حدد علماء الأعصاب البريطانيون المنطقة التي تتحكم في السلوك الاجتماعي الإيجابي للإنسان، داخل القشرة الجبهية البطنية للدماغ. أفادت الخدمة الصحفية لجامعة "برمنغهام" الاثنين 27 مايو بأن الأضرار التي تلحق بهذه المنطقة تجعل الإنسان غير اجتماعي وغير قادر على الإيثار. وأوضحت الباحثة في جامعة "برمنغهام" جو كاتلر قائلة "إن المعلومات التي حصلنا عليها لن تساعد في الكشف عن آليات تطور أشكال السلوك الاجتماعي الإيجابي، فحسب بل وفي تطوير أساليب جديدة للتخفيف من الاضطرابات العقلية والسلوكية المختلفة، بما في ذلك الاعتلال النفسي، وسيصبح ذلك ممكنا بفضل وجود فرصة لدينا الآن لدراسة الآليات الفيزيولوجية العصبية لتطور هذه الانحرافات السلوكية". وقد حقق العلماء هذا الاكتشاف من خلال مراقبة سلوك ووظيفة الدماغ لـ40 مريضا يعانون من أشكال مختلفة من تلف الدماغ العضوي، بالإضافة إلى 40 متطوعا من الأصحاء. وخلال هذه التجارب، راقب العلماء كيفية تصرف المتطوعين أثناء تنفيذ المهمة الموكلة إليهم، وكان يمكن للمشاركين في التجربة كسب المال لأنفسهم ولشخص غريب. في هذه التجربة، كان على المتطوعين الضغط على مقياس قوة اليد وتطبيق قدر معين من القوة من أجل الحصول على مكافأة. وقد تغير مقدار الجهد، وكذلك مقدار المكافأة لكل متطوع وشخص يتعاون معه بشكل ملحوظ مع كل جولة من الاختبارات، مما سمح لعلماء الأعصاب بإجراء دراسة شاملة للسلوك الإيثاري للمتطوعين وعمل مناطق الدماغ التي يفترض أنها مرتبطة به. وسمحت المقارنة والتحليل اللاحق لنتائج هذه التجارب للعلماء بتحديد منطقة معينة داخل القشرة الجبهية البطنية للدماغ التي تتحكم في السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى البشر. لقد ارتبط فعلا هذا الجزء من القشرة بالإيثار، لكن العلماء الآن تمكنوا من أن يحددوا موقعا معينا في منطقة الدماغ أو ما يسمى بـ"المنطقة الـ14"، ويظهرون عمليا أن الضرر الذي يلحق بهذه المنطقة من الدماغ يقلل إلى حد بعيد من ميل الشخص إلى مساعدة الآخرين دون مقابل. ومن المثير للاهتمام أن الأضرار التي لحقت بالمنطقة المجاورة "المنطقة الـ13" على العكس من ذلك، أدت إلى زيادة الميول الإيثارية في سلوك المتطوعين. وخلص العلماء إلى أن هذا يشير على الأرجح إلى أن قمع أو تحفيز عمل هذه المناطق من قشرة الفص الجبهي سيجعل من الممكن في المستقبل مكافحة الاضطرابات العقلية المختلفة، بما في ذلك الاعتلال النفسي أو الميل المفرط إلى الإيثار. المصدر: تاس تابعوا RT على
مشاركة :