مقالة خاصة: القطاع الصناعي في الصين يكتسب زخما وسط ارتفاع الأرباح في أبريل الماضي

  • 5/28/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سجل القطاع الصناعي الصيني زخم نمو قويا في الشهر الماضي، مع ارتفاع كبير في الأرباح مما يشير إلى انتعاش مستدام. وأظهرت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطنية للإحصاء يوم الاثنين الماضي أن أرباح الشركات الصناعية الكبرى في الصين ازدادت بنسبة 4 في المائة على أساس سنوي في أبريل 2024، على عكس الانخفاض البالغ 3.5 في المائة المسجل في الشهر الأسبق. وشهدت إيرادات هذه الشركات توسعا بنسبة 3.3 في المائة في الشهر الماضي، مقارنة مع الانخفاض المسجل بنسبة 1.2 في المائة في مارس الماضي. وعزا المحللون هذه الأرقام المشجعة إلى التأثير المجمع لسياسات الحكومة الداعمة والطلب المحلي المتزايد، وقالوا إن ذلك يعكس اقتصادا مستقرا وأوسع نطاقا. وقال يوي وي نينغ، إحصائي في الهيئة الوطنية للإحصاء، إن الشركات المذكورة سجلت أداء أفضل في الشهر الماضي بفضل استمرار تحسن الطلب في السوق وزيادة وتيرة الإنتاج الصناعي. و أظهرت الأرقام أن الشركات الصناعية الكبرى، التي لا تقل إيرادات الأعمال لكل منها عن 20 مليون يوان (حوالي 2.81 مليون دولار أمريكي) سنويا، حققت أرباحا إجمالية قدرها 2.09 تريليون يوان خلال الفترة ما بين يناير وأبريل الماضيين، بزيادة 4.3 في المائة على أساس سنوي، وهو ما يساوي نفس الزيادة المسجلة في الربع الأول من العام الجاري. وأشار يوي إلى أن 75.6 في المائة من الـ41 قطاعا صناعيا رئيسيا في البلاد قد شهدت زيادة في أرباحها خلال فترة يناير-أبريل من هذا العام، ارتفاعا من النسبة المسجلة في الأشهر الثلاثة الأولى البالغة 68.3 في المائة. وشهد المصنعون الصينيون نموا قدره 8 في المائة في أرباحهم قياسا إلى العام السابق، وسجلت الشركات في صناعة الطاقة ارتفاعا بنسبة 44.1 بالمائة في الأرباح بفضل انخفاض تكاليف الفحم وزيادة توليد الطاقة. ومع ذلك، تكبدت صناعات التعدين والغاز خسائر خلال هذه الفترة. وسلط الإحصائيون الضوء على صناعة تصنيع المعدات، التي سجلت زيادة في الأرباح بنسبة 16.3 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى، والتي استمرت في دفع نمو القطاع الصناعي بأكمله. في هذا السياق، قال يوي إن الصناعة حققت خطوات كبيرة في التقدم نحو الإنتاج الراقي والذكي والصديق للبيئة، وتعزيز القوى الإنتاجية الحديثة النوعية. وأظهرت البيانات التفصيلية أن صناعة الإلكترونيات شهدت ارتفاعا كبيرا في الأرباح، حيث سجلت زيادة ملحوظة بنسبة 75.8 في المائة، مدفوعة بالطلب القوي على الهواتف الذكية والدوائر المتكاملة وشاشات الكريستال السائل. أما صناعة معدات النقل فارتفعت أرباحها بنسبة 40.7 في المائة، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى طلبات بناء السفن المتزايدة. وفي الوقت نفسه، سجلت صناعة السيارات زيادة في الأرباح بنسبة 29 بالمائة. وأضاف يوي أن ثقة المستهلكين المتزايدة أدت إلى إظهار إنتاج السلع الاستهلاكية اتجاها تصاعديا ملحوظا أيضا، حيث ارتفعت أرباح القطاع بنسبة 12 في المائة. وحققت جميع قطاعات السلع الاستهلاكية الـ13 الرئيسية نموا في الأرباح من صناعة الأثاث وحتى الأغذية. وبرزت صناعة الألياف الكيماوية في هذا القطاع، حيث سجلت زيادة كبيرة في الأرباح قدرها 181 في المائة. هذا وأطلقت الصين مجموعة من الإجراءات لتعزيز الانتعاش الاقتصادي هذا العام، وكثفت الجهود المبذولة لتعزيز القطاع الصناعي وإطلاق العنان لإمكانات الطلب المحلي. وأعلنت الحكومة المركزية في مارس الماضي عن خطة لتعزيز ترقية المعدات على نطاق واسع واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة، وهي خطوة تشكل جزءا من جهودها لتعزيز الطلب المحلي ودعم النمو الاقتصادي المستمر، والذي من المرجح أن يخلق سوقا تزيد قيمتها عن 5 تريليونات يوان سنويا خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال يوي إنه على الرغم من هذا الانتعاش الصناعي المطرد، لا تزال الصين تواجه تحديات مثل نقص الطلب المحلي والبيئة الخارجية المعقدة، مشيرا إلى أنه يجب بذل المزيد من الجهود لتعزيز هذا الاتجاه الإيجابي. وأوضح يوي أنه يجب بذل جهود أكبر لتسريع تطوير القوى الإنتاجية الحديثة النوعية، وتعزيز الترقيات الصناعية، ومساعدة الشركات على التغلب على الصعوبات، وبالتالي دفع التنمية عالية الجودة للقطاع الصناعي.

مشاركة :