حذرت السفيرة الإسرائيلية في دبلن، اليوم الإثنين، من أن تعرض العلاقات الثنائية لأزمة بسبب عزم أيرلندا الاعتراف بدولة فلسطينية يبعث برسالة خاطئة عن أيرلندا باعتبارها مركزا للتكنولوجيا، ويثير قلق المستثمرين الإسرائيليين في قطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات الأيرلندي. وعبّرت السفيرة دانا إيرليخ، من القدس، حيث استدعتها وزارة خارجية الاحتلال للتشاور، عن أملها في العودة إلى أيرلندا بالرغم من أنها ترى أن حكومتها تقف مع الفلسطينيين ضد إسرائيل. ومن المقرر أن تعترف أيرلندا وإسبانيا والنرويج رسميا بالدولة الفلسطينية، غدا الثلاثاء. وتفضل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأخرى إحياء المفاوضات أولا لحل الصراع. ونددت إسرائيل بالخطوة التي اتخذتها الدول الثلاث. تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ..على خلفية اعتراف إسبانيا وأيرلندا بدولة فلسطين وقالت إيرليخ إن العلاقات الإسرائيلية الأيرلندية بكل جوانبها قيد المراجعة، لكنها لم تصل إلى حد توقع مزيد من الإجراءات من جانب الحكومة الإسرائيلية، التي ما زالت تواصل السجال مع مدريد. وأضافت، في مقابلة مع رويترز: «أيرلندا ليست محايدة أو وسيطا نزيها في هذه القضية لأنها تدعم الفلسطينيين بشدة، لكن ما نقوله هو: ليس هذا هو الوقت المناسب لمثل هذا الإعلان عن الاعتراف (بدولة فلسطينية)». وتقول الحكومة الأيرلندية إن الاعتراف بدولة فلسطينية قد يعود بالنفع على إسرائيل من خلال إحياء عملية السلام المتوقفة. وزعمت إيرليخ أن العديد من الأيرلنديين يتعاطفون مع إسرائيل من «خلف الكواليس». وقالت: «أعتقد أن علاقاتنا الثنائية تتميز بإمكانات كثيرة سواء في الأمن السيبراني أو الرعاية الصحية أو تغير المناخ، وأتمنى نيل هذه الفرصة لمواصلة ذلك». لكنها تابعت أن أجواء العداء السائدة بشكل عام، والتي يعتبرها بعض اليهود «معاداة للسامية»، تثير تساؤلات الإسرائيليين عن مكانتهم في أيرلندا مما يهدد خدمات التكنولوجيا التي تمثل حصة الأسد والبالغة حوالي 5 مليارات دولار من التجارة السنوية بين البلدين. وأضافت: «نتلقى المزيد والمزيد من المكالمات الهاتفية والمحادثات مع الأشخاص المعنيين، سواء من المستثمرين الإسرائيليين في أيرلندا الذين يشعرون بالقلق على استثماراتهم أو من الإسرائيليين الذين انتقلوا إلى أيرلندا للعمل في مختلف شركات التكنولوجيا ويطلبون إما الانتقال إلى مكان آخر أو العودة إلى إسرائيل». واستطردت: «أعتقد أن ذلك يبعث برسالة خاطئة عن مكانة أيرلندا باعتبارها مركزا محوريا للتكنولوجيا في الوقت الذي يريد فيه المزيد والمزيد من الأشخاص الانتقال إليها، لا أعتقد أن هذه هي الرسالة التي تريد أيرلندا إرسالها للعالم… وليس هذا ما نريد أن نراه». وتضررت العلاقات التجارية بالفعل من قرار شركة «العال» الإسرائيلية للطيران في الخامس من فبراير/ شباط عدم إعادة تسيير رحلاتها المباشرة إلى دبلن، التي بدأت العام الماضي، بحجة تغييرات في طلبات العملاء منذ حرب غزة. وقالت أيرلندا في الخامس من أبريل/ نيسان إن صندوقها الاستثماري السيادي، الذي تبلغ قيمته 15 مليار يورو، سيسحب استثماراته من 6 شركات إسرائيلية تشمل بعضا من أكبر بنوكها بسبب أنشطتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واندلعت حرب غزة بعد شهر من وصول إيرليخ إلى دبلن مما جعلها في وضع إدارة أزمات وتواصل على مدار الساعة. وقالت: «هناك أوجه تشابه عديدة بين أيرلندا وإسرائيل، أشعر بالفضول لمعرفة المزيد عنها (أوجه التشابه)، سواء فيما يتعلق بإحياء لغة قديمة أو الشتات أو تنوع المناظر الطبيعية الخلابة». وأضافت: «أتمنى أن تتاح لي هذه الفرصة لمواصلة استكشاف أيرلندا، لكننا نحتاج حاليا إلى معالجة مخاوفنا». ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :