الرباط - ترفع الدورة التاسعة عشرة لمهرجان موازين - إيقاعات العالم التي تنطلق من الحادي والعشرين إلى غاية التاسع والعشرين من يونيو/حزيران المقبل، شعار التنوع والاحتفال عبر الموسيقى. ويعود المهرجان هذا العام بقوة، وذلك بعد ثلاث سنوات من التوقف بسبب جائحة كورونا، وفق ما أعلنته جمعية مغرب الثقافات في فبراير/شباط 2023، قائلة في بلاغ "يسرنا أن تعلن لجمهور موازين أن المهرجان سيستأنف فعالياته اعتبارا من سنة 2024 لتلبية تطلعات عشاق المهرجان الذين يتوقون إلى عودة هذا الحدث الفريد الذي لا محيد عنه، على مفترق طرق جميع الثقافات". ويعد مهرجان موازين – إيقاعات العالم، الذي تأسس سنة 2001، موعدا هاما بالنسبة إلى هواة وعشاق الموسيقى بالمغرب، ويعتبر أحد أكبر المواعيد الثقافية في العالم. وقال رئيس جمعية مغرب الثقافات عبدالسلام أحيزون في كلمة نشرت على الموقع الرسمي للمهرجان، إن هذا الحدث الذي يستعد للاحتفال بدورته التاسعة عشرة، قطع شوطا طويلا منذ تأسيسه، مشيرا إلى أنه من أبرز نجاحات هذه التظاهرة الفنية "التزام المهرجان بجعل الثقافة في متناول الجميع، ومساهمته في تطوير صناعة الترفيه الوطنية". وأكد أن مهرجان موازين - إيقاعات العالم لا يمكن فقط من عرض المشهد الوطني على الواجهة العالمية، وإنما يعكس أيضا ثراء ثقافات العالم، مشددا على أن "نقل قيم التنوع والتقاسم والتسامح يمثل إنجازا كبيرا لهذا المهرجان". ولفت إلى أنه في كل عام يستمتع أكثر من 2.5 مليون زائر للمهرجان، 90 منهم بشكل مجاني، بتسعة أيام من البرامج الفنية من الدرجة الأولى، تبث في جميع أنحاء العالم ويشاهدها عشرات الملايين من المشاهدين. ويقترح موازين برمجة غنية تجمع بين أكبر نجوم الموسيقى العالمية والعربية، ويجعل من مدينتي الرباط وسلا مسرحا لملتقيات متميزة بين الجمهور وتشكيلة من الفنانين المرموقين. ووفقا لأحيزون، فإن تدويل المهرجان يعد بجوره إنجازا آخر بارزا، ذلك أنه دعا طيلة دوراته الثمانية عشر السابقة كبار الفنانين من كل القارات، بمن فيهم برونو مارس، هاردويل، ذا ويكند، إنريكي إغليسياس، فرانش مونتانا، تشارلز أزنافور، ماريا كاري، كوينسي جونز، جاميروكاي، لايونيل ريتشي، نانسي عجرم، ستينغ، وائل جسار، ماجدة الرومي، أليشيا كيز، مارتن سولفيغ، كاظم الساهر، ستيفي وندر، ويتني هيوستن، وغيرهم. ويخصص موازين أيضا أزيد من نصف برمجته لمواهب الساحة الفنية المغربية، كما يتيح المهرجان الحامل لقيم السلم والانفتاح والتسامح والاحترام، الدخول المجاني لـ90 في المئة من حفلاته. ويظل مهرجان موازين الذي يتمتع بالاستقلالية الكاملة منفتحا على جميع المساهمات التي تحترم قيم مغرب الثقافات. وأبرز أحيزون أن العروض التي لا تنسى لهؤلاء الفنانين كانت مصدرا للمشاعر الجياشة، كما أنهم شكلوا، كل من خلال ثراء تجربته الفنية وأصله وتراثه، وبطريقته الخاصة، سفراء لهذا الحدث، بحيث ساهموا في تعزيز إشعاعه خارج الوطن وجعلوا منه حدثا معروفا على نطاق واسع. ونجح المهرجان في ترسيخ القوة الثقافية والفنية التي تميز المملكة، حيث تشكل كل من دورة من دوراته، وبحضور ما يقرب من ستمئة صحفي وطني ودولي، نافذة على الحيوية والإبداع الاستثنائي للمشهد المغربي الذي يشكل مهرجان موازين إيقاعات العالم منصة أساسية له، وفقا لأحيزون. وأضاف أن هذا الحماس الإعلامي يقابله حضور متنام على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤشر على أن المهرجان يجمع الشباب حول قيمة تجمعنا تتمثل في أن "نتطور معا ونتجاهل الانقسامات والاختلافات". وباستقطابه لحوالي 3 ملايين من الجمهور خلال دورته الأخيرة في عام 2018، يكون المهرجان قد حطم كل الأرقام القياسية، مكرسا بالتالي مكانته كحدث موسيقي عالمي يقدم تعبيرا قويا عن قيم الانفتاح والتسامح التي تعتز بها المملكة. وتوجه عبدالسلام أحيزون، وفقا لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالشكر إلى جميع من ساهموا في هذه النجاحات، بما في ذلك المنظمون ومرتادو المهرجان والسلطات والإدارات والمصالح والشركاء والرعاة والمقاولات والمتطوعون الذين ساهموا جميعا في جعل هذه التظاهرة تصل إلى ما بلغته اليوم، وما ستظل عليه في المستقبل حدثا شعبيا بحق ورفيعا فعلا، ليس فقط بفضل جودة برنامجه ولكن أيضا بفضل الظروف الممتازة التي يوفرها للجمهور والفنانين. و"مغرب الثقافات" جمعية غير ربحية أنشئت سنة 2001، وتسعى بالدرجة الأولى إلى تمكين جمهور جهة الرباط- سلا- القنيطرة من تنشيط ثقافي وفني من مستوى مهني عالي يليق بعاصمة المغرب. وتعمل الجمعية تماشيا مع القيم الأساسية للسياسة التنموية التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس، على تجسيد هذه المهمة النبيلة من خلال مهرجان موازين- إيقاعات العالم، وكذلك عبر مختلف التظاهرات والملتقيات متعددة التخصصات ومعارض الفنون التشكيلية، والحفلات.
مشاركة :