هيئة المسرح والفنون الأدائية - ناهد الأغا

  • 5/26/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قيل عن المسرح كـ«فن راق» بأنه يعمل على جسر الهوة؛ ووصل ما تفرق؛ وهو الساعي إلى تصفية كل ما قد يعكر صفو الانسجام بين الثقافات؛ وما يكدر تناغم الحضارات بين شعوب العالم المختلف.. والمهرجانات المسرحية سواء المحلية أو الدولية هي فعاليات بحد ذاتها الحاضنة لكل إبداع وابتكار.. وإن الخشبة المسرحية والفنون الأدائية التي تجرى في حقلها إنما هي طرح لقضايا إنسانية؛ كما أن الخشبة المسرحية تكون لسان الواقع وضميره الحي الذي يطرح بصوت إنساني بحت.. وبذلك يكون المسرح البريق المعرفي الذي يزيل أي ظلام قد يحيط بالرؤى الطموحة.. ولأن المسرح كما يعرف عنه أنه «أبو الفنون» وإنه «ذاكرة الأيام» لذا كان الحرص واجباً في إظهار الفن المسرحي الرفيع ومتابعة تطويره بشكل دوري بدءاً من أدواته الأساسية وهي النص والإخراج وما يتعلق بشكل الأداء وصولاً إلى التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالنواحي الجمالية والتقنية الخاصة بالمؤثر السمعي والبصري والمكياج والديكور وغيرها الكثير من الضروريات التي باتت مهمة للوصول إلى فعالية مسرحية تجسد التعابير التي تجول في خاطرة النص والرؤى التي يرغب المخرج في سكبها بقوالب فنية عنوانها الالق... وهيئة المسرح والفنون الأدائية تأسست في المملكة العربية السعودية بقرار مجلس الوزراء «398» وينحصر عمل الهيئة بدعم العمل المسرحي والفنون الأدائية للنهوض بها إلى المستوى الأفضل والأرفع وتشجيع كل ما من شأنه دعم الاستثمار والتمويل فيه؛ وذلك عن طريق تبني البرامج التدريبية الطموحة وتشكيل الجهات المانحة للشهادات القيمة التي تختص في المجال المسرحي.. ولإثراء المشهد الثقافي في المملكة وفتح آفاق جديدة للإبداع كانت المبادرات والفعاليات التي أضفت على الثقافة في المملكة لونا وشكلا متجددا وبالتالي بعدا ماديا جديدا داعما.. وكانت المبادرات والفعاليات التي أثرت المشهد الثقافي كالتالي: «مشروع حاضنة المسرح والفنون الأدائية»: والهدف الأساس له تمكين المشروعات الصغيرة ودعم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة في القطاع المسرحي وذلك عن طريق دعمهم بجهات الاتصال وتزويدهم بالموارد التي تنهض بنجاح أعمالهم.. «العمل والتعلم»: وهي من أهم المبادرات التي دعمت بها وزارة الثقافة هيئة المسرح والفنون الأدائية؛ ويتعلق عملها بتنمية المواهب وتقديم الدعم للدورات التدريبية التي تسعى إلى دمج المتدربين وأصحاب الخبرات في المجال المسرحي وفنونه المتعددة... «المسرح المدرسي»: وهي مبادرة مهمة لتطوير وتنمية المهارات المسرحية لدى القطاع التعليمي في المدارس من معلمات ومعلمين وطلاب وطالبات ويتم ذلك عبر برامج تدريبية معتمدة عالمياً لتأهيل جيل مهتم بالفن المسرحي الراقي من خلال دعم المهارات من تصميم وإخراج وتمثيل ودراما وبالتالي تقديم محتوى مسرحي مثري وهادف.. «مسابقة الفلكلور الشعبي»: وتهدف هذه المبادرة الرائدة على الحفاظ على الفلكلور والاهتمام به عبر مسارات ثلاث... الرقص الشعبي؛ الموسيقى الشعبية؛ والحكايات والأساطير الشعبية.. «مسابقه الكوميديا»: وهذه المسابقة أطلقتها الهيئة حرصاً منها على دعم المواهب المسرحية في المملكة واكتشافها؛ وتكون عبر عروض ارتجالية كانت أو مسجلة لدعم مجال الكوميديا في كل مدن المملكة.. «مبادرة تطوير المهارات»: وتسعى هذه المبادرة إلى دعم كل ما من شأنه تنمية المهارات للمهتمين والممارسين للعمل المسرحي عن طريق دعم التطوير المهني وإقامة برامج تدريبية متنوعة تعزز قدرات المستهدفين من مهتمين وممارسين وتكون مهاراتهم متطورة وضمن المواهب الداعمة للعمل المسرحي.. «مسابقة التأليف المسرحي»: وهي مسابقة مهمة جداً كونها تحفز المواهب المختصة بصناعة المحتوى المسرحي وتدعم النصوص المسرحية الفائزة التي يكون لها الأولوية في الإنتاج والإخراج بقالب إبداعي وابتكاري لتنال الثقة التي تؤهلها للعرض محليا وعالميا من خلال فعاليات استثنائية.. ويمكننا القول بأن هيئة المسرح والفنون الأدائية ركزت بداية انطلاقها على تنمية المواهب والقدرات؛ عن طريق رفع مستوى الوعي؛ ومن ثم تمويل إقامة الفعاليات للمسرح الوطني والقطاع الخاص.. وفي مرحلة لاحقة عملت على تعزيز دور القطاع المسرحي بتفعيل دور الجمعيات الثقافية وزيادة الزخم للمشاركة المجتمعية ومن ثم تمثيل المملكة دولياً ليأتي بعدها التركيز والعمل بشكل مكثف على تمكين القطاع المسرحي لعقد شراكات قوية وبالتالي إثراء الفن المسرحي والأدائي بأعمال إبداعية من شأنها جعل المملكة في مقدمة الدول المتطورة بهذا الفن الراقي وكلها مساع حثيثة وطموحة تحت مظلة رؤية المملكة 2030 .

مشاركة :