مضت أمس جماعة «الإخوان المسلمين» في طريق تصعيد المواجهة مع الحكم الموقت قبل أيام من انطلاق الاقتراع على الدستور في الداخل، ووقعت مواجهات متفرقة لوحظ في بعضها استخدام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي السلاح. وسقط في المواجهات ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى، فيما أعلن الجيش توقيف 4 مسلحين في الإسماعيلية ومعهم حزام ناسف ومتفجرات وأسلحة. وكان مئات من مؤيدي «الإخوان» خرجوا في مسيرات متفرقة في القاهرة وعدد من المحافظات، تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي حض أنصاره على الاحتشاد في «أسبوع إسقاط استفتاء الدم»، قبل أن تتصدى لهم الشرطة وتقع مواجهات كان أعنفها في الإسكندرية حيث سقط قتيل بالرصاص وعشرات الجرحي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد، أن «أحد الأهالي من الباعة الجوالين في منطقة الرمل (في شرق الإسكندرية) لقي مصرعه بطلق ناري وأصيب آخرون بعد قيام أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين المشاركين في مسيرة هناك بإطلاق الأعيرة النارية على الأهالي الذين حاولوا التصدي لهم بعد ترديدهم هتافات تهاجم الجيش». وأضاف أن الأمن «تمكن عقب ذلك من ضبط المتهم بإطلاق النار على الأهالي وبحوزته السلاح الناري المستخدم وتبين أنه أحد أعضاء جماعة الإخوان». وفي مدينة السويس، قُتل شخصان في اشتباكات نشبت بين أنصار «الإخوان» من جهة والأهالي وقوات الأمن من جهة اخرى، وفق مصادر طبية وأمنية. وأضرم مؤيدو مرسي النار في سيارتي شرطة في مواجهات أخرى في حي الزيتون (شرق القاهرة) والمهندسين (جنوب القاهرة)، وتمكنت الشرطة من تفريق مسيرات لـ «الإخوان» في أحياء مدينة نصر وشبرا في القاهرة والهرم في الجيزة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنها «أوقفت 25 من عناصر الإخوان في محافظة الإسكندرية وفي حوزتهم سلاحان ناريان وفرد خرطوش وكميات من زجاجات المولوتوف، كما أوقفت 17 آخرين في منطقتي العمرانية والوراق في الجيزة». وأشارت إلى أنه «تم التصدي لتجمع العشرات منهم في مدينة المنيا (جنوب القاهرة) بعدما أطلقوا الرصاص على قوات الشرطة، ما أدى إلى جرح شرطي». وكان حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، دعا الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية إلى «التدخل لوقف الانتهاكات ضد المعتقلين» من أعضاء الجماعة. واتهم الحزب في بيان السلطات بـ «انتهاك كل حقوق الإنسان وآخرها المعاملة غير الآدمية التي يلاقيها آلاف المعتقلين والمحبوسين في سجون وأماكن احتجاز، حتى أن حياتهم أصبحت مهددة». ولم يحدد البيان وقائع بعينها، إلا أنه استشهد بـ «الحال الصحية التي ظهر عليها محمد البلتاجي» في جلسة المحاكمة الأخيرة التي عقدت الأربعاء الماضي. وطالب «الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية والمؤسسات الدولية والدول التي تحافظ على حقوق الإنسان بأن تتدخل بكل ما تستطيع لإيقاف هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها». وأكد «أن هذه الانقلابات وهذه الجرائم لن تثنينا عن مقاومة هذا الانقلاب ورفضه، والإصرار على دحره، كي يعود الحق والشرعية والعدل والنور إلى هذا الوطن، وساعتها لن يفلت هؤلاء المجرمون من الحساب على هذه الجرائم التي ارتكبوها... اقتربت ساعة الحساب». إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش، أن الجيش الثاني أوقف في محافظة الإسماعيلية «أربعة إرهابيين وفي حوزتهم حزام ناسف وأسلحة»، موضحاً في بيان أن «المضبوطين وهم أحمد عطية شحاتة وعويض سلامة عابد وطارق حمدين سلمان والسيد عبد المنعم السيد، كانوا يستقلون سيارة خاصة، وأثناء توقيفهم وقع تبادل لإطلاق النار أسفر عن إصابة أحدهم بطلق ناري في الفخذ الأيمن». وقالت مصادر أمنية في شمال سيناء إن «ستة فلسطينيين أوقفوا أمس لدخولهم الأراضي المصرية بغير الطرق الشرعية، وتم احتجازهم في أحد المقرات الأمنية للتحقيق معهم حول أسباب دخولهم ودوافعه». وأشارت المصادر إلى أن «حملات أمنية ألقت القبض على 56 من المطلوبين لتنفيذ أحكام قضائية».
مشاركة :