الرباط - أفاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن منتدى التعاون العربي الصيني يعكس رغبة راسخة لدى الجانبين لإرساء “دعائم نظام عالمي أكثر توازنا، يجعل من الشراكة والتعاون أساسيين للتعاطي مع تحديات الأمن والسلم والتنمية”.، حيث رافقه توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية وتعزيز الشراكات بين دول عربية عديدة مع الصين. وأضاف بوريطة خلال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، الخميس ببكين، أن هذا المنتدى يعكس الإرادة المشتركة للدول العربية والصين في بناء شراكة مستدامة وفاعلة. وأعرب عن أمله في استمرار التعاون الثنائي بين المغرب والصين في مساره الناجح، بكل طموح وتطلع إلى المستقبل، وفق ذات البيان. وتابع “بقدر اعتزازنا بالتطور المطرد للعلاقات بين المغرب والصين، فإننا نطمح لتوسيع آفاقها أكثر لتشمل مجالات وقطاعات واعدة وذات قيمة مضافة، على غرار مشروع إنشاء المدينة الصناعية الذكية “مدينة محمد السادس طنجة تيك” (قرب مدينة طنجة وتتوفر على شركات متخصصة في التكنولوجية الحديثة) الذي يشكل مشروعا رائدا يسير تنفيذه على الطريق الصحيح”. وأثمرت الشراكة الاستراتيجية بين البلدين نتائج ملموسة حيث تضاعف حجم الاستثمار الصيني بالمغرب خمس مرات من 2016 إلى 2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين في نفس الفترة، بما يجعل الصين الشريك الأول للمملكة آسيويا. وبمشاركة زعماء الإمارات والبحرين ومصر تونس ووزراء وممثلين آخرين عن بقية الدول العربية، يناقش المنتدى العربي الصيني الخميس سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين. وأُسس المنتدى عام 2004، بمبادرة من الرئيس الصيني الراحل هو جين تاو، خلال زيارته آنذاك لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة. ويضم المنتدى الصين والدول الـ22 الأعضاء في الجامعة العربية، ويهدف إلى تعزيز الحوار والتعاون وتدعيم السلام والتنمية. وتوالت البيانات من بكين بشأن الشركات مع الدول العربية، إذ أعلنت تونس والصين الخميس خلال لقاء عقده رئيس وزراء الصين لي تشيانغ، مع الرئيس التونسي قيس سعيّد، عزمهما تعزيز التعاون بين البلدين في مشاريع وشراكات استراتيجية بقطاعات حيوية وتنموية. وقالت البيان إن “اللقاء تناول علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين تونس والصين، والسبل الكفيلة بمزيد تعزيزها وتنويعها خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين ”. كما أعرب الجانبان عن “ارتياحهما لروابط الصداقة والشراكة التي تجمعهما منذ بداية السنوات الستين من القرن الماضي، وعن عزمهما المشترك على مزيد دعم هذه العلاقات وتوسيعها”. وأكد سعيّد أن بلاده “تتقاسم مع الصين عديد المبادئ والمثل، وهي حريصة على تكثيف العمل المشترك والتنسيق من أجل استشراف فرص تعاون جديدة بين البلدين، وإطلاق مشاريع وشراكات استراتيجية في أقرب الآجال”. ولفت إلى أن هذه المشاريع والشراكات ستشمل “قطاعات ذات أولوية قصوى من بينها الصحة والنقل الحديدي والجوي والبنية التحتية إلى جانب السياحة والمنشآت الرياضية”. من جانبه، جدّد الرئيس الصيني التأكيد على استعداد بلاده “لترجمة الصداقة التاريخية مع تونس إلى فرص تعاون جديدة في إطار ثنائي أو ضمن مختلف المبادرات التي أطلقتها الصين”، وأوضح أن ذلك يمكن أن يكون “عبر مواصلة تنفيذ مشاريع تنموية، وتشجيع المؤسسات الصينية على الاستثمار في تونس ونقل الخبرة والتجربة”. وعبر لي عن استعداد بلاده لـ"تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وتشجيع الصادرات التونسية نحو السوق الصينية، وفتح خط جوي مباشر بين البلدين، وتشجيع السياح الصينيين على اختيار الوجهة السياحية التونسية"، ولفت كذلك إلى استعداد بلاده “مواصلة التعاون مع تونس في مجالات الاقتصاد الأخضر والتعليم العالي والصحة والشباب”. ومنذ الثلاثاء، يؤدي الرئيس سعيد زيارة إلى الصين تنتهي السبت؛ للمشاركة في منتدى التعاون العربي الصيني وتأسس هذا المنتدى عام 2004 بمبادرة من الرئيس الصيني الراحل هو جين تاو، خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية في القاهرة آنذاك. وكان للبحرين أيضا نصيب من التعاون مع الصين، حيث رفع البلدان مستوى علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية شاملة، بحسب وسائل إعلام رسمية صينية. وأفادت أنباء بثها تلفزيون الصين المركزي بأن الرئيس شي جين بينغ أجرى محادثات مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة اتفقا خلالها على رفع مستوى العلاقات فيما يمثل مرحلة جديدة.
مشاركة :