صنعاء - قتل وجرح العشرات من اليمنيين في أوسع قصف للطيران الأميركي والبريطاني ضد مواقع الحوثيين ردا على الهجمات المستمرة على السفن والناقلات في البحر الأحمر. وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين اليوم الجمعة إن ضربات أميركية وبريطانية على محافظة الحديدة اليمنية قتلت 14 شخصا وأصابت أكثر من 30 آخرين. وأفادت القناة بأن الضربات استهدفت مبنى للإذاعة في مديرية الحوك بالحديدة وميناء الصليف. وقال الجيشان الأميركي والبريطاني إنهما شنا ضربات ضد أهداف للحوثيين في اليمن أمس الخميس في إطار جهود ردع الجماعة عن مواصلة استهداف الملاحة في البحر الأحمر. وقالت القيادة المركزية في بيان إن القوات الأميركية والبريطانية شنت ضربات على 13 هدفا في مناطق يسيطر عليها الحوثيون باليمن. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن العملية المشتركة استهدفت ثلاثة مواقع في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر قالت إنه كان يوجد بها طائرات مسيرة وأسلحة أرض جو. وقالت في بيان "كما هو الحال دائما، تم اتخاذ أقصى درجات الحذر في التخطيط للضربات لتقليل أي خطر على المدنيين أو البنية التحتية غير العسكرية" مضيفة أن تنفيذ الضربات خلال ساعات الليل من المفترض أن "يخفف بشكل أكبر من أي مخاطر من هذا القبيل". وفي وقت سابق الخميس، قال زعيم الجماعة اليمنية عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة، إن جماعته "استهدفت خلال الأسبوع الجاري 10 سفن مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني، وسفن تابعة لشركات (لم يذكرها) كسرت حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة" مضيفا أن "إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية عمليات الإسناد لغزة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بلغ 129 سفينة". ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، شنّ المتمرّدون الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وتقود واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا بهدف "حماية" الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 % من التجارة العالمية. ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوات الأميركية والبريطانية منذ 12 كانون الثاني/يناير ضربات على مواقع للحوثيين. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق. ومنذ 7 أكتوبر تواصل إسرائيل حربا مدمرة على غزة رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية". كما تتجاهل إسرائيل قرارا من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فورا، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، ووقف العمليات العسكرية في رفح جنوبي القطاع.
مشاركة :