إقفال دكَّان الكتب

  • 1/11/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كنَّا آمنين على «الكتاب» من مزاج الرقيب الغرائبي، فقد كان بالإمكان توفير أي كتاب يمنعه بضغطة بضعة أزرار عبر «نيل وفرات كوم» ليكون بين أيدينا بعد أيام. منذ العام 1998 والقرَّاء يتنفَّسون الكتب عبر نافذة التسوق الإلكتروني التي يتيحها لهم هذا الموقع اللبناني/ المصري، الذي امتدَّ من عباءة الأمازون بلبوس عربي، في فسحة تكنولوجية تتحدَّى التراجيديا السوداء المتوجِّسة في زمن الإنترنت والفضاء المفتوح. ولكن، يبدو أن تذاكينا الفطري الذي امتدَّ خمسة عشر عاماً لم يعد بالإمكان التحاذق به على مسؤولي مدينة الملك عبدالعزيز الذين ارتأوا حجب الموقع عن المستفيدين منه في السعودية، في خطوة غريبة ساوته بمواقع جنسية وضيعة، ودينية مجدّفة، وسياسية حاقدة! فهل يستطيع أحدٌ أن يتخيَّل كيف يُقفل دكانٌ إلكتروني لبيع الكتب؟! من المعروف أن هنالك مسلسلاً طويلاً للحجب، لم يتوقف منذ عرف السعوديون الإنترنت، وهنالك سلسلة أطول للمواقع الأدبية والفكرية والإخبارية الجادة التي اصطدمت بهذه النتيجة. ولكن من الغريب أن تستمر هذه المعركة بين المدينة وبين الهاكر الطيبين الذين سرعان ما يطلقون بروكسياتهم لتخطِّي جدران الحجب في زمن يدرك الجميع فيه أنه من المستحيل حجب المعلومة! بل على العكس من ذلك، فقد يصبح هذا المنع تأشيرة عبور للانتشار الأوسع بين المهتمين وغير المهتمين، فليس هنالك أكثر شهية من تلك العناوين التي تحمل «مُنِعَ من النشر». لا أدري إن كان المسؤولون في المدينة يدركون خارطة الطريق للقراءة الجديدة التي تجاوزتهم بسنوات ضوئية، أم لا؟ ولكن، من الأكيد أنهم بحجب «النيل والفرات» كانوا يوجِّهون رسالة للإعلام تقول «بدل منع الكتاب، اقفل الدكَّان بأكمله».

مشاركة :