قوة مصر من قوة السعودية، وقوة السعودية من قوة مصر، وقوة السعودية ومصر هي قوة لكل العرب، وإذا أخذنا بهذا المبدأ فإن جسر الملك سلمان سوف يكون قوة لكل العرب لأنه بكل بساطة سوف يربط عرب الغرب بعرب الشرق، وسوف تكون مصر هي بوابة أفريقيا لآسيا، وسوف تكون السعودية بوابة آسيا لأفريقيا. هذه هي المعادلة التي لم يفهمها البعض الذين يهاجمون وينتقدون ارجاع مصر لجزيرتي تيران وصنافير السعوديتين، والتي كانتا محمية من قبل مصر وفق المواثيق الدولية حتى لا تستولي عليهما إسرائيل، كما يقول أحد الخبراء المصريين، لتأمين دخولها خليج العقبة. الجزيرتان سوف تكونان مراكز حماية لهذا الجسر، وسوف تكون هناك قواعد عسكرية سعودية وقوات سعودية تقوم بحمايته كون مصر مرتبطة باتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وبمقتضى هذه الاتفاقية لا تستطيع مصر وضع قوات عليها. بالطبع السعودية لا تربطها أية اتفاقيات مع إسرائيل، وهذه جزر سعودية وفق الوثائق الدولية، والمتضرر الوحيد في إرجاع تلك الجزيرتين هي فقط إسرائيل، والتي سوف تؤثر على صادراتها النفطية من ميناء إيلات، والتي استولت عليه إسرائيل عام 67م. هذا الجسر سوف يدخل على مصر والسعودية 200 مليار دولار سنويًا كما يقدرها هذا الخبير المصري. ومهما كانت الأرباح التي سوف يجنيها البلدان إلا أن المهم هو ربط الشعوب العربية بعضها مع بعض كما أسلفنا، وكذلك ربطها بالدول الأفريقية تجاريًا، وتوثيق عرى الصداقة معها، وبخاصة أن البعض منها دول مسلمة سوف تستفيد منه قوافل الحجيج والمعتمرين والزائرين للمملكة، والتي سوف تستخدم المركبات عن طريقه لمواسم الحج والعمرة أو حتى للزيارة أو السياحة، برسوم رمزية للسعودية ومصر، كما هو معمول به في جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين. جسر الملك سلمان سوف يكون إحدى وسائل مصادر الدخل الكبيرة للمملكة، والتي بخططها الطموحة المستقبلية، والتي سيعلن عنها قريبًا، سوف تنهج نهج تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على سلعة واحدة ناضبة اسمها «النفط»، الذي تتأرجح ميزانيات المملكة عليه صعودًا وهبوطًا في أسعاره مما يؤثر سلبًا وبشكل كبير على معدلات النمو الاقتصادي والتنمية للبلد بشكل عام. والبعد الآخر والمهم في هذا الجسر هو البعد السياسي والذي عمق العلاقة بين مصر والسعودية، ودحض بل وفند الشائعات القائلة بأن هناك خلافات مصرية سعودية، وأغضب إسرائيل وأصدقاء إسرائيل التي سوف تصاب بالصداع النصفي. وأخيرًا شكرًا لمن وقف وراء إنشاء هذا الجسر، الذي أطلق عليه الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي «جسر الملك سلمان».
مشاركة :