أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (الاثنين) أن قصف إسرائيل لمخيم النازحين في رفح الفلسطينية "جريمة حرب" تستوجب من المحاكم الدولية تقديم المسئولين عنها للعدالة الدولية، فيما ادانت مصر والأردن الحادث بأشد العبارات. وقال أبو الغيط، في تغريدة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي (اكس)، "للأسف يستمر مسلسل جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بقصف مخيم النازحين التابع للأونروا في منطقة رفح مساء أمس الأحد". وتابع قائلا "نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتى يتعزز لدي هيئاتها ملف الأدلة التي تستوجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعليا للعدالة الدولية". من جانبها، أدانت مصر اليوم بـ"أشد العبارات" قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، مؤكدة أن ذلك يستهدف "توسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة". وأعربت مصر، في بيان لوزارة خارجيتها، عن إدانتها بـ "أشد العبارات" قصف القوات الإسرائيلية المتعمد لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، الأمر الذي أسفر عن سقوط المئات من القتلى والمصابين بين صفوف الفلسطينيين النازحين العزل، في انتهاك جديد وسافر لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب. واعتبرت مصر هذا الحدث المأساوي "إمعاناً في مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة". وطالبت مصر إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية. وبدوره، ادان الأردن على لسان وزارة الخارجية وشؤون المغتربين استمرار جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين قرب مقر لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) غربي رفح يوم أمس، في تحدٍ صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة في بيان اليوم إدانة المملكة واستنكارها المطلق لهذه الأفعال والجرائم التي تمثل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع كافة القيم الإنسانية والأخلاقية، وتمثل جرائم حرب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي لها ومحاسبة المسؤولين عنها. وطالب السفير القضاة المجتمع الدولي بضرورة التحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها، ووقف انتهاكاتها المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتأمين الحماية للمدنيين العزل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها، وخاصة الأونروا التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها قطاع غزة. وقتل 35 شخصا على الأقل وأصيب العشرات أغلبهم من النساء والأطفال مساء أمس (الأحد) في قصف إسرائيلي على خيام للنازحين شمال غرب رفح جنوب قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. وتعتبر إسرائيل رفح آخر معقل كبير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وتقع مدينة رفح في أقصى جنوبي القطاع، حيث يبحث نحو 1.4 مليون فلسطيني عن مأوى. وتتوسط مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة ثانية بين إسرائيل وحماس، بعد الأولى التي استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر الماضي. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.■
مشاركة :