احتمالات إصابة المرأة بأمراض القلب ترتفع بعد انقطاع الطمث

  • 5/29/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثبتت دراسة علمية حديثة أن معدلات الإصابة بأمراض القلب ترتفع بصورة حادة لدى المرأة بعد انقطاع الطمث، وذلك بسبب تراجع نسبة هرمون الإيستروجين الذي يوفر الحماية للمرأة من الأمراض. ودعا الخبراء إلى ضرورة مراقبة صحة المرأة ونمط حياتها، مع دمج إستراتيجيات التدخل المبكر من أجل صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة، خاصة خلال منتصف العمر وأثناء انقطاع الطمث. سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - تعتبر أمراض القلب من أسباب الوفاة الرئيسية سواء بالنسبة إلى الرجال أو النساء، غير أنه في الكثير من الأحيان لا يتم الالتفات لأعراض الإصابة بهذه الأمراض لدى المرأة. وتقول الباحثة دينا كريشنان من مركز “بون سيكور” المتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية في مدينة سوفولك بولاية فيرجينيا الأميركية “نلاحظ أن أعراض الإصابة بأمراض القلب تستمر لدى النساء لفترة أطول، وعندما تصل المريضة إلى مرحلة الاحتياج للرعاية الصحية، تكون حالتها المرضية قد تفاقمت بالفعل”. غير أن دراسة علمية حديثة أثبتت أن معدلات الإصابة بأمراض القلب ترتفع بصورة حادة لدى المرأة بعد انقطاع الطمث، حيث أظهرت الدلائل العلمية أن تراجع نسبة هرمون الإيستروجين لدى النساء يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بمعدلات تفوق الرجال، وأن تصلب الشرايين يزداد لدى النساء بعد انقطاع الطمث بواقع الضعف مقارنة بالرجال من نفس الفئة الديموغرافية والظروف الصحية. وتوصلت الكلية الأميركية لأمراض القلب لهذه النتائج بعد دراسة شملت 579 امرأة في مرحلة انقطاع الطمث. وأكدت الأبحاث العلمية منذ فترة طويلة أن هرمون الإيستروجين يوفر الحماية للمرأة من أمراض القلب، ولكن العلماء مازالوا يدرسون التفاعل بين انقطاع الطمث ومؤثرات أخرى مثل العوامل الجينية وأنماط الحياة، ويرجع السبب في ذلك جزئيا إلى التباينات والاختلافات بين النساء عند الوصول لما يعرف بـ”سن اليأس”. ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” عن الباحثة كريشنان قولها “تظن الكثير من النساء أن الحل المثالي هو الحصول على جرعات من هرمون الإيستروجين، ولكن المسألة ليست بهذه البساطة لأن تناول هذا الهرمون يزيد من مخاطر الالتهابات وجلطات الدم، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالسرطان”. دينا كريشنان: نلاحظ أن أعراض الإصابة بأمراض القلب تستمر لدى النساء لفترة أطول دينا كريشنان: نلاحظ أن أعراض الإصابة بأمراض القلب تستمر لدى النساء لفترة أطول وكشفت دراسة بحثية أن السنوات التي تسبق سن اليأس هي فترة تزداد فيها مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء، مؤكدة أن مراقبة صحة المرأة ونمط حياتها مهمة، مع دمج إستراتيجيات التدخل المبكر من أجل صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة، خاصة خلال منتصف العمر وأثناء انقطاع الطمث للمساعدة في الوقاية من أمراض القلب، وفقًا لبيان علمي صادر عن جمعية القلب الأميركية، ونُشرت الدراسة بعنوان “انتقال سن اليأس ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: الآثار المترتبة على توقيت الوقاية المبكرة” في مجلتها الرئيسية “الدورة الدموية”. وقالت سمر الخضري، دكتوراه في الصحة العامة وأستاذة علم الأوبئة بكلية الدراسات العليا للصحة العامة بجامعة بيترسبرج ومعهد العلوم السريرية والتحويلية “على مدار العشرين عامًا الماضية، تطورت معرفتنا بكيفية مساهمة انتقال سن اليأس في أمراض القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، لقد جمعنا البيانات التي تشير باستمرار إلى أن التحول في سن اليأس هو وقت تغيير في صحة القلب والأوعية الدموية، والأهم من ذلك أن أحدث إرشادات جمعية القلب الأميركية الخاصة بالنساء لم تتضمن البيانات المتوفرة الآن”، وأضافت أن “سن اليأس هو وقت يزداد فيه الخطر على صحة قلب المرأة، وبالتالي هناك حاجة ملحة لمناقشة الآثار المترتبة على هذا الكم المتراكم من الأدبيات حول هذا الموضوع”. وبالنسبة إلى العديد من النساء، يبدأ انتقال سن اليأس من خلال التغيير من مرحلة الإنجابية إلى المرحلة غير الإنجابية من الحياة التي تتميز بتغيرات في الدورة الشهرية عندما يكن في أواخر الأربعينات إلى منتصف الخمسينات من العمر قبل هذا التحول، وتنتج النساء هرمون الإستروجين، وهو هرمون الجنس الأنثوي، والذي قد تكون له أيضًا تأثيرات واقية من القلب عندما تمر النساء بمرحلة انتقالية طبيعية لانقطاع الطمث، ويتوقف مبيضهن عن إنتاج نفس القدر من الإستروجين، ويمكن أن يحدث هذا أيضًا من خلال انقطاع الطمث الجراحي (استئصال الرحم الجزئي أو الكامل، والذي يتضمن إزالة أحد المبيضين أو كليهما) تحدث تغييرات كبيرة في صحة القلب والأوعية الدموية لدى المرأة، ما يؤدي إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب، أثناء فترة انقطاع الطمث. ونظرًا إلى أن الزيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب أثناء انقطاع الطمث مرتبطة بانخفاض إنتاج هرمون الإستروجين، فقد درس أخصائيو الرعاية الصحية والعلماء ما إذا كان العلاج الهرموني قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهناك بحث يشير إلى الفوائد المحتملة للقلب والأوعية الدموية لمجموعات معينة من العلاج الهرموني عندما يبدأ في سن اليأس المبكر لكن ليس في وقت متأخر، وهناك حاجة إلى المزيد من البحث لتقييم دور العلاجات الهرمونية الأخرى، ومدة تأثير هذه التدخلات على صحة القلب والأيض. بالإضافة إلى ذلك تشير بعض الدراسات إلى أن فوائد العلاج الهرموني، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والحماية من فقدان العظام، يبدو أنها تفوق المخاطر بالنسبة إلى معظم النساء في سن اليأس المبكر، وتؤيد التوصيات الصادرة عن الجمعيات الطبية المهنية الرائدة استخدام العلاج الهرموني للنساء اللاتي بدأن مؤخرًا في مرحلة انقطاع الطمث، مع وجود مؤشرات مناسبة. ◙ تراجع نسبة هرمون الإيستروجين لدى النساء يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بمعدلات تفوق الرجال وقالت الخضري “يهدف هذا البيان العلمي إلى رفع مستوى الوعي لدى كل من العاملين في مجال الرعاية الصحية والنساء حول التغيرات الكبيرة في صحة القلب والأوعية الدموية المصاحبة لمنتصف العمر وانقطاع الطمث والإشارة إلى أهمية تبني إستراتيجيات الوقاية في وقت مبكر خلال هذه المرحلة”. وتشير مرحلة "ما قبل سن اليأس" إلى الوقت الذي يقوم الجسم خلاله بالانتقال الطبيعي إلى انقطاع الطمث كما تشير إلى نهاية سنوات الإنجاب. ويسمى سن اليأس أيضًا المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث. وتبدأ النساء اليأس عند أعمار مختلفة. وقد تلاحظ المرأة علامات التطور تجاه انقطاع الطمث، مثل اضطرابات الدورة الشهرية أحيانا عند بداية الأربعينات. ولكن قد تلاحظ بعض النساء تغيرات في أوائل منتصف الثلاثينات. ويرتفع مستوي الإستروجين وينخفض بشكل متفاوت خلال اليأس. وقد تطول دورة الطمث أو تقصر وقد تبدأ المرأة في مرحلة معاناة دورة الطمث حيث لا يستطيع المبيضان إطلاق البويضة (انقطاع الإباضة). وقد تعاني من أعراض تشبه انقطاع الطمث مثل الهبّات الساخنة ومشكلات في النوم وجفاف المهبل. ويتوفر العلاج للمساعدة في تخفيف هذه الأعراض. وبمجرد مرور 12 شهر متتالية دون فترة الحيض، تكون المرأة قد وصلت رسميا إلى فترة سن اليأس. ويتعرض جسدها لتغيرات بسيطة، أو تغيرات كبيرة، خلال الفترة التي تسبق انقطاع الطمث. فعلى سبيل المثال قد يحدث عدم انتظام الدورات الشهرية، نظرًا إلى زيادة صعوبة توقع ميعاد التبويض، وقد تطول المدة بين الدورات الشهوية أو تقصر، وربما يكون تدفق الدم خفيفًا أو غزيرًا، ومن الممكن أن تفوت بعض الأشهر دون حدوث الدورة الشهرية. وإذا زادت مدة الدورة الشهرية لسبعة أيام أو أكثر كل شهر، فقد يكون ذلك إشارة إلى أنها في مرحلة مبكرة من فترة ما قبل انقطاع الطمث. أما إذا كانت المدة بين الدورات الشهرية تصل إلى 60 يومًا أو أكثر، فعلى الأرجح أنها في مرحلة متأخرة من فترة ما قبل انقطاع الطمث.

مشاركة :