الوثاق ـ بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل: ولكن الله أوجب الحج على المستطيع وذلك في قوله تعالى ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا). وذكر العلماء الاستطاعة بأقوال كثيرة منها المالية والبدنية والأمنية وغيرها. ونظرا لتزايد أعداد الحجاج من كل عام ومراعاة لمقاصد الشريعة التي جاءت رحمة للعباد ، اتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات أمنية لأجل سلامة الحجاج منذ قدومهم إلى المملكة العربية السعودية إلى العودة إلى بلدانهم ، ولايتم ذلك إلا باحترام الأنظمة والقوانين التي استمدتها المملكة العربية السعودية من الشريعة الإسلامية التي هي منهج الحكم فيها . إن الالتزام بتصريح الحج مستند إلى ما تقره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم حيث المولى سبحانه وتعالى يقول ( يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ) وقال تعالى ( يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا) وقال أهل العلم ( أي يريد الله أن يخفف عنكم في شرائعه وأوامره ونواهيه وما يقدره لكم) وقال تعالى ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) قال ابن عباس رضي الله عنهما يعني من ضيق . والإلتزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم عدد الحجاج بما يمكن هذه الجموع الكبيرة من أداء هذه الشعيرة بسكينة وسلامة ، وهذا مقصد شرعي صحيح تقره أدلة الشريعة وقواعدها . وبناءا على هذه النصوص الشرعية التي تقدمت فإن لحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- اهتمامهما بخدمة الحرمين الشريفين ومنها شعيرة الحج والعمرة اتخذت إجراءات صارمة ضد من يخالف النظام لأداء الحج بدون تصريح . ومن هذا المنطلق فإننا نبارك هذا القرار الذي جاء لأجل مصلحة الحجاج الذين جاءوا من أرجاء العالم ذكورا وإناثا كباراً وصغارا كلهم ضيوف الرحمن ، والقيادة السعودية شرفها خدمتهم جميعا حتى يعودوا إلى بلدانهم سالمين غانمين مطمئنين. بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا أخبار ذات صلة