طرابلس - وكالات: تسلمت حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس مقري وزارتين في طرابلس، وذلك للمرة الأولى منذ دخولها العاصمة وبدء عملها من قاعدتها البحرية، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي للحكومة في بيان. وقال البيان إن وزير الدولة في حكومة الوفاق محمد عماري قام "ممثلا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني باستلام مقر وزارة الشباب والرياضة ومقر وزارة الشؤون الاجتماعية". ونقل البيان عن عماري قوله إنه "تم استلام هذين المقرين من أجل تهيئة المناخ أمام مختلف مؤسسات الدولة للعمل في أسرع وقت ممكن" . وهذه المرة الأولى التي تنتقل فيها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للعمل من مقرات رسمية في العاصمة الليبية منذ دخولها الى المدينة في نهاية مارس الماضي. وتتخذ الحكومة من قاعدة طرابلس البحرية مقرا لها. في الإطار ذاته اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في طرابلس أن تدريب قوات ليبية داخل ليبيا أو في دولة مجاورة لها "إذا كانت الظروف ملائمة" سيحقق نجاحا أكبر من محاولة إقامته في دولة أوروبية. وجاءت تصريحات هاموند في مؤتمر صحافي خلال زيارته غير المعلنة إلى العاصمة الليبية أمس والتي التقى خلالها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وأعضاء آخرين في الحكومة في قاعدة طرابلس البحرية حيث مقر الحكومة. وتبدي دول الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لليبيا قلقها من سعي تنظيم داعش إلى التمدد في هذا البلد بعد سيطرته على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) وهجومه على موانئ النفط الرئيسية في شرق البلاد. وتتطلع أيضا دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها إيطاليا إلى تفعيل عملية مكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من ليبيا التي يبحر من سواحلها في الأسابيع الأخيرة آلاف المهاجرين سعيا للوصول إلى السواحل الأوروبية التي تبعد حوالى 300 كلم فقط عن ليبيا. وقال هاموند إن "مواجهة تنظيم داعش ومكافحة الهجرة غير الشرعية أمران يقعان في نفس الأجندة، لكن على الشعب الليبي والحكومة الليبية أن يقررا كيفية استعادة بلدهم من غزاة داعش" . وأكد الوزير البريطاني "المجتمع الدولي مستعد طبعا لدعمهم وتقديم المساعدة التقنية والتدريب" . وتابع "أنا واثق بأنه إذا كانت الظروف ملائمة لهذا البرنامج (التدريب) بأن ينفذ في ليبيا أو في دولة مجاورة، فإنه سيكون أكثر نجاحا من محاولة تنفيذه في أوروبا" . وأعلن وزراء الاتحاد الأوروبي أنهم سيناقشون مشاريع اقتصادية وأمنية "ملموسة" دعما لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا في مواجهة تنظيم داعش وموجة المهاجرين إلى أوروبا.
مشاركة :