وبعد أسابيع من الإفادات التي أدلى بها أكثر من 20 شاهدا في التهم الموجهة لترامب بالتزوير للتغطية على علاقة جنسية مع ممثلة أفلام إباحية كان الكشف عنها يهدد بتقويض حظوظه الانتخابية، تسلّط الأضواء الآن على هيئة المحلّفين في محكمة منطقة مانهاتن بنيويورك، المكوّنة من 12 عضوا. ويجري أعضاء الهيئة الذين لم تُكشف هوياتهم حماية لهم في ظل التوتر السياسي في البلاد، مداولاتهم خلف أبواب مغلقة في غرفة منفصلة. وتصدر المؤشرات الوحيدة على الاتجاه الذي يمكن أن يسلكوه من خلال طلبات التوضيح. ومن المقرر أن يبدأوا الخميس مراجعة إفادات شاهدين والاستماع مرة أخرى إلى توجيهات القاضي المرتبطة بكيفية تفسير القانون. ويتعيّن على ترامب (77 عاما) البقاء في مبنى المحكمة ريثما تجري المداولات. ومع صدور أمر من القاضي خوان ميرشان يمنعه من مهاجمة الشهود، صب ترامب غضبه يوميا على القاضي وعلى محاكمة يصر على أنها مدفوعة سياسيا. وقال في وقت متأخر الأربعاء "إنه أمر معيب.. لا توجد جريمة". لا تحدد مهلة لمدة المداولات لكن أي إدانة أو تبرئة تتطلب إجماعا. ومن شأن رفض شخص واحد في هيئة المحلفين النتيجة أن يمنع صدور قرار، ما يعني بالتالي بطلان المحاكمة. يواجه ترامب تهمة تزوير سجلات تجارية للتغطية على تسديد مبلغ قدره 130 ألف دولار دُفع لإسكات ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز عندما هددت روايتها عن علاقة جنسية تقول إنها أقامتها معه، حملته الانتخابية عام 2016. يشير المدعون إلى أن التزوير مدفوع بخطة لمنع الناخبين من معرفة ما حصل. ستتجاوز التداعيات السياسية لإدانته بأشواط مدى خطورة التهم إذ سيصبح المرشّح مجرما مدانا قبل أقل من خمسة شهور على موعد الانتخابات الرئاسية. "كراهية ترامب" وخلال المرافعات الختامية الثلاثاء، شدد فريق الدفاع عنه على أن الأدلة اللازمة للإدانة غير متوفرة بينما أصرّ الادعاء من جانبه على العكس، مشيرا إلى أنها هائلة ولا مفر منها. وقال المدعي جوشوا ستينغلاس إن "نيّة الاحتيال لدى المتهم لا يمكن أن تكون أوضح"، داعيا أعضاء هيئة المحلفين للاستناد إلى "المنطق" وإصدار قرار بإدانته. وفي حال إدانته، يواجه ترامب حكما بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات عن كل من الاتهامات الـ34، لكن خبراء قانونيين يستبعدون أن يتم سجنه في غياب سوابق. ولم تمنعه الإدانة من خوض انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر ومن المؤكد بأنه سيستأنف الحكم. وفي حال اضطر القاضي لإبطال المحاكمة، يمكن للمدعين أن يسعوا لمحاكمة جديدة. استغل ترامب الذي يتعيّن عليه حضور كل يوم من الإجراءات، وجوده في المحكمة للتشديد على أن المحاكمة خطة ديموقراطية تهدف لصرف انتباهه عن حملته الانتخابية. وتظهر الاستطلاعات تقاربه في النتائج مع الرئيس جو بايدن ومن شأن الحكم أن يثير ردود فعل عاطفية مع احتدام السباق للفوز بالبيت الأبيض. إضافة إلى قضية نيويورك، يواجه ترامب اتهامات في واشنطن وجورجيا للاشتباه بسعيه لتغيير نتائج انتخابات العام 2020. كما أنه يواجه اتهامات في فلوريدا بشبهة سوء التعامل مع وثائق سرية بعدما غادر البيت الأبيض. لكن قضية نيويورك هي الوحيدة على الأرجح التي سيحاكم عليها قبل موعد الانتخابات.
مشاركة :