اضطراب الشخصية الاعتمادية "الاتكالية".. مفهومها وأسبابها وكيفية التعامل معها

  • 5/29/2024
  • 16:43
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ما أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية؟ كيفية علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية نصائح للتعامل مع اضطراب الشخصية الاعتمادية   إنسانٌ يعتمد على الآخرين في كل صغيرة وكبيرة، عاجز عن اتخاذ أدق القرارات فيما يتعلق بتفاصيل حياته اليومية، مثل ما يأكله أو ما يرتديه من ملبس، مُتردِّد يُفوِّت الفرص، ولا يكون مستريحًا عندما يكون وحيدًا، بل دائمًا وأبدًا هو بحاجةٍ إلى من يرعاه، وهو غير عاجز على الحقيقة. هذه صفات اضطرابٌ نفسي، يُعرَف باضطراب الشخصية الاعتمادية، الذي يعتمد فيه الإنسان على من حوله ويكون سلبيًا ومتابعًا للآخرين، تذوب شخصيته وتُصبِح رهينة اعتماده على غيره. فما سبب الإصابة بهذا الاضطراب؟ وكيف يمكن تجاوزه واستعادة استقلالية الإنسان وقدرته على اتخاذ قراراته؟ اضطراب نفسي ينطوي على حاجة شديدة لدى الإنسان لأن يعتني به الآخرين، إذ يعتمد المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية على أشخاصٍ قريبين منه لتلبية احتياجاته العاطفية أو الجسدية. وهؤلاء الأشخاص لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم، بل قد يُواجِهون صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية، مثل ما يرتدونه من ملابس أو الطعام الذي يأكلونه، دون أن يُطمئنهم الآخرون بشأن اختيارهم، كما لا يُدرِكون عادةٍ أنّ أفكارهم وسلوكياتهم غير طبيعية أو تُسبِّب مشكلة مع الآخرين. واضطراب الشخصية الاعتمادية أحد اضطرابات الشخصية من المجموعة ج، التي تنطوي على مشاعر القلق والخوف، كما يبدأ عادةً قبل البلوغ في مرحلة الطفولة والمراهقة. تشمل أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية: وعادةً ما تبدأ أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية في مرحلة الطفولة أو البلوغ المبكر، غالبًا قبل سن 30 عامًا. من الأمثلة على الشكل الذي قد يبدو عليه المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية في حياته اليومية:   ينطوي كل من اضطراب الشخصية الاعتمادية واضطراب الشخصية الحدية على صعوبات في التعامل مع الآخرين، وخوف من الهجران، ومع ذلك فكل منهما اضطراب مستقل عن الآخر. ويتضمّن اضطراب الشخصية الحدية تقلبات مزاجية شديدة والاندفاع في السلوك، وعدم استقرار العلاقات، إلى جانب خوفٍ شديد من الهجر، وعدم تنظيم العواطف، خاصةً مشاعر الغضب. أمّا اضطراب الشخصية الاعتمادية، فليس فيه تقلبات مزاجية ولا اندفاع، بل عادةً ما يكون المُصاب به سلبيًا وتابعًا للآخرين، ولا يريد التسبب في صراعٍ في علاقاته مع غيره. السبب الدقيق وراء اضطراب الشخصية الاعتمادية غير معروفٍ بعد، لكن قد تساهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بذلك الاضطراب، مثل: 1. العلاقات المؤذية قد يُؤدّي انخراط الإنسان في علاقة مُسيئة له إلى زيادة خطر إصابته باضطراب الشخصية الاعتمادية. وقد أشارت دراسةٌ عام 2017 في "Behavioral Medicine" إلى أنَّ الأشخاص المُصابِين بهذا الاضطراب، أكثر عُرضةً لأن يكونوا في علاقات غير صحية، تنطوي على إساءة جسدية لهم وربّما خيانة الشريك. 