العراق يعدم ثمانية مدانين بالإرهاب

  • 5/31/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - نفذت السلطات العراقية حكم الإعدام بحق ثمانية مدانين بالإرهاب والانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أفادت مصادر محلية اليوم الجمعة، في ثالث إجراء من نوعه خلال قرابة شهر. وأصدرت المحاكم العراقية في السنوات الأخيرة مئات الأحكام بالإعدام والسجن المؤبد لمدانين بالانتماء إلى "جماعة إرهابية"، خلال محاكمات نددت بها جماعات حقوق الإنسان واعتبرت أن الأحكام فيها صدرت على عجل. وبموجب القانون العراقي، تصل عقوبة جرائم الإرهاب والقتل الى الإعدام ويتعيّن على رئيس الجمهورية المصادقة على هذه الأحكام قبل تنفيذها. وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته "تم الخميس تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق بثمانية مدانين بجرائم إرهابية والانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية في سجن حوت في مدينة الناصرية" في محافظة ذي قار في جنوب البلاد "بإشراف فريق من وزارة العدل". وأضاف أن حكم الإعدام نفّذ بالعراقيين الثمانية "وفقاً للمادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب"، فيما أكد مصدر طبي محلي تسلّم جثث ثمانية أشخاص "تمّ إعدامهم في سجن الحوت". وسبق للعديد من المنظمات الحقوقية أن انتقدت سوء الظروف الانسانية في هذا السجن حيث يسود الاعتقاد في أوساط الكثير من العراقيين، بأن من يدخله لن يتمكن من مغادرته على قيد الحياة. وتعليقًا على الإعدامات الجديدة، قالت الباحثة لدى منظمة العفو الدولية (أمنستي) رازاو صالحي لوكالة فرانس برس إن "استمرار تنفيذ عقوبات الإعدام هو مؤشر واضح على أن كلّ الدعوات لوقفها لا تجد آذانًا صاغية لدى السلطات العراقية" وتحدثت عن أدلة على مدى سنوات تظهر حصول "محاكمات غير عادلة وانتهاكات لحقوق الإنسان". وتُعد هذه ثالث مجموعة من المدانين بـ"الإرهاب" يتمّ إعدامها منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي. وقد نفذت السلطات في 22 من الشهر المذكور حكم الإعدام بحق 11 شخصاً، ثم لعدد مماثل في السادس من مايو/أيار، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وواجه العراق انتقادات من قبل مجموعات حقوقية اعتبرت أن المحاكمات جرت على عجل أو شملت انتزاع اعترافات من المتهمين تحت التعذيب. واعتبرت صالحي أن عمليات الإعدام "تبث في كلّ مرة الذعر في كلّ أنحاء البلد بين العائلات التي يقبع أحباؤها في زنازين المحكوم عليهم بالإعدام والذين يُستنزفون في ظل ظروف غير إنسانية". وأشارت إلى أن السلطات لا تبلغ دائمًا "المحامين والعائلات قبل تنفيذ عمليات الإعدام"، وبالتالي "أصبحت كل عائلة تخشى أن تبلّغ عند الزيارة أن قريبها قد أُعدم". وفي أواخر يناير/كانون الثاني، أعرب خبراء من الأمم المتحدة ينظرون في عمليات الإعدام في العراق عن "قلقهم البالغ حيال التقارير التي تفيد بأن العراق بدأ عمليات إعدام جماعية في منظومة سجونه". وفي بيانهم، ذكر الخبراء المستقلون الذين يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وإن كانوا لا يتحدثون باسمه، عمليات إعدام تم تنفيذها أواخر عام 2023 في سجن الحوت. وأفاد البيان أنه "تم إعدام يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 13 سجينًا عراقيًا سبق أن صدرت أحكام بإعدامهم"، مشيرًا إلى أن "هذا أكبر عدد من السجناء المدانين الذين تفيد تقارير عن إعدامهم من قبل السلطات العراقية في يوم واحد" منذ 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما أُعدم 20 شخصًا. وفي 2014، سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا وأعلن قيام "الخلافة" وأثار الرعب في المنطقة والعالم. وبمؤازرة من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، تمكّنت القوات العراقية في 2017 من دحر التنظيم، الذي ما لبث في 2019 أن خسر أيضاً كافة الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا المجاورة أمام المقاتلين الأكراد المدعومين أميركياً. ولا يزال عناصر متوارون من التنظيم قادرين على شنّ هجمات ونصب مكامن انطلاقاً من مناطق نائية في البلدين.

مشاركة :