أعلن وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي اليوم الثلاثاء تشكيل لجنة فنية لإعداد الدراسة اللازمة لإنشاء مركز متخصص في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد (إم.إس) ضمن منطقة الصباح الطبية على أن يشمل قسما للأبحاث العلمية. وخلال احتفال أقامته جمعية مرضى التصلب العصبي الكويتية بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض - 30 مايو سنوياً - تحت شعار (حياتنا.. نور) قال الوزير العوضي إن وزارة الصحة لن تدخر جهدا في مساعدة مرضى (التصلب العصبي). وهو هجوم ذاتي المناعة يصيب الجهاز العصبي المركزي. وأفاد بأن دولة الكويت «من الدول المتقدمة في علاج مرض التصلب العصبي وتوفر عيادات للأعصاب في جميع المستشفيات فضلا عن مواكبة أحدث العلاجات» مؤكدا الحرص على توفير احتياجات ومتطلبات المرضى وصولا لأعلى معايير الجودة في الخدمة المقدمة. وبين أن «جمعية مرضى التصلب العصبي تخدم أكثر من ثلاثة آلاف مصاب وتقوم منذ تأسيسها في عام 2010 بنشر الوعي في المجتمع الكويتي». وأوضح أن «التبرعات من الأعمال الإنسانية النبيلة التي تميز بها أهل الكويت وهو واجب ديني يسهم مع وزارة الصحة في إنقاذ حياة آلاف المرضى» مستدركا بأنه «دعما من وزارة الصحة تم إصدار القرار». من جانبه أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية مرضى التصلب العصبي الكويتية يوسف الكندري ب«الخدمات المتميزة» التي توفرها وزارة الصحة لمرضى (إم.إس) متضمنة جميع العلاجات آملا الإسراع في إنشاء هذا المركز المتخصص منوها بحرص وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي واهتمامه بهذا المشروع. وقال الكندري إن الكويت تعتبر أول دولة في العالم تدخل موضوع (التصلب العصبي) ضمن المناهج التعليمية وتحديداً الصف الـ12 بما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه للمصابين بهذا المرض منوها بـ«توفير العلاجات بالمجان للمرضى من المقيمين بنسبة تصل إلى 90 في المئة بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة وصندوق إعانة المرضى». من جهته قال استشاري أمراض الجهاز العصبي والتصلب المتعدد (إم.إس) الدكتور رائد الروغاني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن هذا المرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويعتبر من الأمراض الشائعة في الفئة العمرية ما بين 20 و 40 عاما (عالمياً) وبين 16 و40 عاما (محلياً). وأفاد الروغاني أن هناك أكثر من ثلاثة آلاف بهذا المرض في دولة الكويت 85 في المئة منهم كويتيون مشيرا إلى تزايد حالات الإصابة به إذ «يتم تسجيل نحو 300 حالة سنويا». ولفت إلى أن معدلات الإصابة بمرض التصلب العصبي في دولة الكويت هي الأعلى على مستوى منطقة الشرق الأوسط إذ تبلغ نحو 105 حالات بين كل 100 ألف نسمة. وعرفت منظمة الصحة العالمية مرض التصلب العصبي المتعدد بأنه حالة ناجمة عن هجوم ذاتي المناعة على الميالين (المادة العازلة الدهنية المحيطة بالأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي) بما يؤدي إلى انقطاع النبضات الكهربائية المرسلة عبر الأعصاب إلى بقية الجسم ومن ثم حدوث ندوب (اللويحات أو التصلب). ووفق (الصحة العالمية) فإنه «من غير المعروف ما الذي يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة (الميالين) إنما يعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية لها دور في ذلك» مشيرة إلى أن مرض التصلب المتعدد يحدث بشكل أكثر شيوعا بين البالغين الشباب ومتوسطي العمر ولدى الإناث أكثر من الذكور كما أنه أكثر شيوعا في المناطق البعيدة عن خط الاستواء ربما بسبب نقص التعرض لأشعة الشمس وفيتامين (د)». وتشمل أعراض المرض حدوث مشكلات في الرؤية والإجهاد وصعوبة في المشي والحفاظ على التوازن والخدر أو الضعف في الذراعين والساقين ويمكن أن تظهر تلك الأعراض وتختفي أو تستمر لفترة طويلة مبينة أنه «رغم عدم وجود علاج لمرض التصلب المتعدد يمكن للعلاج أن يقلل الأعراض ويمنع المزيد من الانتكاسات ويحسن جودة الحياة». ويؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد على الوظائف الإدراكية أو العاطفية أو الحركية أو الحسية أو البصرية بحسب (الصحة العالمية) التي أشارت أن أكثر من 1.8 مليون شخص يعانون منه.
مشاركة :