دمشق ـ في قلب مدينة بلودان بريف دمشق تتربع مغارة موسى لتحكي قصة تمازج الجهد البشري مع ما أبدعته الطبيعة، مشكلة مرفقا سياحيا مهما يجذب الزائرين والسياح العرب والأجانب، ومقصدا أضاف إلى جمال مصيف بلودان نكهة فنية معمارية مميزة. ومغارة موسى عبارة عن تجويف كبير في سفوح جبال بلودان حفر بسواعد أهالي المنطقة الذين كانوا يحدثون هذه التجاويف، بهدف الحصول على مادة “رمل المازار” الذي كان يستخدم للبناء. وتؤكد العبارة المكتوبة على مدخل المغارة..”عندما تدخل يد الإنسان مع الطبيعة في صنع المعجزات” تضافر الجهد البشري مع الطبيعة لتحويل المغارة إلى معلم سياحي بتصميم داخلي متنوع يضم قوارب للتنزه وسوقا للمهن اليدوية وتحفا تذكارية ومطاعم ومرافق خدمية وغيرها. وخلال وجودها على القارب في رحلة مائية ضمن المغارة التقت مراسلة سانا مسؤول ومدير مطعم حسن عابدين الذي أكد أنها حفرت بسواعد أبناء بلودان على مدى أكثر من 100 عام، بغرض استخراج رمل المازار للبناء، وسميت بمغارة موسى نسبة لمالكها موسى المرعي الذي بذل جهدا كبيرا على مدى عشرات السنين في تحويلها إلى معلم سياحي، حيث بدأ بأعمال الحفر فيها منذ عام 1990 ليتم افتتاحها رسميا عام 2006. ◙ مغارة تستقطب عشاق الرحلات ◙ مغارة تستقطب عشاق الرحلات ولفت إلى أن المغارة تضم مطاعم صيفية وشتوية وتراسا خارجيا معزولا ومخدما بقوارب وكافتريا وسوقا شعبية للمهن اليدوية يحوي صناعات شرقية وتراثية وهدايا وتحفا ومنحوتات إلى جانب بحيرات صغيرة لا يزيد عمقها عن ثلاثة أمتار، منها بحيرة التمني والبركة التي يقصدها الزوار من كل مكان، مبينا أن المغارة تقع على عمق 300 متر ومساحتها 7000 متر مربع ويعمل فيها نحو40 عاملا. وأشار عابدين إلى وجود تجاويف وشعاب ضيقة وردهات وهياكل وغرف داخل المغارة تتم زيارتها بقوارب صغيرة، مؤكدا أن المغارة تستقبل إضافة إلى الزوار والسياح الرحلات المدرسية والاستكشافية للطلاب، كما تقام فيها مجموعة من الأنشطة الثقافية المتنوعة. وقال إسماعيل الضاهر ثائر، صاحب مؤسسة للسياحة والسفر والحج والعمرة “عندما نضع برامج رحلاتنا يختار السائح مغارة موسى لرؤية جمالها وما أدخله العامل البشري عليها من روعة”، مضيفا إن كل من يزورها يطلب معاودة زيارتها مرة أخرى، وأن أغلب المجموعات السياحية التي تطلب زيارتها تأتي من العراق وإيران وبيروت، إضافة إلى السوريين من مختلف المحافظات. وبينت ندى المصري، منسقة رحلات سياحية، أن مغارة بلودان تشكل محطة من أهم محطات الرحلات التي تنظمها، وأن أغلب الزوار يفضلون زيارتها لركوب القارب واكتشاف المكان من الداخل والتقاط الصور التذكارية والاطلاع على معرض الأشغال اليدوية وركوب القطار والخيل، موضحة أن أغلب المجموعات السياحية التي ترافقها تكون من العراق والأردن ولبنان وأوروبا. بدوره قال صايغين قمبر من كركوك صاحب مكتب سياحي: “نحضر مجموعات سياحية إلى سوريا، وتكون المغارة ضمن أولويات زياراتهم للاستمتاع بجمال الطبيعة واقتناء الهدايا التذكارية”، مضيفاً: “مع كل رحلة سياحية نحمل في ذاكرتنا صورة مشرقة عن السوريين ولهفتهم وترحيبهم وحسن ضيافتهم”. وقال مزيان محمد علي من أهالي بلودان ويعمل في المغارة: “أعمل بالمغارة منذ 4 سنوات ويأتينا الزوار من العراق والأردن والبحرين، حيث نبيع ضمن محلنا الصدفيات وصناديق الموزاييك التراثية والتحف والمرجان”. أما نضال انطكلي معلم حرفة الحفر على الخشب وموجود ضمن المغارة منذ عام2007 قال: “أصمم الهدايا التذكارية المصنوعة من الخشب وأبيعها لزوار المغارة الذين يحبون اقتناء مثل هذه التحف كتذكار من المكان”. ◙ الجهد البشري تضافر مع الطبيعة لتحويل المغارة إلى معلم سياحي بتصميم داخلي متنوع يضم قوارب للتنزه وسوقا للمهن اليدوية باسل حسن من أهالي بلودان ولديه بسطة للأشغال اليدوية بالمغارة منذ عام2019 قال: “أبيع مشغولات يدوية للزوار القادمين من المحافظات والعراق والبحرين والأردن ولبنان والذين يرغبون بحمل الهدايا التذكارية مثل التحف المصنوعة من الجبس والخشب معهم ويحتفظون بها لأنها من مغارة موسى”. ويشار إلى أن مدينة بلودان تطل على سهل الزبداني ببساتينه وأشجاره المثمرة، وتعتبر مصيفا سياحياً يرتاده الزوار والسياح من الداخل والخارج. وفي عام 2020 فتحت مغارة موسى أبوابها من جديدة أمام القاصدين في قلب مدينة بلودان بريف العاصمة دمشق، عقب إغلاقها إثر سيطرة تنظيم “جبهة النصرة” على المنطقة المتاخمة للحدود السورية اللبنانية. ويقدر الباحثون عمر المغارة بنحو 200 عام، واستغرق حفرها 100 عام بالطرق البدائية والبسيطة عبر الفأس والفانوس، ونقل الرمل إلى خارجها على الحيوانات الدابة، فيما يصل عمقها إلى نحو 300 متر ومساحتها 7 آلاف متر مربع. وسميت بمغارة موسى، حيث مالكها موسى المرعي، الذي بذل جهدا كبيرا على مدى عشرات السنين في تحويل المغارة إلى معلم سياحي، حيث بقي قرابة الـ20 عاما يعمل بيده داخلها. وفي القسم المنخفض داخل المغارة توجد بحيرة كبيرة وضع فيها قارب صغير لنقل الراغبين. وتعد منطقة بلودان (55 كيلومترا غرب مدينة دمشق) واحدة من أهم المقاصد السياحية في البلاد، وتعتبر مصيفا رائعا بسبب ارتفاعها نحو 1500 متر عن سطح البحر. ويحوي تصميم المغارة الداخلي المتنوع، سوقا للمهن اليدوية، وبحيرات صغيرة لا يزيد عمقها عن ثلاثة أمتار، وآثار ومنحوتات ومعالم أثرية تحكي عراقة المنطقة، كما تمتد على مساحة 7 آلاف متر بعمق نحو 300 متر يقضي فيها السائح يوما من التنعم بهذا العالم المسحور، والانبهار بالجمال، والمتعة في مشاهدة عجائب الطبيعة.
مشاركة :