انخفضت نسبة الفقر بشكل ملموس في الولايات المتحدة في نصف قرن، لتتراجع من 26 في المائة من التعداد السكاني في 1964 إلى 16 في المائة حاليا، وذلك يعود بشكل خاص إلى برامج المساعدة الغذائية المختلفة أو تخفيض الضرائب، لكن مع ذلك ما زال استئصال آفة الفقر أمرا مستحيلا وبعيد المنال حتى في نيويورك قلب أمريكا، التي تضم أكبر عدد من المليونيرات في العالم. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يعيش أكثر من طفل من أصل خمسة في نيويورك وسط عائلة لا تملك ما يكفي لسد رمقها، كما لفت الائتلاف لمكافحة الجوع في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وفي 2012 شمل الفقر نحو 47 مليون أمريكي، بينهم 13 مليون طفل بحسب مكتب الإحصاء. ويبقى ذلك "رقما مرتفعا جدا" في نظر جيمس بي زيلياك، المختص الاقتصادي ومدير مركز الأبحاث بشأن الفقر في جامعة كنتاكي. وأقر زيلياك بكسب بعض المعارك، مثل محاربة سوء التغذية الشديد، أو بتحقيق "انتصارات جزئية" مثلما حدث مع تأمين الضمان الصحي للفقراء "ميديكايد" أو المسنين "ميديكير". وأوضح "لو لم تتوافر لدينا شبكات الحماية هذه فإن معدل الفقر سيتضاعف". وأيا كان المعيار المعتمد، فإن الفقر تراجع بشكل ملحوظ لدى المسنين؛ لأنهم يمثلون الشريحة الأكبر عددا التي تحظى بتقاعد. كذلك انخفض الفقر في أوساط الأطفال أيضا في نصف القرن الماضي، لكن ما زال طفل من أصل خمسة في الولايات المتحدة يعيش في دائرة الفقر. وأشارت 25 مدينة كبرى أمريكية أيضا إلى ارتفاع عدد الطلبات للحصول على المساعدة الغذائية، أو عدد الأشخاص الذين هم بدون مأوى منذ سنة، بسبب تباطؤ الانتعاش الاقتصادي.
مشاركة :