مع ازدياد الكلام عن صيف عسكري ساخن متوقع، ومع كثرة الحديث عن اطالة امد الحرب في غزة وامكان توسيع رقعة العمليات العسكرية الى الداخل اللبناني، انتعشت الحركة على خط الانتخابات الرئاسية، مع معاودة الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان تحركاته، وفي ظل الكلام عن مفاوضات ولقاءات تعقد لتسريع الخطى على المسار الانتخابي، استبشرالبعض خيراً في هذا المجال، واعتبر ان ما يحصل هذه المرة اكثر جدية مما حصل سابقاً، وان الصيف قد يحمل معه رئيساً جديداً للبنان. ولكن، حين حملنا هذه المعطيات لنشاركها مع مصدر مطلع على اجواء النشاط الحاصل على هذا الخط، بدا وكأنه اقل تفاؤلاً واكثر واقعية. ابلغَنا هذا المصدر انه، حتى الساعة، لم يحصل اي تقدم جدّي، وان كل ما يقال عن تفاؤل وقرب التوصل الى حل، لا يزال في خانة التمنيات والتوقعات، فيما الحقيقة تفيد بأن المراوحة هي السائدة. وشدد المصدر على انه رغم كل ما قيل ويقال عن فصل الحرب على غزة وعن التطورات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله، فإن من شأن التسوية هناك ان تنعكس ايجاباً على الحلحلة الرئاسية في لبنان، وهو ما لا يمكن لاحد ان ينكره. وعليه، لا يمكن توقّع انتخاب رئيس لبناني قبل انتهاء الاوضاع المأساوية في الاراضي الفلسطينية. ولكن، ماذا عن غياب لبنان عن التسويات (عند حصولها) اذا لم يتمثل برئيس؟ يجيب المصدر على هذا السؤال بالتشديد على ان هذا الكلام يدخل فقط في اطار التشجيع على اجراء هذا الاستحقاق وضمن سياسة "العصا" بعد ان باءت سياسة "الجزرة" بالفشل، فالجميع يعلم ان التسوية وما سينتج عنها، لا كلام للبنان فيها، وهو سيكون شاهداً فقط لا مقرراً، وكما اعتاد الجميع -في لبنان وخارجه- على غياب رئيس الجمهورية ووجود حكومة فاعلة، سيستمر هذا الامر في حال الوصول الى تسوية، ويمكن للبلد ان يتمثل (كما في المؤتمرات والقمم التي تعقد) على مستوى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. ويستطرد المصدر بأنّ ما قاله في هذا المجال، لا يعني بأي حال من الاحوال تبرير عدم انتخاب رئيس، لا بل يلقي الضوء على خطورة ما يتم اغراق اللبنانيين فيه من افكار حول عدم اهميّة الرئيس، وهذا من شأنه ان يجرّ، عاجلاً وليس آجلاً، تصاعد المطالبة بعقد جديد ينبثق منه ميثاق جديد للحكم، سيحمل معه ما يحمل من مخاطر وقلق وخوف على شريحة من اللبنانيين. اما عن حظوظ المرشحين وامكان عودة الوزير السابق وليد جنبلاط الى لعب دور "بيضة القبّان"، ينقل المصدر ما سمعه في الكواليس السياسية، من ان حظوظ رئيس تيارالمردة سليمان فرنجية عادت لترتفع، وان ما يتم طرحه من اسماء من هنا وهناك في وسائل الاعلام هو فقط لابقاء شعلة الانتخابات حيّة، ولكن الاسماء ليست جدّية. اما تمسّك الثنائي الشيعي بمرشحه، فهو ثابت اكثر من اي وقت مضى، ولا يمكن التراجع عنه الا اذا اختار فرنجية ذلك بنفسه (وهو ما ليس مطروحاً)، او حصول تطورات دراماتيكية تفرض التراجع عن هذا الخيار، وحينها فقط سيتم البحث عن مرشح آخر. وفي ما خص تحرك جنبلاط، يصف المصدر جولات الاخير بأنها تنطلق من "بوصلة ضائعة"، بمعنى انه اضاع وجهته، وهو خير دليل على ان لا شيء محسوماً بعد في الملف الانتخابي، وان لا جديد يضاف الى ما كان سابقاً في ما خصّ الاسماء، وقد يكون مقتنعاً بأن لا انتخابات رئاسية قبل اجراء الانتخابات في اميركا، اي ان الانتظار في لبنان سيطول الى ما قبل نهاية السنة، وربما الى ما بعده، حيث ستكون الصورة اكثر وضوحاً حيال ما ينتظرالمنطقة من تطورات، اما عبر الابقاء على الادارة الاميركية الحالية، واما عبر نسف كل ما حصل خلال اربع سنوات اذا ما وصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب مجدداً الى البيت الابيض. وبين ما قيل عن حماوة الصيف عسكرياً وبرودته رئاسياً، يبقى اللبنانيون على قارعة الطريق، في انتظار انقشاع الضباب لمعرفة الدرب الذي سيسلكون، مع مخاطر الاعتياد على الحياة من دون مؤسسات. كانت هذه تفاصيل خبر صيف بارد رئاسيا وبوصلة جنبلاط ضائعة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :