مقابلة خاصة: اتحاد جمعيات الصداقة العربية الصينية: منتدى التعاون يساهم في بناء مجتمع المستقبل المشترك

  • 5/30/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية-الصينية السفير علي الشريف، أن منتدى التعاون الصيني-العربي يلعب دورا محوريا بالغ الأهمية ويسهم بشكل كبير في بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية. وافتتحت في وقت سابق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ10 لمنتدى التعاون الصيني-العربي في العاصمة الصينية بكين. وقال الشريف في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن الجانبين الصيني والعربي يسيران بخطوات ثابتة وواثقة نحو بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية. وتابع أن منتدى التعاون الصيني العربي بما يحققه من تعميق للعلاقات المشتركة وتعزيز للتعاون المشترك وزيادة التفاهمات المتبادلة يسهم بشكل كبير في بناء هذا المستقبل المشترك للجانبين. واعتبر أن مقترح بناء مجتمع المستقبل المشترك الذي طرحها الرئيس شي جين بينغ، من أهم ما طُرح خلال العشرين عاما الماضية، مؤكدا حرص ورغبة الجانبين على إقامة مجتمع مستقبل مشترك صيني-عربي. ورأى الشريف في هذا الحرص دلالة قوية جدا على توجه الطرفين لإقامة علاقة استراتيجية عميقة يتم من خلالها تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري والتجاري والتبادلات الثقافية والإنسانية. وطرح الرئيس شي جين بينغ سلسلة من المبادرات والترتيبات والتدابير المهمة حول تنمية العلاقات الصينية-العربية من أجل توضيح اتجاه تطوير التعاون الصيني-العربي في مختلف المجالات وبناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية. ففي يونيو 2014، اقترح الرئيس شي جين بينغ خلال حضوره مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني-العربي، البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية وتشكيل نموذج التعاون "1+2+3" بشأن تعميق التعاون الصيني-العربي، كما اقترح لأول مرة بناء مجتمع المصالح المشتركة ومجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية. وأشاد الشريف بـ"النتائج الإيجابية للغاية" لمنتدى التعاون الصيني العربي على مدار عقدين في شتى المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية سواء على المستوى متعدد الأطراف أو المستوى الثنائي بين الصين وكل دولة عربية على حدة. وأشار في هذا السياق إلى ارتفاع مستوى العلاقة بين الصين والدول العربية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية على المستوى الجماعي. كما رفعت الصين مستوى علاقاتها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع 14 دولة عربية، بينها 4 دول وصلت لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، فيما شاركت جميع الدول العربية كأعضاء في مبادرة "الحزام والطريق"، وفق الشريف. وفي 30 يناير 2004 أعلنت الصين وجامعة الدول العربية بشكل مشترك عن تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، وهو قرار استراتيجي اتخذه الجانبان انطلاقا من التطور طويل الأمد للعلاقات الثنائية، وفق بيان للسفارة الصينية بالقاهرة. وخلال عقدين من تأسيس المنتدى، تم إنشاء 19 آلية للتعاون بين الجانبين في إطار المنتدى تغطي مجالات واسعة النطاق مثل السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة والصحة وغيرها. وحتى العام 2024، أصدر المنتدى 85 وثيقة ختامية، وأصبح أداة فعالة لإثراء علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية ومنصة مهمة للحوار ودعم التعاون العملي بين الجانبين. وأوضح الشريف أن التعاون السياسي من أهم المجالات التي يعمل في إطارها منتدى التعاون الصيني العربي، مشيرا إلى أنه من أقدم مجالات التعاون بين الجانبين منذ قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949. وأردف قائلا إن العلاقات السياسية كانت المحور الأساسي في التعاون بين المجموعة العربية والصين، إذ التزمت جميع الدول العربية ولا زالت بمبدأ "صين واحدة"، ودعمت بقوة الصين في استعادة مقعدها الدائم بمجلس الأمن. وتابع أنه "في نفس الوقت ظلت الصين على موقف ثابت وواضح من القضية الفلسطينية تأييدا للحق الشرعي للشعب الفلسطيني في أن تكون له دولته المستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس، كما وقفت داعمة لكل القضايا العربية". ولفت إلى أن هناك تعاونا كبيرا وتشاورا مستمرا بين الدبلوماسية العربية والصينية في مجلس الأمن وكل المحافل الدولية والإقليمية، معتبرا أن التعاون في المجال السياسي بين الجانبين "متطور جدا". وأكد رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية-الصينية أن الصين حريصة على أن تكون المنطقة العربية التي تشهد العديد من بؤر التوتر والصراع "منطقة أمان واستقرار". وقال إن الصين تبذل جهودا كبيرة مع الدول العربية على المستويين الثنائي والجماعي للحفاظ على استقرار الأوضاع في المنطقة العربية، معتبرا أن المواقف الصينية خاصة فيما يتعلق بالحرب في قطاع غزة تعد الأبرز على المستوى الدولي. وعلى الصعيد الاقتصادي، قال الشريف إن منتدى التعاون الصيني العربي وفر مناخا جيدا للتعاون الاقتصادي والاستثماري والتبادل التجاري بين الجانبين. وتابع أن التبادل التجاري بين الصين والدول العربية تطور بشكل كبير للغاية مقارنة بمستواه عند تأسيس المنتدى عام 2004، إذ بلغ مستويات مرتفعة للغاية ومازال قابلا للزيادة في ظل اهتمام الجانبين واستمرار تعميق التعاون المشترك. وأضاف أن الاستثمارات المتبادلة بين الصين والدول العربية شهدت تطورا هائلا وتوسعت بشكل كبير بفضل التأثير الإيجابي للمنتدى، سواء في مجال البنية التحتية أو الاستثمارات الصناعية والتكنولوجية والزراعية، خاصة مع وجود خطط تنموية طموحة في الدول العربية. وشدد رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية الصينية على أهمية الدور الصيني خاصة في الدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار مثل ليبيا وسوريا واليمن والسودان والصومال وغيرها، نظرا لما تتمتع به الصين من خبرات واسعة في هذا المجال بالغ الأهمية. وزاد حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية عشرة أضعاف منذ تأسيس المنتدى، حيث ارتفع من 36.7 مليار دولار في 2004 إلى 398.1 مليار دولار في 2023، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية. ولغاية نهاية نوفمبر 2023، وفر بنك التنمية الصيني دعما لـ 99 مشروعا في الدول العربية من خلال إصدار قروض بقيمة 17.189 مليار دولار. ووقع بنك الشعب الصيني اتفاقيات ثنائية لمبادلة العملات المحلية مع البنوك المركزية السعودية والمصرية والإماراتية، كما أصبحت 17 دولة عربية أعضاء ببنك آسيا للاستثمار في البنية التحتية. وأكد السفير علي الشريف أن التعاون العربي الصيني في المجال الثقافي والإعلامي والمعرفي لا يقل أهمية عن المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، واصفا إياه بأنه "بالغ الأهمية". وقال إن الجانبين الصيني والعربي يهتمان بالتعاون الثقافي رغبة في تعميق التواصل الإنساني وإقامة جسور للتفاهم الشعبي، خاصة بين الشباب والمرأة. وقال رئيس اتحاد جمعيات الصداقة العربية-الصينية إن للتعاون الصيني - العربي ذراعين أساسيين، هما الذراع الرسمية المنعقدة حاليا في بكين، والأخرى ذراع شعبية تتمثل في ملتقى الصداقة العربية الصينية الذي تأسس عام 2006 بعد عامين من تأسيس منتدى التعاون لتوثيق وتعزيز العلاقة بين الجانبين على المستوى الشعبي من خلال جمعيات الصداقة مع الصين في الدول العربية وجمعية الصداقة الصينية مع الشعوب الأجنبية.

مشاركة :