قالت الهيئة المعنية بتنظيم الأوراق المالية في هونغ كونغ إن 11 بورصة عملات مشفرة اقتربت من الحصول على تراخيص، بعد عام واحد من طرح كتاب قواعد الأصول الرقمية سعياً لتعزيز دورها كمركز لهذه الصناعة. أظهر موقع لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ اليوم السبت أن المنصات التي تقدمت بطلباتها، بما فيها "كريبتو دوت كوم" (Crypto.com) و"بوليش" (Bullish) "تعتبر مرخصة". تعد المنصتان من بين المنصات المدرجة في القائمة ذات أحجام التداول الضخمة على مستوى العالم. سحبت شركات الأصول الرقمية البارزة مثل "أو كيه إكس" (OKX) و"بايبت" (Bybit)، والتي تستحوذ بشكل منتظم على أجزاء كبيرة من النشاط، طلباتها للحصول على تراخيص مزاولة النشاط. ولم تتقدم "بينانس هولدينغز"، وهي أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم، بطلب للترخيص، ولا منصة "كوين بيس غلوبال" الأميركية الكبرى، أو "كراكين" (Kraken)، وهي منصة شهيرة أخرى. حددت هونغ كونغ تاريخ الأول من يونيو كموعد نهائي لبورصات العملات المشفرة، إما للحصول على ترخيص أو اعتبارها خاضعة للترخيص. يجب أن تندرج الشركات على الأقل في الفئة الأخيرة لمزاولة نشاطها في المدينة، وتسويق الخدمات للمستثمرين المحليين، وستتلقى تصاريح فعلية بمجرد أن تطمئن لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة بامتثالها المستمر. طموح مركز العملات المشفرة ركز المسؤولون في هونغ كونغ على تعزيز مركز الأصول الافتراضية في أواخر 2022، كجزء من الجهود المبذولة لإصلاح صورة المدينة كمركز مالي بعد حملة قمع المعارضة التي بثت ذعراً بين أوساط الشركات العالمية، وكذلك الموظفين الوافدين. تشمل مبادرات التشفير توسيع قائمة البورصات المرخص لها، وإطلاق الصناديق المسموح لها بالتداول الفوري في "بتكوين" و"إيثر" المتداولة في البورصات، وإطاراً مخططاً للعملات المستقرة، وإصدار السندات الرقمية على منصات العملات المشفرة. تتنافس هونغ كونغ مع مدن أمثال دبي وسنغافورة لتصبح مركزاً للأصول الرقمية، والتساؤل المفتوح هو ما إذا كانت المدينة ستنجح في ذلك أم لا. تدعم قواعدها الصارمة حماية المستثمرين، وتسعى إلى منع غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وفرض تكاليف الامتثال ومتطلبات الإبلاغ. تقدمت حوالي عشرين شركة بطلبات للحصول على تراخيص لتشغيل بورصات التشفير بحلول الموعد النهائي في 29 فبراير. يوجد حالياً بورصتان مرخصتان بالكامل للأصول الرقمية في هونغ كونغ، وهما "هاش كي إكستشينج" (HashKey Exchange) و"أو إس إل غروب" (OSL Group). بوابة الثراء على صعيد الأسواق التقليدية، توفر هونغ كونغ بوابة للاستفادة من الثروات المتواجدة في بر الصين الرئيسي. لكن بكين حظرت تداول الأصول الرقمية، ويفتقر المستثمرون في البر الرئيسي إلى الوصول المباشر إلى بورصات العملات المشفرة، وصناديق الاستثمار المتداولة في هونغ كونغ. تحوم شبهات حول انتهاك المواطنين الصينيين حظر العملات المشفرة، سواء بحثاً عن استثمارات بديلة وسط انخفاض أسعار المساكن، أو بهدف تجنب حدود التحويلات الخارجية. أدى ارتفاع سعر بتكوين بأربعة أضعافه منذ بداية 2023 إلى زيادة الطلب عليها. لدى صناعة بورصات العملات المشفرة سجل متقلب من العمل في المنطقة الرمادية، أو ما هو أسوأ. في الولايات المتحدة، كان انهيار "إف تي إكس" (FTX) أحد أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ أميركا. أقرّت "بينانس" في نوفمبر الماضي بالذنب في انتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال والعقوبات الأميركية، وفُرضت عليها غرامة تاريخية قدرها 4.3 مليار دولار. أثار الاحتيال المزعوم في بورصة "جيه بي إي إكس" (JPEX) للعملات المشفرة ضجة في هونغ كونغ في العام الماضي. ويقف المسؤولون الآن أمام مهمة شاقة لتنظيم التداول، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من الشبكات الافتراضية الخاصة لإخفاء المواقع، أو مبادلة العملات المشفرة في صفقات بين الأقران (بين المقترضين والمقرضين دون تدخل النظام المصرفي أو المؤسسات المالية).
مشاركة :