انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف في التعاملات الآسيوية أمس الثلاثاء، لكنها حافظت على بعض المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، حيث أدت علامات تباطؤ الاقتصاد الأميركي إلى زيادة التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة ودفع الدولار إلى أدنى مستوياته في شهرين. وانخفض السعر الفوري للذهب بنسبة 0.1 % إلى 2347.66 دولارًا للأوقية، في حين انخفضت العقود الآجلة للذهب التي تنتهي صلاحيتها في أغسطس بنسبة 0.1 % إلى 2368.50 دولارًا للأوقية. لكن المعدن الأصفر لا يزال أقل بكثير من المستويات القياسية التي سجلها في مايو، مع بيانات سوق العمل القادمة، المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع، والتي من المقرر أن توفر المزيد من الإشارات على مسار أسعار الفائدة الأميركية. وتتزايد الآمال في خفض أسعار الفائدة بفعل البيانات الأميركية الضعيفة وانخفاض الدولار. وأظهرت أداة فيد واتش يوم الثلاثاء أن المتداولين يتوقعون فرصة بنسبة 52.1 % لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، ارتفاعًا من توقعات الأمس بفرصة 47 %. وجاء هذا التحول في التوقعات بعد أن أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات يوم الاثنين أن نشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة انكمش للشهر الثاني على التوالي في مايو. وعززت بيانات مؤشر مديري المشتريات، التي جاءت بعد أيام فقط من قراءة ضعيفة للناتج المحلي الإجمالي، الرهانات على أن الاقتصاد الأميركي يتباطأ، وهو ما يمكن أن يبشر بتضخم أكثر ليونة ويمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الثقة لبدء خفض أسعار الفائدة. وأدت هذه الفكرة إلى انخفاض الدولار إلى أدنى مستوياته خلال شهرين يوم الاثنين. ومن المقرر أن يجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل ويبقي أسعار الفائدة ثابتة. ولكن قبل ذلك، من المقرر صدور بيانات سوق العمل الرئيسة هذا الأسبوع ومن المرجح أن تأخذ في الاعتبار خطط البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة. ومن المقرر صدور قرارات سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يبدأ كلا البنكين المركزيين في خفض أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن يفيد انخفاض أسعار الفائدة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، بالنظر إلى أن تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في هذا القطاع تزداد في بيئة ذات أسعار فائدة مرتفعة. واستقرت المعادن النفيسة الأخرى يوم الثلاثاء بعد تقدمها يوم الاثنين. وانخفضت العقود الآجلة للبلاتين 0.1 % إلى 1023.50 دولارًا للأوقية، بينما استقرت العقود الآجلة للفضة عند 30.785 دولارًا للأوقية. ومن بين المعادن الصناعية، كانت أسعار النحاس متباينة يوم الثلاثاء حيث استقرت بعد تراجعها من مستويات قياسية خلال الأسبوع الماضي، حيث إن مؤشرات مديري المشتريات الضعيفة تبشر بالسوء. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن 0.5 بالمئة إلى 10197.50 دولارا للطن، في حين تراجعت عقود النحاس الآجلة لشهر واحد 0.4 بالمئة إلى 4.6645 دولار للرطل. وأدت بيانات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة من الولايات المتحدة والصين إلى زيادة المخاوف بشأن تباطؤ نشاط التصنيع في جميع أنحاء العالم، مما قد يؤدي إلى ضعف الطلب على المعدن الأحمر. وتراجعت الأسهم العالمية يوم الثلاثاء مع تفكير المستثمرين في احتمال أن يبدأ "الاستثناء" في الاقتصاد الأميركي في التراجع مع مزيد من الضعف في نشاط الصناعات التحويلية هناك، مما يدفع بدوره الدولار إلى أدنى مستوياته في عدة