مصر عن رفضها القاطع لأي مخطط إسرائيلي يرمي إلى إجبار الفلسطينيين على الهجرة باتجاه أراضيها، معتبرة ذلك خطا أحمر. وباتت معاهدة السلام الموقعة بين إسرائيل ومصر في العام 1979 على المحكّ، مع تلويح القاهرة باستعدادها للتعامل مع أي سيناريوهات لحماية أمنها القومي، فيما اتخذ التوتر بين البلدين منعرجا خطيرا بعد توجيه اتهامات إلى القاهرة الثلاثاء بأنها "غيّرت شروط اقتراح وقف إطلاق النار الذي طرحته إسرائيل" ما أدى إلى إفشال الجولة الأخيرة من مفاوضات الهدنة، وفقا لتقرير نشرته "سي إن إن" الأميركية. لكن مصر نفت على لسان ضياء رشوان رئيس الهيئة المصرية العامة للاستعلامات صحة التقرير الأميركي، مشددا على أن مصر ترفض هذه الادعاءات. وانتقد المصدر نفسه التشكيك في الجهود التي بذلتها مصر خلال الآونة الأخيرة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، لافتا إلى أن مصر توسّطت في المفاوضات الأخيرة بعد "مطالبات وإلحاح متكررين من إسرائيل والولايات المتحدة"، وفق قناة "القاهرة الإخبارية". وأفاد الجيش في بيان بأن وزير الدفاع المصري محمد زكي حضر تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع تكتيكي باستخدام الذخيرة الحية لإحدى وحدات الجيش الثاني الميداني الذي تقع في سيناء (شمال شرق) في نطاق عملياته. وقال متحدث الجيش غريب عبدالحافظ إن "المشروع يستمر عدة أيام وحضره أيضا الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية". كما حضر المرحلة الرئيسية من المناورة "عدد من المحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ والإعلاميين ورؤساء الجامعات المصرية"، وفق البيان. وتضمنت المرحلة "إدارة أعمال القتال لاقتحام الحد الأمامي لدفاعات العدو، بمعاونة القوات الجوية، التي نفذت طلعات للاستطلاع والتأمين والمعاونة". وركز دور القوات الجوية على "دعم أعمال قتال القوات القائمة بالهجوم، تحت ستر وسائل وأسلحة الدفاع الجوي، وبمساندة المدفعية، لتدمير الاحتياطات، وإرباك وتدمير مراكز القيادة والسيطرة المعادية"، فيما قامت العناصر المدرعة والمشاة الميكانيكي بـ"تطوير الهجوم واختراق الدفاعات المعادية والاشتباك معها وتدميرها". وعاونتها في هذه المهمة "الهيلوكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، من أجل التصدي لهجمات العدو المضادة وحرمانه من استعادة أوضاعه الدفاعية على الخطوط المختلفة"، وفق البيان. وأضاف أن عناصر القوات الخاصة من المظلات والصاعقة نفذت أعمال إغارة وإبرار لتدمير الأهداف المكتشفة وفي ختام المرحلة الرئيسية من المناورة. وقال وزير الدفاع إن "ما تم تنفيذه من أنشطة ومهام تدريبية للقوات المسلحة يقدم رسالة طمأنة للشعب المصري العظيم على قواته المسلحة واستعدادها القتالي الدائم". وقدم الشكر لـ"رجال القوات المسلحة لما يبذلونه من جهود لمجابهة التحديات الراهنة وغير المسبوقة التي تستهدف الأمن القومي المصري على كافة الاتجاهات الإستراتيجية". وشدد على أن "القوات المسلحة قادرة على مجابهة أي تحديات تُفرض عليها بفضل قوة وتلاحم الشعب المصري وقيادته الوطنية.. والدولة المصرية لها ثوابت لا تحيد عنها ولا تنحاز إلا لمصلحة الأمن القومي المصري". وشدد على "الدور الهام والفعال الذى تقوم به الدولة المصرية لمساندة القضية الفلسطينية على مدار التاريخ" وتابع أن "الموقف الحالي يتم التعامل معه بأقصى درجات الحكمة لدعم القضية والحفاظ عليها ومساندة الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين"، مضيفا أن "الحفاظ على سيناء لا يكتمل إلا بالتنمية الشاملة". ومنذ أشهر، تبذل مصر وقطر، بمشاركة الولايات المتحدة، جهود وساطة لإبرام اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المتاخم لمصر. وتشن إسرائيل منذ أكثر من 7 أشهر حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية". كما تتجاهل قرارا من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية" وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

مشاركة :