2. تجارب الطفولة قد يُؤدِّي تعرُّض الطفل لمرضٍ يُهدِّد حياته، أو إهماله من قِبل الآخرين، أو التعرُّض لإساءة سواء كانت جسدية أو عاطفية، إلى زيادة خطر إصابته باضطراب الشخصية الاعتمادية. 3. العوامل الوراثية للعوامل الوراثية دور محتمل في الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية، فقد تُؤدِّي معاناة أحد أفراد الأسرة من ذلك الاضطراب أو اضطراب قلقٍ آخر إلى زيادة فرص إصابتك باضطراب الشخصية الاعتمادية. 4. العادات الثقافية قد تُعزِّز بعض العادات الثقافية أو الاجتماعية حالة التبعية والاعتماد على الآخرين، وذلك يختلف باختلاف المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان ومدى تفاعله معه وتأثُّره به. 5. أساليب التربية تُوجَد بعض الأدلة على أنَّ أسلوب التربية أو طريقة تعامل الأبوين له أثر في زيادة فرص الإصابة باضطراب الشخصية الاعتمادية. فيُمكِن للآباء المُستبدّين الذين لا يُتِيحون لأطفالهم حرية التعلم من الفشل منعهم عن الاستقلال، أو نمو نزعة الاستقلال بداخلهم. كذلك يمكن للوالد المفرِط في حماية أطفاله أن يُساهِم أيضًا في معاناة طفله من اضطراب الشخصية الاعتمادية، إذ يعتمد الطفل بصورةٍ كبيرةٍ على الوالد لتلبية احتياجاته اليومية. اضطراب الشخصية الاعتمادية من الاضطرابات النفسية، وتشمل طرق تشخيصه: ويعتمد الأطباء في تشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية على معايير التشخيص بناءً على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية "DSM-5" التابع لجمعية الطب النفسي الأمريكية "APA". والذي يتضمّن معاناة المريض نمطًا مستمرًا لا يقل عن خمسة من السلوكيات الآتية لتشخيص اضطراب الشخصية الاعتمادية:   ينطوي اضطراب الشخصية الاعتمادية على مخاطرٍ عديدة، فقد يُؤدِّي إلى تدهور المزاج، وتدنّي احترامك لذاتك، وربّما زيادة فرص التعرّض للإساءة أو سوء المعاملة من الآخرين، ومن المضاعفات المحتملة له: يتطلّب علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية مزيجًا من العلاج الفردي والعائلي، وهو مُرتكِز على العلاج النفسي بصفةٍ رئيسة، وتشمل طرق العلاج المُتّبعة للتغلب على ذلك الاضطراب: 1. العلاج النفسي الديناميكي يُركِّز هذا النوع من العلاج على الجذور النفسية للمعاناة العاطفية لدى المُصاب، إذ يُمكِّنه من رؤية أنماط السلوك التي قد تُفضِي إلى الاعتماد على الآخرين، وهذا يساعده على فهم نفسه بصورةٍ أفضل، كما يساعده في تغيير طريقة ارتباطه بالأشخاص الآخرين. 2. العلاج المعرفي السلوكي نوعٌ من العلاج النفسي، يُساعِد فيه المُعالِج أو الطبيب النفسي المريض على إلقاء نظرة فاحصة على أفكاره وعواطفه، ومساعدته على فهم كيف تؤثر أفكاره في أفعاله، بما يساعده في تعلُّم تغيير تلك الأفكار والسلوكيات السلبية، وتبنّي أفكار أخرى صحية، كما قد يُركِّز العلاج بصورةٍ خاصة على مخاوفك من الاستقلال، بما يساعد في النهاية في التغلب على اضطراب الشخصية الاعتمادية. 3. علاج المُخطط علاج نفسي مُصمّم لاضطرابات الشخصية، وهو الأكثر فعالية لاضطراب الشخصية الاعتمادية، إذ يهدف إلى مساعدة الناس على فهم أنماط التفكير غير المُفيدة لهم، واستراتيجيات التكيُّف مع تلك الأفكار واستبدالها بأخرى مفيدة، كما يُركِّز العلاج أيضًا على تلبية احتياجات الطفولة التي لم تتحقق- مثل الحاجة إلى الثناء - لدى المُصابِين ضمن حدودٍ صحية، بما يساعد في النهاية في التخلص من أنماط التفكير غير الصحيحة والتي أفضت إلى اضطراب الشخصية الاعتمادية. 4. العلاج الأُسري يُساعِد العائلات على تعلُّم كيفية دعم المُصاب باضطراب الشخصية الاعتمادية، بما يُساعِد في عدم تفاقُم الاضطراب لديه ومساعدته على الشفاء منه. 5. العلاج الزوجي يُساعِد في إيجاد طريقة لدعم الأزواج بعضهم البعض دون حالة الاعتمادية المرضية ومعرفة أنسب الطرق لوضع حدودٍ صحية تحول بين اعتماد أحد الطرفين على الآخر اعتمادًا كُلّيًا وعدم تحمُّله لمسؤوليته. 6. الأدوية لا تُوجَد أدوية مُعتمدة لعلاج اضطراب الشخصية الاعتمادية، لكن قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية لعلاج الاضطرابات الأخرى المتزامنة، مثل الاكتئاب أو القلق، مثل مضادات الاكتئاب، كما قد يصف الطبيب أدوية تُوافِق احتياجات كل مريضٍ على حدة إن كان بحاجةٍ حقيقية إليها. إذا كُنت تُعانِي اضطراب الشخصية الاعتمادية، فستحتاج إلى مساعدة نفسك للتغلب عليه، وذلك إلى جانب مشورة الطبيب والحصول على العلاج اللازم، ومِمّا يُنصَح به بهذا الشأن: 1. ابدأ العمل بمفردك من الضروري أن تتحدّى نفسك ببطء وتدريجيًا للقيام بالأمور بمفردك، بدءًا من التحديات السهلة وانتقالًا إلى الأصعب، فمثلًا يمكنك التسوق من البقالة بمفردك أو أن تذهب لمطعمٍ لتناول طعامٍ بمفردك، ولن تضرك التجربة على الأرجح، لكن ابدأ فقط. 2. النشاط البدني   قد يكون من المفيد الانخراط في ممارسة الرياضة، والاستزادة منها كل يوم، فهذا قد يساعدك على تعلُّم أنّك قادر على تعزيز قدراتك الجسدية، والشعور بالقوة والقدرة على فعل ما تُرِيد. 3. الانشغال بأن تكون مُستقلًا دقِّق في علاقتك بأحبائك فربما لا يكونون سعداء باعتمادك الدائم عليهم، وحاوِل أن تتعلم أن تكون مستقلًا دون دعمهم، خطوة بخطوة، فمثلًا حاوِل أن تتولّى مهمة واحدة يقوم بها شخص آخر لك كل أسبوع أو كل شهر. 4. ثِق بنفسك عدم الثقة بالنفس من المشكلات الأخرى المُصاحبة للشخصية الاعتمادية، لذا ابدأ بالاستماع إلى أفكارك ومشاعرك، وقبل أن تبحث عن آراء الآخرين في أثناء اتخاذ القرار، فكِّر فيه واهتم بما تشعر به حياله، ثِق في حدسك وأنّك لديك القدرة على التعامل مع النتيجة، بغض النظر عن ماهيتها. 5. استشارة الطبيب تذكّر أنّ علاج اضطراب الشخصية الاعتمادية لا يهدف إلى تحويلك لشخصٍ آخر مختلف تمامًا، بل مساعدتك على أن تُصبِح أفضل وأقل تطرفًا في الاعتماد على الآخرين، والانخراط في علاقات سويّة معهم، ولذلك لا تتردّد في استشارة الطبيب لمساعدتك في فعل ما يلزم. الصورة الرئيسية: https://www.shutterstock.com/image-photo/bored-tired-sad-mature-middleaged-man-2005053044 التعليق: رجل حزين تعبيرية عن اضطراب الشخصية الاعتمادية

مشاركة :