اعتبر خبيران فلسطينيان أن المقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء الحرب في غزة تمثل فرصة أخيرة لكافة الأطراف لمنع التصعيد وانزلاق المنطقة إلى فوهة حرب إقليمية موسعة والأهم إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها السكان في قطاع غزة. وقال الباحث السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، إن المقترح الجديد جاء من أعلى سلطة فعلية مؤثرة، ومن هنا تعرف أهمية الرغبة الملحة في عدم توسع الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع غزة. وأضاف منصور في تصريح لـ«الاتحاد» أنه من مصلحة الجميع الموافقة على الصفقة المطروحة ومن المتوقع أن تعلن الأطراف سواء الوسطاء من جهة أو إسرائيل والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى موافقتهم على الطرح بعد تأكيد الجانب الأميركي العمل على تنفيذه. وأشار إلى أن هناك حاجة ملحة لتسوية الأزمة خلال الفترة المقبلة وعدم تجدد القتال من جديد في إطار تنفيذ حل الدولتين والذي يضمن الأمن الإقليمي في ظل أزمة عاشها العالم على مدار أكثر من 8 أشهر ولا يرغب في تجددها الفترة المقبلة. وأوقعت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، أكثر من 35 ألف قتيل، فيما تتزايد المخاوف من أزمة أكبر في ظل التصعيد العسكري في مدينة رفح. وأكد عضو «المجلس الثوري» لمنظمة التحرير الفلسطينية، جمال نزال، أن القيادة الفلسطينية تواصل مساعيها لتحقيق هدفين رئيسيين في الوقت الراهن، وهما التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والشروع في عملية إعادة الإعمار بكل مستلزماتها. وأضاف نزال في تصريح لـ«الاتحاد» أنه لتحقيق هذه الأهداف تبرز أهمية تسليم المعابر للسلطة الوطنية الفلسطينية، كما نصت عليه اتفاقية المعابر الموقعة عام 2005. واعتبر أن هذا التحرك يعد ضرورياً لتسهيل حركة البضائع والمساعدات الإنسانية وبالتالي دعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار في المنطقة. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس، إن الولايات المتحدة تتوقع موافقة إسرائيل على اتفاق إنهاء الحرب في غزة إذا وافقت عليه الفصائل الفلسطينية. وأضاف كيربي في تصريحات صحفية: «كان هذا اقتراحاً إسرائيلياً، نتوقع أنه إذا وافقت الفصائل على الاقتراح فإن إسرائيل ستقول نعم عليه».
مشاركة :