شهد اليوم الثاني لانطلاق مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين الذي تنظمه وزارة الثقافة القطرية في الفترة من 25 مايو/ايار وحتى 4 يونيو/حزيران القادم، عرض مسرحية "كوكب القروض" تأليف طالب الدوس، وإخراج فالح فايز، وقد ناقشت قضية اجتماعية هي الانصياع وراء الاستهلاك غير الضروري من قبيل الرفاهية والتقليد. ولتحقيق ذلك يتم الاعتماد على القروض؛ مما يكون له أثر سلبي على الحياة الاجتماعية والإنسانية. شارك في تمثيل المسرحية مؤلفها ومخرجها وفاطمة الشروقي، وسماح، وأمير دسمال، وخالد يوسف، وخالد التميمي، وفراس سعد، بالإضافة إلى الوجوه الجديدة: منيرة بوسالم، آسية الغدان، ربا عساف، ومساعد مخرج خليفة جبر، وتصميم الملابس رفعة الكواري. ويقول الكاتب طالب دوس "ناقشت المسرحية في مجموعة من المشاهد المتصلة في قالب كوميدي قضية القروض وأثرها على من يقع فريسة لها من خلال شخصية الأب "مهنا"، وقام بدوره فالح فايز الذي يحذر أبناءه باستمرار من خطورة الاعتماد على القروض وما يترتب عليها من أعباء إضافية في الحياة؛ ويحاول جاهدا مواجهة ثقافة الاستهلاك لديهم، لكنه لم ينجح في هذا الدور التوعوي، حتى إنهم يتفقون على رهن منزل والدهم من خلال انتحال الابن ثامر صفة الأب بالتزوير، وبمساعدة مدير البنك "شاهين" حال وجود أبيهم في غيبوبة، وعندما يفيق، يحاول إيقاف هذا التعامل، فيتم إيقاف المصعد وتعطيله عن قصد لتأخير المهمة حتى يتم البيع، وعلى الرغم من ذلك يتم إيقاف بيع البيت. ولجأ المخرج فالح فايز إلى استخدام خلفيات مصورة بديلا عن الديكور الحقيقي كما هو الحال في الخلفية التي تمثل الأسانسير وصالة البنك والنفق. كما أن طبيعة السكن وشكله كان دالا على الحالة الاجتماعية، وقد سمحت تلك الخلفيات بالاستفادة من التقنيات الحديثة على المسرح وقدمت مساحة أكبر لحركة الفنانين. كما أبرز العمل أنماطا غير مستحبة في المجتمع مثل شخصية الابنة سنابل ـ وأدت دورها الممثلة سماح ـ التي تعتبر من مشاهير السوشيال ميديا، وتسعى دائما إلى الشهرة وجذب المتابعين في أي شيء يحصل معها، حتى لو كان مرض أبيها الذي تتخذه أحيانا لمداعبة مشاعر المتابعين. كما تعرض العمل إلى نمط المدير الفاسد في البنك والذي يتولى الدفاع عن أهمية القروض؛ وكذلك الجار المتطفل أبو بدر الذي قدمه "طالب الدوس"، والذي يتفنن في استغلال الجار، إلى جانب شخصية الابن ثامر صاحب الشخصية الضعيفة الذي يقع فريسة لثقافة الاستهلاك. وأتت رسالة العرض على لسان الأب مهنا في النهاية: "خلهم في غيبوبتهم وخلك في غيبوبتك إذا لم يستطيعوا التخلص من هذه القروض المتراكبة". في الندوة التعقيبية للمسرحية رأي الفنان جمعان الرويعي أن العرض بسيط، لكنه يحمل فكرة، وقد سقط في فخ الرتابة حيث غاب عن المشاهد واللوحات النسق التصاعدي. فكل لوحة تشبه اللوحة الأخرى مما جعل المتفرج لا يتعاطف مع الشخصيات. ولفت إلى أن من المغامرة أن يكون المخرج ممثلا في العمل، لأنه العين المراقبة والرقيبة على العرض، ووجوده على الخشبة يفقد الرؤية الإخراجية قيمتها. وختم بدعوة المخرج إلى تطوير العمل حتى يحقق تفاعل الجمهور. أما الفنان والمخرج سالم الجحوشي، فقال إن فكرة العمل جميلة وقوية وشدت كل واحد منا. مشيرا إلى أن فكرة القرض تحيل إلى الانغلاق الذي يعيشه الإنسان حين يقترض من البنك، حيث تصبح حياته مكرسة لسداد القرض على حساب مباهج حياته ورفاهيته ورؤاه ومستقبله. وأكد أن قوة الفكرة بدأت من المصعد الذي يوجد في مجمع كبير به عدد كبير من المصاعد، وأخطر ما في العمل أن القرض عكس نفسه على العلاقات الأسرية والاجتماعية والإنسانية، وخلق انتهازيات. حتى البنك الذي كانوا يرون فيه مخرجا جعل كل قرض يجر قرضا آخر.
مشاركة :