الرباط/ الأناضول على منصات التواصل الاجتماعي تستمر الحملة العالمية "بلوك آوت"، لمقاطعة المشاهير الذين لم يتضامنوا مع قطاع غزة في مواجهة حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة للشهر الثامن. وبموازاة هذا الجهد، أطلق نشطاء مغاربة حملة مماثلة تستهدف المشاهير المغاربة، الذين اختاروا "الحياد" و"الصمت" رغم ما تتعرض له القضية الفلسطينية. وقال حقوقي مغربي للأناضول إن هذه "الحملة الرقمية وسيلة لفضح المشاهير المتخاذلين والصامتين إزاء ما يحدث في غزة وكل فلسطين"، التي أكد رئيس منظمة تضامنية أهلية أنها "تحولت إلى أيقونة ومرادفا للضمير الإنساني". ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. المحتوى الرقمي النشطاء المغاربة أطلقوا حملتهم بعد نجاح حققته حملة المقاطعة "بلوك آوت"، التي استهدفت مشاهير على المستوى الدولي، إذ تراجع عدد متابعيهم، وفق مواقع متخصصة في رصد حسابات التواصل. وشدد رئيس الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب (غير حكومية) محمد الغفري، في حديث للأناضول، على "أهمية هذه الحملة الرقمية، خاصة وأن المشاهير يعتمدون كثيرا على نسب المشاهدة والمتابعة". وتابع: "المقاطعة لا تعني عدم المتابعة، بل إلغاء المتابعة أو تخفيض نسبتها؛ ما يؤثر على المشاهير، خاصة وأن الحراك التضامني مع غزة أصبح عالميا، في ظل انخراط الطلبة في الدول الغربية". ومنذ أبريل/ نيسان الماضي، تشهد جامعات، بينها أمريكية وكندية وبريطانية وفرنسية وهندية وإسبانية، احتجاجات ترفض الحرب على غزة، وتطالب إدارة الجامعات بوقف تعاونها الأكاديمي مع نظيرتها الإسرائيلية. وما يبرز أهمية حملة المقاطعة الرقمية هو ارتباط المشاهير الكبير بمنصات التواصل الاجتماعي، في ظل ارتفاع استهلاك المحتوى الرقمي، لاسيما بين الشباب. وحسب الحقوقي المغربي محمد الرياحي، في حديث للأناضول، فإن "حملة مقاطعة المشاهير تأتي بسبب صمتهم عما يجري في غزة من جرائم قتل وإبادة وتجويع وتدمير للبنى التحتية". وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع عزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء. وأضاف الرياحي أن "الحملة تأتي في إطار الحملات الإعلامية الهادفة لفضح المشاهير العرب، الذين لم يحركوا ساكنا تجاه هذه المعاناة، رغم كل الغضب العارم الذي يجتاح العالم وانخرط فيه غير العرب والمسلمين". واعتبر أن هذه المبادرة "وسيلة لفضح هؤلاء المتخاذلين والصامتين إزاء ما يحدث في غزة وكل فلسطين". وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع. كما تتجاهل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة. تأثير قوي الغفري شدد على أن تأثير حملة مقاطعة وفضح المشاهير "قوي، خاصة في ظل المتابعة الكبيرة من الشباب لمنصات التواصل؛ ما سيدفع العديد من المشاهير لمراجعة مواقفهم حيال غزة". وأكد أن "القضية الفلسطينية تحولت إلى أيقونة ورمزا من رموز الحرية على المستوى الدولي، وأصبحت مرادفا للضمير الإنساني". فيما استغرب الرياحي أن "مشاهير ومؤثرين يروجون للدعاية الصهيونية وينحازون إلى المجرم، بينما كان من الأجدى أن ينحازوا إلى الضحية، الذي بات بين قتيل وجريح ومهجر ولاجئ وجائع". واعتبر أن الحملة "مناسبة لسحب الإعجاب والمشاهدات من صفحات هؤلاء المؤثرين، وفرصة لفضح المنحازين للصهاينة والمطبعين مع الصهاينة الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء". وتمنى أن "تساهم الحملة في اتخاذ هؤلاء المشاهير والمؤثرين مواقف مشرفة في دعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها والإبداع في التعريف بمعاناة الفلسطينيين". تضامن مغربي وكل في مجاله، أعلن مشاهير مغاربة، بينهم مطربون وممثلون، تضامنهم مع غزة، وبينهم المطرب والملحن نعمان لحلو الذي أصدر، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أغنية "غزة وشهود الزور". واعتبر الغفري أن "هذا التضامن أدى إلى ارتفاع نسب متابعية هؤلاء المشاهير، فالقضية الفلسطينية أصبحت قضية ضمير الإنسانية، وحراك الطلبة بالغرب أعطاها زخما قويا على مواقع التواصل". وختم بأن "الفنان إذا أراد أن يرضي الجمهور فعليه التضامن مع القضية الفلسطينية، فهذا التضامن موقف ومبدأ ويتيح له الحفاظ على موقعه لدى الجمهور". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :