6 نصائح لتنمية مهارات حل المشكلات لدى الأطفال

  • 5/28/2024
  • 05:42
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

  من علامات النُضج والبلوغ أن يجد الفرد منا حلاً للمشكلات التي تواجهه على مدار الأيام، والتي تختلف في حيثياتها وتعقيداتها حسب السبب نفسه وحسب الإطار الذي تندرج تحته سواء على مستوى الدراسة، أو العمل، أو المنزل، أو العلاقات، أو الصحة إلخ. العامل المُشترك بين المشكلات كلها تقريبًا أنها مُتكررة ومألوفة، وهذا يعطينا فرصة للتعلم من أخطاء الآخرين، ومن ثم إبداء التصرف الصحيح، ولكن هناك مشكلة أخرى؛ بعض المشكلات حلها يكون نسبيًا وليس شرطًا أن يُناسب الجميع. من هنا تأتي أهمية مهارات حل المشكلات "Problem-Solving Skills"؛ التي توصلنا لحل مناسب حتى وإن لم يكن مألوفًا، والتي لا يمكن أن تنمو بداخلنا إلا إذا أصبحت مُستحثَّة بالخبرة، أو ببعض الحلول العملية التي سنعرفها معًا. وعلى عكس بداهة تعامل الكِبار مع المشكلات بحكم الخبرة، فإن أكثر اللحظات التي تدعو إلى الدهشة تكون عندما تُشاهد طفلك الصغير يحل المشكلات بنفسه دون سابق معرفة؛ تجده يلبس الحذاء بطريقة خاطئة فيشعر أن شيئًا ما غريب فيُبدّل القدمين، أو يكسر اللعبة الخاصة به فيحاول أن يُصلِّحها بدلاً من البكاء، أو يشعر بالجوع فيذهب إلى المطبخ ويعتمد على نفسه في سد جوعه، أو يواجه مشكلات التنمر في المدرسة بأذكى الطرق الممكنة بدلاً من أن يزيد الطين بلة. هذه الأمثلة، وأكثر، تواجه أطفالنا بمختلف أعمارهم، وعلى الرغم من أن التعامل الذكي معها يدعو إلى الفخر والعجب في الوقت نفسه بحكم نقص الخبرة، إلا أن الحقيقة أن هناك ما يمكننا فعله لشحذ هذه المهارات لدى الأطفال وجعل حل المشكلات شيئًا مألوفًا. يُعد تطوير مهارات حل المشكلات لدى الأطفال أمرًا محوريًا لعدة أسباب منها: 1. تعزيز الثقة والاستقلالية منذ سن صغيرة.2. تحسين الأداء الأكاديمي.3. تعزيز الإبداع والتفكير النقدي.4. زيادة المرونة الفكرية والعاطفية.5. التكيف مع مختلف الظروف باختلاف درجاتها.   إن تنمية الإبداع -بشكلٍ عام- لدى الأطفال لا يُساعدهم ليكونوا فنانين في الشيء الذي نُدربهم عليه فحسب، وإنما يفتح لهم آفاقَ تفكيرٍ مختلفة في عديد المواقف التي سيواجهونها حتمًا في الحياة، حتى وإن لم يتعرضوا لها من قبل؛ هذا هو الهدف أساسًا وهذا ما يُسمى بالتفكير خارج الصندوق. إن إعطاء الأطفال فرصة طرح الأسئلة باستمرار وإبداء الملاحظات الخاصة يُطلق عنان الإبداع فيُرِيهم العالم بطرق جديدة ومختلفة، ومن ثم تتحسن مهاراتهم في حل المشكلات. أما عن طُرق تنمية إبداعات الأطفال نفسها فكثيرة وأغلبنا على اطلاع بها، من ذلك ألعاب الألغاز Puzzles أو الشطرنج مثلاً، والتي تمثل تجسيدًا عمليًا وواضحًا لحل المشكلات. يمكنك أيضًا أن تطرح عليهم أسئلةً بإجابات مفتوحة، أو تحثهم على طرح الأسئلة التي تبدأ بـ "ماذا لو"، ضع في الاعتبار كذلك أن تمضية الوقت مع الأطفال خارج المنزل، في الطبيعة، ليس مفيدًا للصحة العقلية فحسب، بل يُعزز الفضول ويشجع على التفكير المرن كذلك، وكل هذا يصب في مصلحة مهارات حل المشكلات في النهاية.   