أنامل لبنانية تحافظ على حِرف مهددة بالزوال

  • 5/26/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد أماكن عدة من بيروت النسخة الأولى من معرض واسع النطاق يحتفي بالابتكار اللبناني في مجال التصميم، وبتنوعه ومزجه بين الطابعين التراثي والعصري، ساعياً إلى إبراز الحِرف التقليدية المعرضة للزوال. وتختتم اليوم النسخة الأولى من «وي ديزاين بيروت» (نحن نصمم بيروت)، وهو حدث واسع النطاق يفوق عدد المشاركين فيه 150 من مصممين وحرفيين وطلاب، حسب خبيرة العلاقات العامة ماريانا وهبي التي أطلقت هذه المبادرة مع شريكها المصمم سامر الأمين. وقالت وهبي لوكالة «فرانس برس» إن «المعرض يُبرز تنوع الابتكار في مجال التصميم في لبنان رغم كل ما مرّ به البلد من ظروف صعبة». وأشارت إلى أن التصاميم المعروضة «عالمية المستوى»، معتبرة أن الحدث يسهم في «الحفاظ على التراث والحِرف اليدوية وقطاع التصميم». واللافت في الحدث الذي كان موعده مقرراً في أكتوبر الماضي لكنه تأجل بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة، أنه يقام في أماكن عدة في المدينة، ويضم ستة معارض ثلاثة منها رئيسة، وبعض هذه المواقع لم يسبق أن شهد أي نشاط من هذا النوع. ومن هذه المواقع متحف «فيلا عودة» للفسيفساء في العاصمة اللبنانية الذي يجمع 33 مصمماً للأثاث. ويذكر وليام وهبة، أحد المنسقين الفنيين لمعرض هذا المتحف، بأن أسبوع التصميم في بيروت الذي أقيم للمرة الأولى عام 2010 «كان قد اختفى من المشهد الفني اللبناني»، إذ غاب منذ 2019، بعدما تأثر القطاع بالأزمات الاقتصادية والصحية، «فترك لبنان قسم من المصممين الذين عانوا نقصاً في المواد وتضررت محالهم» جراء انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، وكذلك بعض المحترفات. ويأسف لـ«تفكك النسيج الذي كان يجمع المصممين بعدما جذبتهم مدن عربية أخرى حيث بإمكانهم تصريف إنتاجهم». وأضاف: «نحن نسعى إلى أن نجعل بيروت مركزاً للتصميم والابتكار والتفكير وإيجاد الحلول الاقتصادية لهذا القطاع». «فيلا عودة» وفي حديقة «فيلا عودة» تنتشر مقاعد وطاولات وأعمدة للإضاءة بأشكال نبتات فطر ملونة، وعند مدخل الطبقة الأولى من هذا المنزل العريق الذي شُيد في القرن الـ19، يبرز تجهيز عملاق مغلف بمرايا تعكس حركة الزوار وجدران المكان وإضاءته. ويُلاحَظ في الطبقتين المخصصتين للمعرض من أدوار القصر الثلاثة أن معظم المصممين اللبنانيين يستخدمون الرخام في تصاميمهم للطاولات والمكاتب، ويمزجونه بالخشب، ويلونون السيراميك، ويمزجون أنواعاً من الخشب بطريقة عصرية وهندسية. ومن الابتكارات استخدام الألمنيوم لصناعة رفوف مكتبة. فالمصمم اللبناني، وفق وليام وهبة: «لا يستوحي فقط إرث بلده، بل يقاربه بطريقة عصرية مع التقنيات المستخدمة في الخارج، مواكباً الاتجاهات العالمية». والعالم أيضاً يواكب تصاميم اللبنانيين، إذ استقطب المعرض عدداً من الخبراء ومسؤولي المعارض الإقليمية والعالمية. ووصف المستشار الفني لمعرض شنغهاي للتصميم مايك بروهن المعرض البيروتي بـ«الرائع»، إذ يلمس في التصاميم «طاقة قوية جداً من خلال استخدام المواد والألوان المتوسطية الدافئة». أما الباحث البرتغالي في التاريخ دافيد موريرا فاسترعت انتباهه طاولة طويلة مصنوعة بالحجر الرملي وأعجبته الكراسي الخشبية، مضيفاً: «يذكرني الخشب الخام والحجر الرملي بآثار المعابد الفينيقية». القناعة كنز لا يفنى أما مبنى «بي إس لاب» الواقع قبالة مرفأ بيروت والذي دمّره انفجار عام 2020، فيحتضن خلال المعرض «حِرفيين عانوا خلال الأعوام الأخيرة وخسروا أعمالهم لأن كثيراً من المصممين الذين كانوا يتعاملون معهم تركوا لبنان، علماً أن هذه الحِرف مهددة أصلاً بالاندثار بفعل تقدم الحِرفيين في السن»، بحسب ماريانا وهبي. وقالت فاطمة طرطوسي (47 عاماً - من طرابلس) وهي تحفر عبارة «إن القناعة كنز لا يفنى» على إناء نحاسي، إنها ورثت الحِرفة عن والدها، وعندما بلغت التاسعة تركت المدرسة وتفرغت لها، مضيفة: «عندما أنتهي من الحفر أشعر بسعادة لأني استطعت أن أنجز شيئاً جميلاً». ويحافظ كريم شعيا على نقشات أرضيات البيوت اللبنانية التقليدية ساعياً في الوقت نفسه إلى تطويرها، في حين تصنع ديما اسطفان (34 عاماً) الأثاث من الخيزران الذي تصفه بأنه «مادة نبيلة»، مضيفة إلى التصاميم التقليدية لمسة عصرية. • ماريانا وهبي: المعرض يُبرز تنوع الابتكار في مجال التصميم في لبنان رغم كل ما مرّ به البلد من ظروف صعبة. • 150 من المصممين والحِرفيين والطلاب يشاركون في المعرض. تخليد ذكرى للبيئة حيز مهم في معرض «وي ديزاين بيروت» من خلال الأثاث المصنوع من مواد معاد تدويرها أو مراعية لاعتبارات الاستدامة. وينحت حسام حمامي (38 عاماً) على الخشب طير الكرك، وهو من الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض، رغبةً منه في «تخليد ذكراه». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :