تفاوتت تقييمات وتقديرات العديد من النخب اليمنية إزاء الفرص المتاحة للتوصل لتسوية سياسية عبر المفاوضات المنعقدة بين الحكومة والانقلابين في الكويت، وإمكانية الاستعاضة بالحل السياسي للأزمة اليمنية عن الخيار العسكري المحاط بتداعيات إنسانية إضافية. واعتبر الأكاديمي المتخصص في علم الاجتماع عبدالسلام أحمد الميتمي في تصريح لالخليج، أن المفاوضات المنعقدة في الكويت تمثل الفرصة الأخيرة لتجنب المزيد من التداعيات الإنسانية التي ستترتب على استمرار الحرب الداخلية، مشيراً إلى أن الانقلابيين في وضع ميداني صعب وهو ما يعزز التفاؤل بإمكانية حدوث انفراج والتوصل لتسوية سياسية تنهي الحرب القائمة في البلاد. ولفت الميتمي إلى أن انعقاد المفاوضات في الكويت يثير حالة من الارتياح كونه يعني أن هناك توافقاً بين دول مجلس التعاون على الحل السياسي للأزمة اليمنية. من جهته، عبر الناشط السياسي بتعز عبد العزيز أحمد المخلافي في تصريح لالخليج، عن اعتقاده بأن مفاوضات الكويت لن تفرز حلاً سياسياً ينهي الحرب المتصاعدة في اليمن، معتبراً أن الانقلابيين ليس لديهم نوايا للتهدئة، وأنهم يهدفون من وراء الذهاب إلى الكويت مجرد كسب المزيد من الوقت لإعادة ترتيب صفوفهم. وقال المخلافي لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع من قبل ممثلي الانقلابيين في اللجنة المكلفة بالإشراف على مراقبة سير التهدئة حتى ساعات، حيث سارع الحوثيين وقوات الرئيس السابق إلى ارتكاب خروق بعد توقيع الاتفاق بدقائق، وإذا ما تم التوصل لتسوية سياسية في مفاوضات الكويت لن يلتزم الانقلابيون بما وقعوا عليه، سيخرقون الاتفاق، إنهم بلا أدنى قيم أو أخلاق والكثيرون لا يثقون بهم وبعهودهم. واعتبر الناشط الحقوقي بعدن عبد التواب أحمد سيف عبادي أن نجاح مفاوضات الكويت لا يكمن في التوصل لاتفاق سياسي، ولكن في ممارسة ضغوط حقيقية على الأطراف الموقعة لإجبارها على تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه.
مشاركة :