دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بهدف الكشف عن سرطان القولون والمستقيم ، يقوم غالبية الأشخاص بإجراء فحص تنظير القولون، والذي يتطلب الخضوع للتخدير، أو إجراء فحص البراز في المنزل.
ولكن، قد يصبح فحص دم بسيط بديلا متاحًا على نطاق أوسع قريبًا.
وتقدّمت شركة التكنولوجيا الحيوية "Guardant Health"، ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بطلب للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على Shield، وهو فحص الدم الخاص بها للكشف عن العلامات المبكرة لسرطان القولون والمستقيم .
واجتمعت لجنة الوراثة الجزيئية والسريرية التابعة للجنة الاستشارية للأجهزة الطبية الخاضعة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمناقشة فوائد ومخاطر الفحص والتصويت على ما إذا كان آمنًا وفعالًا.
وصوتت اللجنة بأغلبية 8 إلى 1 على أن فحص الدم Shield آمن للاستخدام لدى الأشخاص الذين يستوفون المعايير، و6 إلى 3 على أن الفحص فعّال للاستخدام لدى أولئك الذين يستوفون المعايير، و7 إلى 2 على أن فوائد الفحص تفوق مخاطره.
وإذا حصل فحص Shield على موافقة إدارة الغذاء والدواء، فسيكون أول اختبار معتمد لفحص الدم لسرطان القولون والمستقيم يلبّي متطلبات سداد تكاليف الرعاية الطبية، وفقا لكريج إيجل، وهو كبير المسؤولين الطبيين لدى شركة Guardant Health.
وتشمل الخيارات المتاحة حاليا لفحص سرطان القولون والمستقيم للأشخاص المعرضين لخطر متوسط، إجراء اختبار يعتمد على البراز إما سنويًا أو كل ثلاث سنوات؛ وتنظير القولون التقليدي كل 10 سنوات؛ وتنظير القولون الافتراضي كل خمس سنوات؛ أو إجراء التنظير السيني، الذي يتضمن استخدام أداة تشبه الأنبوب تُسمى المنظار الداخلي لفحص الجزء السفلي من القولون، كل خمس سنوات. قد يهمك أيضاً سرطان القولون..كيف تقلل من خطر إصابتك بالمرض بخطوات صحية؟
مع ذلك، لن يحل فحص الدم محل طرق الفحص الأخرى المستخدمة بشكل شائع. بدلًا من ذلك، يمكن أن يكون خيارًا آخر غير جراحي، ما قد يساعد في زيادة عدد الأشخاص الذين أكملوا الفحوصات الموصى بها.
ولن يتمكن اختبار الدم من تحديد الآفات أو الأورام الحميدة في القولون أو المستقيم، كما يفعل تنظير القولون.
من خلال الفحوصات البصرية، مثل تنظير القولون أو تنظير السيني، يمكن تحديد الآفة أو الورم الذي لديه القدرة على التطور إلى سرطان وإزالته، وبالتالي الوقاية من المرض. قد يهمك أيضاً ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون بين البالغين الأصغر سنًا
سيكون فحص Shield مخصصًا لفحص سرطان القولون والمستقيم لدى الأشخاص الذين يبلغون من العمر 45 عامًا أو أكبر والذين يتعرضون لخطر متوسط للإصابة بالمرض، وفقًا لمواد اجتماع إدارة الغذاء والدواء.
توصي فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بأن يبدأ فحص سرطان القولون والمستقيم عند سن الـ45 عامًا للأشخاص المعرضين لخطر متوسط.
ولن يوصى بإجراء الفحص للأشخاص المعرضين لمخاطر عالية، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ شخصي أو عائلي للمرض، وسيتم إحالة الأشخاص الذين يتلقون نتيجة فحص "غير طبيعية" باستخدام Shield لإجراء تنظير القولون.
منذ إطلاق النسخة المطورة مختبريًا من فحص Shield في مايو/ آيار عام 2022، تم استخدامه من قبل أكثر من 20 ألف شخص، وأكمله أكثر من 90% ممن خضعوا للفحص، وفقًا لشركة "Guardant Health".
يعمل فحص Shield عن طريق الكشف عن الحمض النووي للورم في عينات الدم.
وقد وُجد أن الفحص يتمتع بحساسية تبلغ حوالي 83% ونوعية بنسبة 90% في دراسة نشرت في مارس/ آذار الماضي في مجلة نيو إنجلاند الطبية. وتشير الحساسية إلى قدرة الفحص على تحديد الأشخاص المصابين بالمرض بدقة.
أما النوعية، فتشير إلى قدرة الفحص على تصنيف الأشخاص غير المصابين بدقة.
كانت تلك الدراسة، التي شملت مشاركة نحو 8 آلاف شخص، من بين البيانات التي استعرضها أعضاء لجنة إدارة الغذاء والدواء في اجتماعها.
تقول مواد الاجتماع: "تطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الحصول على مدخلات اللجنة حول ما إذا كانت المعلومات المقدّمة من Guardant كافية لدعم سلامة وفعالية الفحص للاستخدام المقصود المقترح".
وجدت الدراسة أن حوالي 83% من المشاركين الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان القولون والمستقيم عن طريق تنظير القولون، كانت نتيجة فحص Shield لديهم إيجابية للمرض، مقارنة بحوالي 17% ممن حصلوا على نتيجة فحص سلبية خاطئة.
وأظهر الفحص حساسية بنسبة 88% تقريبًا في اكتشاف المرحلة الأولى أو الثانية أو الثالثة من سرطان القولون والمستقيم، وحساسية أقل أي نحو 13% في اكتشاف الآفات السابقة للتسرطن.
وحوالي 90% من المشاركين في الدراسة الذين لا يعانون من سرطان القولون والمستقيم المتقدم أو الآفات السابقة للتسرطن كانت نتائج فحص الدم لديهم سلبية، مقارنة بحوالي 10% ممن حصلوا على نتيجة فحص إيجابية خاطئة.
وتشير مواد اجتماع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن سرطان القولون والمستقيم يحدث لدى حوالي 150 ألف شخص في الولايات المتحدة كل عام، ويرتبط بأكثر من 50 ألف حالة وفاة سنويًا.
ويُعد هذا المرض ثاني أكثر الأسباب شيوعًا لوفيات السرطان في الولايات المتحدة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 75% من الأشخاص الذين يموتون بسبب سرطان القولون والمستقيم لم يجروا فحوصاتهم.
وبالنسبة للشخص العادي، يبلغ خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مدى الحياة حوالي 1 من 23 للرجال و1 من 25 للنساء، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية.
وتشمل علامات وأعراض سرطان القولون والمستقيم تغيرات في عادات الأمعاء، ونزيف المستقيم أو وجود دم في البراز، والتشنج أو آلام البطن، والضعف والتعب، وفقدان الوزن.