لا شك أن أطفالنا هم فلذات أكبادنا وثمار قلوبنا، وهذا يدفعنا إلى بذل الغالي والنفيس لحمايتهم في أي موقف قد يواجههم بغض النظر عن شدته، وهذا الحرص الزائد -رُغم فوائده-، يُمكن أن يصل إلى حد إلغاء شخصية الأطفال ويجعلهم تائهين بدون آبائهم، وبالأخص أمهاتهم، فالأمهات عادةً ما يكنّ أكثر تحفظًا على الأولاد خصوصًا في مجتمعاتنا الشرقية. في المرة القادمة التي يواجه طفلك فيها مشكلة ما، لا تتسرع وتحلها بالنيابة عنه، دعه يتولى المسؤولية بنفسه، فقط قيّم المشكلة وراقب من بعيد أولاً، لبضع دقائق فحسب، إذا كانت المشكلة تستدعي تدخلك فعلاً، فلا تترد، عدا ذلك دع طفلك يستخدم مهاراته الإبداعية التي شحذناها. اقرأ أيضًا:كيف يمكنك تطوير أنماط التعلم الخاصة بك وطفلك؟   إذا كان الأطفال بارعين في شيء واحد فقط، فهذا الشيء هو تقليد ومحاكاة أفعال وتصرفات الآخرين، وخاصة آباءهم الذين يعيشون معهم في المنزل نفسه ولمدة ساعات وساعات. يمكن للآباء أن يختبروا مهارات أطفالهم في حل المشكلات بطريقة مباشرة عن طريق محاكاة سيناريوهات مختلفة للمشكلات التي قد تواجههم، وباستخدام الطريقة نفسها، يستطيع الآباء تقديم الحلول في صورة تمثيلية بارعة تلمس قلوب الأطفال. كذلك يستطيع الآباء تعليم أبنائهم "كيف يحلّون المشكلات" بطريقة مباشرة وعملية عن طريق اتباع خطوات مُحددة تبدأ بتحديد المشكلة بالضبط، ثم طرح الحلول المناسبة والمنطقية لها، ثم المقارنة بين مميزات وعيوب كل حل على حدة، ومن ثم يتم الاستقرار على أحد الحلول المطروحة، وأخيرًا يُختَبر هذا الحل لنرى مدى فعاليته.   يجب على الكِبار، قبل الأطفال، أن يؤمنوا بحقيقة أن: "الفشل ليس نهاية العالم"، بل هو جزء لا يتجزأ من طبيعة التجارب المختلفة ولولاه لما استطعنا التغلب على الصعاب. بلّغ أطفالك هذه الحقيقة وضعهم في تحديات يفشلون فيها -أو بالأحرى يتعلمون منها- لكي يستطيعوا التغلب على التحديات الحقيقية عندما يخرجون لمواجهة العالم. من مميزات التصالح مع حقيقة الفشل أيضًا أنها تبني الثقة وتجعلك تحترم ذاتك، ومن ثم تتصرف بشكل أفضل إزاء مختلف التحديات. أخيرًا وليس آخرًا، يُشجّع التصالح مع الفشل من عقلية النمو، لدى الأطفال والكبار على حد سواء، ويجعلهم ينظرون للعقبات على أنها فرص للتعلم. هذه الحقائق يجب أن تُغرَس في أطفالنا منذ الصغر.   من شأن طلب المساعدة من الأطفال أن يُنمي مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات لديهم بطريقة فعّالة وابتكارية. هذا الأمر يخلق شعورًا بالمسؤولية والاستقلال، وهذا ما سيجني طفلك ثماره على المدى الطويل. علاوة على ذلك، حاول أن تستفيد من نصيحة طفلك بحق وتُخبره بكيف ساعدتك نصيحته على تخطي المشكلة التي كانت تواجهك، فهذا سيُعلي من شأنه ويعزز من ثقته. اقرأ أيضًا:7 سمات عليك تطويرها لتحسين قواك العقلية والتمتع بحياة أفضل   لولا تعدد المشاكل وحلولها الممكنة، لما كنا سنسمع عن مهارة حل المشكلات "Problem-solving skills" من الأساس، وعليه يجب أن تُقدّر مجهودات طفلك إزاء مشكلة ما، حتى لو لم تكن مثالية. المهم أنه اجتهد وبذل قصارى جهده. وتتعدد أشكال الثناءات بين المعنوية المتمثلة في عبارات مثل: "لقد أبليت بلاءً حسنًا تجاه المشكلة س"، "يا إلهي، كيف تمكنت من حل هذه المشكلة!"، "أراهن على أنك فخور بنفسك"، "كنت أعرف أنك ستستطيع حلها"، إلخ، والمادية المتمثلة في مكافأته بهديةٍ يحبها. لهذه العبارات التشجيعية أو الهدايا المادية مفعول السحر على أدمغة أطفالنا إذ تحثهم على التصرف بشكل حسن كلما تعرضوا لمواقف مشابهة.

مشاركة :