كونمينغ 31 مايو 2024 (شينخوا) أكملت الصين تجربة سريرية لزراعة كبد وكلية غير بشريين في مدينة كونمينغ، حاضرة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين. وتم إجراء التجربة السريرية بشكل مشترك من قبل المستشفى الأول التابع لجامعة كونمينغ للطب ومستشفى بكين تسينغهوا تشانغقونغ وجامعة يوننان للزراعة. ونجح الأطباء في نقل كلية وكبد من خنزير وزرعهما في إنسان ميت دماغيا، حيث تم تحرير ثمانية من جينات الخنزير قبل عملية الزراعة. تدفق البول وإفراز الصفراء بعد زراعة الكلية والكبد، بينما كان هناك تدفق دم مفتوح لكليهما. بالإضافة إلى ذلك، كان لون الكبد والكلية المزروعان طبيعيا وكان تدفق الدم سلسا، بحسب المستشفيات المعنية. تعد العملية التي استمرت أكثر من ثماني ساعات واكتملت في 19 مارس الماضي أول عملية زراعة كبد وكلية في نفس الوقت بين خنزير وإنسان حتى الآن. وأكدت بنجاح جدوى استخدام أعضاء الخنازير المعدلة وراثيا في عمليات زراعتها المشتركة في الأجسام البشرية لتحل محل الأعضاء البشرية بشكل فعال، مما وضع أساسا مهما لمزيد من التطوير لزراعة الأعضاء غير البشرية. كان المتلقي رجلا يبلغ من العمر 52 عاما أصيب بنزيف دماغي مفاجئ مصحوبا بفتق دماغي. وتم تشخصيه بأنه ميت دماغيا من خلال تقييم صارم لحالته، ووافقت عائلته على خضوعه للبحث العلمي لزراعة العضوين دون تلقي تعويض. كان وزن الخنزير في التجربة السريرية المذكورة 69 كجم وتم إخضاع أعضائه ذات الصلة للتعديل الجيني، حيث أثبتت ثلاثة بروتينات تنظيمية تكميلية منقولة من الإنسان أنها تخفف بشكل فعال من الرفض الحاد الناجم عن تنشيط الجهاز البشري، في حين أن البروتين التنظيمي المنقول الذي يمنع التخثر تجنب بشكل فعال الرفض الناجم عن اضطرابات التخثر البشري. وبدوره؛ قال تسنغ تشونغ، مدير المستشفى الأول التابع لجامعة كونمينغ للطب: "كان كل من الكبد والكلية يعملان بعد عملية الزراعة". وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الأعضاء هي الوسيلة الأكثر فعالية لعلاج المرضى الذين يعانون من فشل الأعضاء في المرحلة النهائية من المرض، ولكن النقص الخطير في الأعضاء المتبرع بها لا يزال يمثل عنق الزجاجة في تطوير علاج زراعة الأعضاء. ولذلك، يعتبر أن زراعة الأعضاء غير البشرية تنطوي على إمكانات كبيرة لحل هذه المشكلة في المستقبل. ومن جانبه؛ قال دونغ جيا هونغ، أكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة إن البيانات التي تم الحصول عليها أثناء إجراء عملية زراعة الكبد والكلية المذكورة في كونمينغ أكدت بشكل عام التفاعل الفريد بين الأعضاء المعدلة جينيا وجهاز المناعة البشري وخصوصية الأعضاء المختلفة من حيث أنماط التعبير الجيني واختلافات الاستجابة المناعية في بيئة الجسم البشري. في الوقت الحاضر، تجري الدراسات على نطاق واسع لإجراء تحرير الجينات المتعددة للخنازير، بغرض استخدامها في عمليات زراعة الأعضاء.
مشاركة :