أنجز الباحث السعودي أحمد بن محمد النغيثر كتاباً أثرياً بعنوان: "نقوش ثمودية من عالية نجد - دراسة تحليلية مقارنة". ويقع هذا العمل في 250 صفحة مقسمة على بابين وعدّة فصول تحتوي على نبذة عن شبه الجزيرة العربية، ومصادر تاريخها قبل الإسلام، ونجد التسمية والموقع والتاريخ، وكتابات الرحالة والمؤرخين عن النقوش الثمودية، وقوم ثمود واللغة الثمودية، والنقوش الثمودية دراسة مقارنة تحليلية، مع ملاحق للصور والمفردات الواردة في الكتاب وقائمة بالمختصرات والمراجع العربية والأجنبية. وبيّن الباحث أن منطقة نجد من أقدم الأماكن التي استوطنها الإنسان منذ فجر التاريخ، وتتميز بتنوع تاريخي وأثري وثقافي، بالإضافة إلى أن أهم المحطات الواقعة على طرق التجارة القديمة؛ التي شكلت رابطاً جغرافياً وحضارياً بين جهات الجزيرة العربية المختلفة ومنها إلى بلاد الهلال الخصيب، ذاكراً أنه عثر في منطقة "عالية نجد" على كثير من الكتابات الأثرية القديمة، والرسوم التي تركها المقيمون على امتداد الطرق المهمة التي عبرتها القوافل التجارية القديمة. وأوضح أن "النقوش الثمودية" التي تناولها في كتابه، على الرغم من أهميتها البالغة لم تكن موضع اهتمام من قبل الدارسين؛ مما حدا به أن يقوم بدراسة شاملة مستقصية تصنف تلك النقوش وتحللها وتقدمها للقارئ بطريقة علمية موثقة، وربط هذه النقوش بحضارة قوم "ثمود" مع أنه أورد نصاً مهماً للمستشرق (هوبر كريمة) الذي يشكك في صحة نسبة النقوش الثمودية إلى "قوم ثمود"، ويرى أنها لأناس غيرهم، إذ لا يوجد دليل علمي يثبت ذلك. واختار الباحث لدراسته 18 موقعاً تحتوي على (117) نقشاً موزعة على أربع محافظات بمنطقتي الرياض والقصيم وهي: "الدوادمي" و"القويعية" و"عفيف" و"الرس". واتّبع في دراسته منهجاً يجمع بين الوصف والتحليل والنقد، مع مقارنة النقوش التي درسها بالنقوش المكتشفة من قبل باحثين آخرين، وكذلك مقارنة أسماء الأشخاص والقبائل والأماكن والمعبودات بأسماء القبائل القديمة التي تنزل المناطق المستهدفة بالدراسة، مبيناً أن هدفه من ذلك اكتشاف الحلقات المفقودة من تاريخ شبه الجزيرة العربية. وكان نصيب "محافظة الدوادمي" من الدراسة هي مجموعة النقوش الثمودية التي عثر عليها الباحث في جبل أبو دخن والتنية وتيماء وثهلان وجبلة وأبو سنون وشطب وعروان وكبشات ومصيقرة ومنية، وفي "محافظة القويعية" في جبال الزيدي والضينية والعرض والعلم، وفي "محافظة عفيف" في جبلي: النير ورغبا، أما في "محافظة الرس" الواقعة في منطقة القصيم فيتركز حيّز البحث في النقوش التي عثر عليها في جبل سواج. يذكر أن منطقة "عالية نجد"، استهدفت بعدد من الكتب والدراسات الأكاديمية والأبحاث التي تعنى بنقوشها ورسومها الصخرية القديمة، ومنها كتاب: "الرسوم الصخرية في سلسلة جبال ثهلان بمحافظة الدوادمي" للدكتور نايف بن علي القنّور، وكتاب: "نقوش إسلامية من عالية نجد"، للباحث سعد بن محمد التويجري، ورسالة دكتوراه بعنوان: "الفن الصخري في محافظة القويعية بمنطقة الرياض"، للدكتور فيصل بن حمد الجبرين، ورسالة ماجستير بعنوان: "الفن الصخري في محافظة الرين بمنطقة الرياض" للباحثة عائشة بنت أحمد الهويمل.
مشاركة :