أشهر. وفي الهند، شهدت أسواق الأسهم عمليات بيع حادة بعد أن أظهر الفرز المبكر للأصوات أن التحالف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لا يتجه نحو تحقيق فوز ساحق كما كان متوقعا. وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين مقابل اليورو والجنيه الاسترليني، في حين تراجعت عوائد السندات الحكومية الأميركية على مدى الأسابيع الستة الماضية، حيث اقتنع المستثمرون بفكرة أن الاقتصاد يتباطأ بما يكفي لتبرير تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام. وقال كريس سيكلونا، اقتصادي دايوا كابيتال: "من المفهوم لماذا تصرفت السوق كما فعلت في الربع الأول، ولكن إذا نظرنا إلى المؤشرات الأوسع، كانت هناك دائما علامات معينة على أن القصة ربما ليست قوية تماما كما كان متوقعا". وقال: "كان معظم الناس يفترضون أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في الوقت الحالي يقع في المنطقة المقيدة. وهذا يؤثر على التضخم الأساسي ويؤثر على بعض الديناميكية في الإنفاق". وكان آخر انخفاض لمؤشر "إم إس سي آي" العالمي بنسبة 0.2 %. كما أخذت الأسهم في أوروبا أنفاسها، مما دفع مؤشر ستوكس 600 على الانخفاض للمرة الأولى في أربعة أيام، بانخفاض 0.5 %. وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية الإلكترونية، بنسبة 0.2 %، مما يشير إلى انخفاض متواضع عند الافتتاح في وول ستريت. وشهدت أسواق الأسهم الهندية تداولات متقلبة، حيث أشارت نتائج فرز الأصوات إلى أن حزب مودي سيحصل على الأغلبية، لكن الأغلبية أقل مما أشارت إليه استطلاعات الرأي. وكان من المتوقع أن يكون فوز مودي إيجابيا بالنسبة للأسواق المالية في البلاد، وفقا للمحللين، على أمل أن تقوم الهند بمزيد من الإصلاح الاقتصادي. وأثارت احتمالات فوز تحالف مودي بأغلبية ساحقة قلق المستثمرين. ويحمل هذا الأسبوع عددًا كبيرًا من البيانات الرئيسة. وستتم مراقبة قوة سوق العمل الأميركي عن كثب في الأيام القليلة الجديدة مع صدور مسح فرص العمل ودوران العمالة في وقت لاحق يوم الثلاثاء. وسيتم نشر أرقام الرواتب غير الزراعية لشهر مايو يوم الجمعة. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية يوم الاثنين إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين، بعد تراجع نشاط الصناعات التحويلية في البلاد للشهر الثاني على التوالي في مايو. وانخفض العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 4.381 %، في حين انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عامين، والذي يرتفع مع توقعات المتداولين بارتفاع أسعار الفائدة على أموال الاحتياطي الفيدرالي، بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 4.8058 %. وقال الاقتصادي جيمسون كومبس في مذكرة يوم الثلاثاء: "إن الحركة الأكثر حدة على المدى الطويل هي علامة على أن بيانات التصنيع الأضعف من غير المرجح أن تغير اتجاه تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية على المدى القريب، ولكنها ربما تكون إشارة إلى وجهة نظر السوق لأسعار الفائدة المحايدة مع تلاشي الاستثناء الاقتصادي الأميركي". وفي أوروبا، يتوقع المستثمرون أن يقوم البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75 %. وانخفض الدولار 0.4 بالمئة مقابل الين إلى 155.39 ين، قرب أدنى مستوياته في أسبوعين ونحو ثلاثة بالمئة من أعلى مستوى في عدة سنوات الذي سجله في أواخر أبريل عند 160.03 ين. وانخفض اليورو 0.2 % خلال اليوم إلى 1.0881 دولار، بعد أن ارتفع 0.65 % في شهر، في حين استقر مؤشر الدولار، الذي يتتبع العملة الأميركية مقابل سلة عملات من الشركاء التجاريين الرئيسين الآخرين، حول 104. تراجعت الأسهم العالمية
مشاركة :