على وقع الاجتياح الإسرائيلي لرفح، لا يجد مئات الآلاف من الفلسطينيين مناطق آمنة يلجأون إليها، في الوقت الذي يقترب مخزون الغذاء من النفاد خلال ساعات، وهكذا بات سكان قطاع غزة المنكوب والمحاصر بين خيارين أحلاهما مر، فإما الموت جوعا أو قصفا، إذ تواصل آلة الدمار الإسرائيلية قصف مختلف المناطق خصوصا مدينة رفح جنوباً. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مستوى الدمار في غزة بـ«غير المسبوق وغير المقبول على الإطلاق». وقال في مقابلة مع قناة «إن إتش كيه» التلفزيونية، إن المشكلة تكمن في أن العملية العسكرية يتم تنفيذها بطريقة تجعل عدد الضحايا المدنيين والأضرار في البنية التحتية المدنية غير مسبوق على الإطلاق. ونقلت وكالة «تاس» عن غوتيريش تأكيده على ضرورة أن «يكون القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة القانون أولوية، ويجب احترام قرارات المحكمة الدولية، هذا ليس رأيا، بل قرار يتمتع بقوة قانونية ويجب على إسرائيل أن تمتثل لهذا القرار». فيما حذرت منظمة (العمل ضد الجوع)، اليوم (الأربعاء)، من أن الأزمة الإنسانية في القطاع تتصاعد بمعدل سريع، مؤكدة أن من ينجو من القصف المستمر يواجه الموت جوعا. ونشرت المنظمة العالمية المعنية بالشأن الإنساني تقريرا على صفحتها الإلكترونية بعنوان «بعد 33 أسبوعا من الصراع، الغذاء في غزة ينفد»، قالت فيه إنه بحلول اللحظة التي يُعلن فيها عن حدوث مجاعة سيكون الأوان قد فات بالفعل ولن يكون هناك الكثير الذي يمكن فعله. وأفادت بأن عشر مخابز فقط تعمل في غزة، مؤكدة أنها معرضة للخطر ونفاد وقود الطهي قريبا. وذكرت أنه على الرغم من بناء الولايات المتحدة رصيفا بحريا جديدا، فإن دخول البضائع ووصول المساعدات لا يزال محدودا. وأكدت أن وقف إطلاق النار الدائم والفوري ليس الهدف النهائي، بل الخطوة الأولى التي ستجعل حماية المدنيين وعمال الإغاثة ممكناً. وتصاعدت التحذيرات الأممية منذ عدة أشهر من شح المساعدات الغذائية في غزة، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الذي كان يعتبر المعبر الوحيد المتبقي لإدخال المساعدات، إلى جانب الميناء المؤقت الذي أنشأته القوات الأمريكية، والذي توقف قبل يومين جراء الأمواج العاتية التي جرفت جزءا منه.
مشاركة :