طهران – نفى الجيش الإيراني فرضية وجود عمل إجرامي أسفر عن حادث تحطّم المروحيّة الذي أودى بحياة الرئيس إبراهيم رئيسي مع سبعة مسؤولين آخرين، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية إرنا، فيما لم يأت التقرير الأولي الذي صدر ليل الخميس بتفاصيل مهمة حول الحادث وبقي الغموض سيد الموقف. ولقي رئيسي البالغ 63 عاماً حتفه الأحد إلى جانب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة مسؤولين آخرين عندما تحطمت المروحية التي كانوا يستقلّونها في منطقة جبلية في شمال غرب البلاد خلال عودتهم من مراسم تدشين سد عند الحدود مع أذربيجان. وقال تقرير أولي صادر عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة نشرته وكالة ارنا في وقت متأخّر الخميس، “لم تتمّ ملاحظة آثار رصاص أو ما شابه ذلك في باقي مكوّنات المروحية المنكوبة”. وأشار التقرير إلى أنّ “النيران اشتعلت في المروحيّة بعد حادث الاصطدام”، مضيفاً “لم تتمّ ملاحظة أيّ محتوى مثير للشبهة خلال الاتصالات بين برج المراقبة وطاقم الطائرة”. كما أوضح أنّ “مروحية رئيسي كانت تتبع الطريق المخطّط له مسبقاً ولم تترك مسار الرحلة المحدّد” قبل تحطّمها. ولفت التقرير إلى أنّ مسيّرات إيرانية عثرت على حطام المروحيّة في وقت مبكر الإثنين، ولكن “تعقيد المنطقة والضباب وانخفاض درجة الحرارة” أعاقت عمل فرق البحث والإنقاذ. وقال الجيش إنّ “هناك حاجة إلى مزيد من الوقت” للتحقيق في الحادث، مضيفاً أنّه سيعلن المزيد من التفاصيل لاحقاً. وأظهر بث حي أذاعته وسائل إعلام إيرانية مراسم دفن الرئيس الإيراني الراحل في مدينة مشهد الخميس في ظل احتشاد الآلاف من المشيعين في الشوارع لحضور الجنازة، وذلك بعد أربعة أيام من مقتله في حادث تحطم الطائرة. وكان ينظر إلى رئيسي (63 عاما) على نطاق واسع باعتباره مرشحا لخلافة الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي (85 عاما) صاحب السلطة المطلقة في إيران. ويتولى محمد مخبر، الذي كان النائب الأول للرئيس، منصب الرئيس المؤقت حتى إجراء الانتخابات في يونيو/ حزيران. وحضر الجنازة مسؤولون حكوميون وعسكريون إيرانيون، بالإضافة إلى شخصيات دينية. ونُثرت الأزهار على نعشه خلال مروره ببطء على متن شاحنة بين حشود من المشيعين ليُدفن في ضريح الإمام الرضا ذي القبة الذهبية، وهو مرقد الإمام علي الرضا المتوفى في القرن التاسع. وتنحدر أصول رئيسي من مشهد التي تبعد 900 كيلومتر إلى الشرق من طهران. وفي وقت سابق، اصطف الآلاف خلال نقل النعش في موكب في شوارع مدينة بيرجند شرق البلاد. وأعلنت إيران الحداد لخمسة أيام على رئيسي الذي طبق السياسات المتشددة لمعلمه خامنئي التي تهدف إلى ترسيخ سلطة رجال الدين وتضييق الخناق على المعارضين وتبني موقف متشدد بشأن قضايا السياسة الخارجية مثل المحادثات النووية مع واشنطن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو/ حزيران. وأُقيمت مراسم تأبين وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان في مقر وزارة الخارجية بطهران، حيث وصفه القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني بأنه شهيد “حافظ على الطبيعة الثورية لوزارة الخارجية”. ووري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الثرى الخميس في مسقط رأسه مشهد حيث شارك آلاف الإيرانيين بمراسم تشييعه. ودُفن أمير عبداللهيان الخميس أيضاً في مرقد الشاه عبد العظيم الحسني في بلدة شهر الري جنوب العاصمة. هو ضريح يُدفن فيه سياسيون وفنانون إيرانيون كبار جنوبي طهران.
مشاركة :