مؤتمر الموارد البشرية يستعرض السعادة وتمكين الشباب لبناء الدولة

  • 4/19/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور عبد الرحمن العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لتنشئة وتطوير العنصر البشري، بصفته رأس المال الحقيقي لها، وسر تقدمها وازدهارها، ووسيلة لتعزيز اقتصاد معرفة مستدام فيها، وأشاد بحرص القيادة الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على تبني أفضل الممارسات والتجارب العالمية لبلوغ تلك الأهداف، وتوفير بيئة عمل تستنهض الهمم لبلوغ أعلى مستويات الإبداع والابتكار، مثلما تحقق السعادة للموظفين والمتعاملين، على حد سواء. جاء ذلك خلال كلمته التي افتتح بها أمس، فعاليات مؤتمر الموارد البشرية الدولي السادس، الذي تنظمه الهيئة تحت شعار: مستقبل الموارد البشرية ودورها في تطوير وتحويل الكفاءات الحكومية، برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وبمشاركة 30 متحدثاً وخبيراً دولياً، ونحو 500 مشارك ومهتم بهذا القطاع، وقرابة 20 راعياً وعارضاً وشريكاً. التقدم والتطور وشدد على دور رأس المال البشري في تعزيز مكانة الدولة وريادتها، وتنافسيتها عالمياً لا سيما في هذه المرحلة التي تشهد سباقا نحو التقدم والتطور على الصعد كافة، وأن ما وصلت إليه الدولة من مراتب متقدمة لم يكن ليتحقق لولا الاستثمار الأمثل في الإنسان. وأوضح أن محاور المؤتمر المنعقد في مركز دبي التجاري، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحقيق السعادة وتمكين الشباب لبناء مستقبل الدولة، لا سيما بعيد إعلان القيادة الرشيدة فيها قبل نحو شهرين عن تعديلات هيكلية جذرية في الحكومة الاتحادية؛ بهدف وضع اللبنات الرئيسية لحكومة المستقبل، من خلال التركيز على السعادة في بيئة العمل، وتأثير المتغيرات العالمية على القدرات البشرية في حكومات المستقبل، ودور المواهب والكفاءات في تعزيز تنافسية المؤسسات والحكومات، وتبني الممارسات المبتكرة والفعالة، والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لضمان القوة والاستدامة في أداء المؤسسات ومواردها البشرية. ولفت مدير عام الهيئة إلى أن ما يميز هذه الدورة من المؤتمر هو حجم المشاركة الفاعلة من المتحدثين والخبراء العالميين الذين، يقدمون خلاصة تجاربهم المتميزة والناجحة، وتحليلاتهم العلمية التي ستدعم المشاركين ومؤسساتهم للارتقاء نحو آفاق جديدة من العمل والإنتاجية. وفي ختام كلمته تقدم الدكتور عبدالرحمن العور بالشكر لشركة إنفورما، ورعاة هذا الحدث وشركاء المعرفة، لا سيما جمعية إدارة الموارد البشرية في الولايات المتحدة الأمريكية SHRM، والمعهد البريطاني العالي للموارد البشرية والتطوير CIPD. التمكين البشري وناقش المؤتمر في يومه الأول العديد من الموضوعات ذات الصلة بشعاره، وبتطوير وتمكين العنصر البشري، من خلال أوراق عمل وجلسات حوارية، استهلت بكلمة لضيفة الشرف لين جوديير، الرئيس التنفيذي للمعهد الأسترالي للموارد البشرية، تحت عنوان: المواهب في عالم متغير وتأثيرها على القطاع العام بينت فيها أن موظفي القطاع العام في الدولة شكلوا نموذجاً ناجحاً يحتذى لجهة المشاركة والانخراط في بيئة العمل، بما يحقق تطلعات وتوجهات قيادتهم التي أولتهم كل اهتمام وتقدير وهيأت لهم أسباب ومقومات النجاح كافة. وأكدت لين جوديير أن إدارة المواهب وقيادة التغيير من أهم الأولويات على أجندة المؤسسات في وقتنا الراهن، وأن المؤسسات الناجحة هي تلك المؤسسات التي تنظر إلى كل موظف على أنه شخص موهوب وتتعامل معه على هذا الأساس، مشددةً على ضرورة إدارة المواهب بشكل علمي ممنهج حتى تتمكن المؤسسات من إحداث التغيير المنشود وتحقيق أهدافها الاستراتيجية. وأوضحت أن مديري الموارد البشرية في المؤسسات مطالبون بوضع برامج لتحسين قدرات الموظفين وإمكاناتهم وتطوير مهاراتهم، وفق معادلة خاصة بإدارة المواهب ترتكز على ثلاثة عناصر هي: كفاءة الموظف، وحجم الإسهامات التي يقدمها على مستوى فريق العمل والمؤسسة ككل، وأخيراً مدى التزامه بقيم المؤسسة وثقافتها وتوجهاتها، منوهة بأن هذه المعادلة تساعد إدارة المؤسسات في قياس مؤشرات الأداء التشغيلية للعمليات الرئيسية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تطوير هذه العمليات ويرتقي بجودة مخرجاتها. وشددت لين جوديير الرئيس التنفيذي للمعهد الأسترالي للموارد البشرية على أهمية استثمار المؤسسات في الكفاءات وأصحاب المواهب، وإشراكهم في صنع القرارات، والسعي لتمكينهم على اختلاف مستوياتهم ودرجاتهم الوظيفية، عطفاً على تلمس احتياجاتهم بشكل مستمر، فهم أساس نجاح أي مؤسسة ومستقبل المؤسسات يرتكز بشكل كبير على مدى اهتمامها بتنمية رأسمالها البشري وتطويره وتمكينه. سعادة الموظفين وقدمت جين ليم، الرئيس والرئيس التنفيذي للسعادة في مؤسسة ديليفرينغ هابينيس ورقة عمل حول استغلال سعادة الموظفين في تعزيز ثقافة المشاركة الفعالة، استعرضت فيها كيفية خلق بيئة أكثر ابتكارا في مكان العمل بغرض تحقيق مستويات مشاركة فعالة أفضل للموظفين وتغيير طرق تفكيرهم، مع التركيز على برامج التوطين وإدارة الكفاءات والمواهب. وقالت إن السعادة في مكان العمل تزيد الانتاجية، وتجلب الشعور بالسعادة والرضا للموظفين والعلماء على حد سواء. وأضافت: بما أن تحقيق سعادة الناس يمثل أحد الأهداف الرئيسية التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في رؤية حكومة الإمارات 2021، فقد باتت المؤسسات تسعى لتحويل مكان العمل الذي يغلب عليه التوتر وسرعة الإيقاع إلى مكان تغلب عليه ثقافة الابتكار وإلابداع من خلال اعتماد السعادة كنموذج للأعمال، ثم إن دولة الإمارات عموماً، ودبي المدهشة على وجه التحديد، قطعت شوطاً كبيراً في مضمار الوصول إلى هذا الهدف نظراً لما توفره من إمكانات وخطط وبرامج تصب في هذا الاتجاه، حتى غدت أنموذجاً عالمياً لبيئات العمل المحفزة على الإنتاجية والإبداع والمولدة للسعادة والرضا والانتماء والحرص على التجديد والتغيير نحو الافضل. وقالت المتحدثة إن السعادة لم تعد مجرد مفهوم جامد أو فكرة تسويقية، وإنما صارت نموذج اعمال، ونهجاً عالمياً معقوداً في ناصيته الكثير من الأهداف الرامية إلى زيادة سعادة ورضا الموظفين والمتعاملين، وبالتالي الارتقاء بالأداء والإنتاجية، في وقت اشارت فيه إلى ان هذه السعادة تسكن في داخلنا وتستيقظ بالقناعة والحب والإرادة، وهي أشبه بمعادلة مضمونها أن المؤسسة التي تحرص على إشاعة اجواء ومتطلبات السعادة، تحصل على موظفين وعملاء سعيدين، مثلما تحصل على إنتاجية جيدة، ونجاح باهر يحقق لها إهدافها. الحكومة الذكية أوضح محمد علي البستكي وكيل وزارة مساعد لشؤون المساعدات الإنسانية والتنموية في وزارة شؤون الرئاسة، في جلسة خاصة حول التحولات في إدارة رأس المال البشري، ان عملية تطوير رأس المال البشري شهدت تحولات كبيرة خلال العقدين الماضيين، لعدة اسباب منها العولمة والتغيرات في النهج الإداري للمؤسسات، فضلاً عن تنوع الانتاج العالمي وبروز اقتصادات ناشئة ولدت هجرة أدمغة من الغرب إلى الشرق. وبين أنه كان لتحول الأداء الحكومي من تقليدي إلى إلكتروني وصولاً إلى اعلان الحكومة الذكية اثر بالغ الأهمية في كيفية النظر إلى تطوير المورد البشري المحلي اعتماداً على استراتيجيات وطنية أعلنت عنها القيادة الرشيدة، حيث انتجت تلك الاستراتيجيات الوطنية ثقافة مؤسسية تعتمد على الانفتاح في العمل الحكومي والعناية البالغة بتحفيز إنتاجية الموظف ودراسة الأسباب والمحركات التي تؤدي إلى ذلك. وأكد أن هناك مؤسسات وطنية حققت نجاحات لافتة في مجال إدارة رأس المال البشري، لدرجة أنها باتت مقياساً لمستوى العديد من المؤسسات العالمية في هذا المجال. وشدد البستكي على اهمية دور الاستشارات الوظيفية في تطوير رأس المال البشري في الدولة، لما لها من أهمية بالغة في استشراف السلوك الوظيفي لدى الموظفين أو الباحثين عن وظائف من جهة، وتبسيط آليات الأداء الوظيفي لتحقيق فهم أعمق بالدور المنوط بكل موظف، وكذلك الوقوف على أسباب استقالات الموظفين المبدعين ودراستها. وعرج في كلمته على أهمية العلاقة بين قطاع الأعمال ومؤسسات البحث العلمي والجامعات حيث يبلغ الاستثمار العالمي في مجال البحث العلمي قرابة 400 مليار دولار سنوياً أي ما يقارب 7% من الناتج الإجمالي العالمي. وقدم جو تشالوهي، مدير أول الموارد البشرية في شركة جنرال إلكتريك، منطقة الشرق الأوسط، شمال إفريقيا وتركيا ورقة عمل تكنولوجية حول أماكن عمل أكثر ذكاء: كيف تغير التكنولوجيا من طبيعة العمل، ألقى الضوء فيها على مدى اندماج التقنيات في عمليات الموارد البشرية على مستوى منطقة الشرق الاوسط، والعوامل المساهمة في تحقيق النجاح في هذا المجال. وصاحب المؤتمر الذي كرم فيه الدكتور عبدالرحمن العور مدير عام الهيئة شركاء المعرفة والرعاة، معرض متخصص جمع عدداً من الشركات والمؤسسات المتخصصة بالأنظمة والبرامج والمعارف ذات الصلة بالموارد البشرية وتنمية وإدارة رأس المال البشري. إسهام التقنيات في الموارد البشرية تطرق جو تشالوهي إلى مدى إسهام التقنيات في عمليات الموارد البشرية على مستوى منطقة الشرق الأوسط والعوامل المساهمة في هذا المجال، موضحا أن أجهزة الآيباد والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في انتشار التكنولوجيا الرقمية على مستوى العالم، وأن أي نجاح الآن بات مرهوناً بمدى تطور استخدام هذه التكنولوجيا، واستقطاب الكفاءات والخبرات. وقال إن شركة جنرال إلكتيريك تعتبر الآن الرقم واحد عالمياً في هذا المجال حيث يعمل لديها 300 ألف موظف حول العالم مرتبطون بنظام موارد بشرية يجنبهم مشقة السفر إلى مقر الشركة في الولايات المتحدة لإنجاز معاملاتهم، أو الإجابة عن استفساراتهم. وأضاف: في بعض الشركات قائد الفريق يركز بشكل عمودي على المشاركة ورفع وتعزيز المهارات ولكن يجب ان يكون هناك قادة يعملون على الجانب الأفقي أيضاً، والتركيز على استقطاب المهارات القادرة على جلب الأفكار الابداعية الخلاقة للمساهمة في عملية التطوير المنشودة لأي شركة أو مؤسسة، وعلينا التنبؤ بما سيحدث في المستقبل ولا ننتظر ما سيجلبه لنا. الإمارات الأولىفي علاقة الموظف بالمؤسسة ذكر محمد علي البستكي أن الإمارات كانت من أوائل الدول التي اعتنت بعلاقة الموظف بالمؤسسة التي يعمل فيها، وتوفير كل متطلبات وشروط الإبداع والتميز المؤسسي، من خلال اعتماد جملة من البرامج الوطنية، مثل جوائز التميز المؤسسي وبرامج إعداد القادة وبرامج إدارة الكفاءات الحكومية، وخلق تنافسية في بيئة العمل الحكومي وتنويع مخرجات التعليم، كل ذلك أثر في علاقة الموظف بالمؤسسة التي يعمل فيها وانتج ثقافة مؤسسية جديدة. وأكد أن الكم الفكري والمعرفي لدى الموظفين سيكون أكبر محرك لتطوير الموارد البشرية المحلية المبدعة، من خلال ابتكار طرق جديدة لمواجهة التحديات الوظيفية، وصولاً إلى أعلى درجات التميز والإنتاجية في العمل الحكومي، لافتاً إلى أن الحكومة أطلقت في العام 2014 الاستراتيجية الوطنية للإبداع، وأصبح هناك حاضنات وطنية للإبداع والابتكار، فضلاً عن التوجه الحكومي إلى الاستثمار في الأبحاث ومراكز الدراسات الوطنية. تعزيز ثقافةالسعادة بين الموظفين دعت الخبيرة جين ليم المؤسسات إلى تعزيز ثقافة السعادة بين الموظفين، وإعطائها قسطاً كبيراً من الاهتمام والدراسة، وجعلها أولوية قصوى لديها، من خلال توضيح القيم والأخلاقيات والسلوكات لجميع الموظفين، حتى يصبح الالتزام بها قيداً لهم، بالتوازي مع التزام تلك المؤسسات بالشفافية والتواصل معهم، وإشراكهم في الخطط والاستراتيجيات، وتلمس احتياجاتهم والالتفات إلى ملاحظاتهم وأفكارهم التي تحفزهم على العمل والإبداع والابتكار. كما أشارت إلى أن السعادة في بيئة العمل تتأتى من بناء علاقات بين الإدارة والموظفين والعملاء، وتنشيط عملية التواصل فيما بين هذه الأطراف، مع الحرص على العمل والتخطيط بروح الفريق وفق أسلوب التكاملية والعصف الذهني، مضيفة: علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى التركيز على السعادة في بيئة العمل ورسم خريطة لها في مؤسساتنا من خلال الإلهام والتفكير المشترك وتحديد الخطة والاستدامة في هذه السعادة. وأكدت أن هناك علاقة طردية بين سعادة الموظفين ونسب الإنجاز والإنتاجية التي ترفع السعادة منها بنحو 50%.

مشاركة :